تقع قرية "قطينة" على الضفة الشرقية لبحيرة "قطينة" و تبعد عن مدينة حمص (12) كم إلى الجنوب الغربي، وتتميز بعدد سكانها الكبير الذي يبلغ حوالي عشرة آلاف نسمة، منهم نسبة كبيرة من المتعلمين والمثقفين.

للوقوف على الحالة الثقافية لقرية "قطينة" eHoms زار المركز الثقافي في القرية والتقى مديرته الآنسة "منال العسس" فحدثتنا بداية عن تاريخ تأسيسه قائلة: «تأسس مركز "قطينة" الثقافي عام /1999/ في غرفة صغيرة ضمن مبنى مجلس القرية، ونظراً للإقبال المتزايد من قبل أهالي القرية عليه صدر قرار بتوسيعه، ونقله إلى إحدى المدارس المهجورة في القرية بعد ترتيبها ليتابع أعماله وأنشطته، المركز الثقافي العربي في قرية "قطينة"، الذي انتقل إلى مقره الحالي في المبنى الجديد نهاية العام /2008/ الذي هو عبارة عن مبنى مستأجر من مجلس قرية "قطينة"».

من الأنشطة الأخرى التي عمل عليها مركزنا، إجراء دراسة حول التراث الشعبي لقرية "قطينة"، والتي تتميز باشتهار أهلها بحرفة الصيد لوجودها بالقرب من البحيرة، كما تتميز بتقاليد الأعراس وغيرها من المناسبات الاجتماعية

وعن أقسام المركز قالت: «يضم مركز "قطينة" الثقافي مكتبة للصغار تحوي (356) عنوناً، وأخرى للكبار تحوي (2593) عنواناً، وتقدم المكتبة خدمات المطالعة الداخلية للأطفال داخل مبنى المركز، والإعارة الخارجية لكتب الكبار، وفق بطاقة اشتراك تجدد بشكل سنوي. ولدينا نسبة جيدة مكن عدد المطالعين المستفيدين من خدمات المكتبة بشكل دوري».

واجهة المركز الثقافي في "قطينة"

وأضافت الآنسة "العسس": «هناك مجموعة جيدة من أصدقاء المركز تتردد باستمرار عليه، ويعتبر الدكتور "أمين الصباغ" من أبرز أصدقاء المركز والمؤازرين لأنشطته، وهو بشكل سنوي يقدم محاضرة طبية ثقافية متميزة تأتي ضمن أنشطة المركز، ومعظم محاضرات المركز وأنشطته تقام ضمن مقر الفرقة الحزبية في القرية التي يوجد فيها فرقتين حزبيتين متعاونتين معنا بشكل كبير. أما الأنشطة الأكثر إقبالاً ومتابعة لدينا فهي الأمسيات الموسيقية الفنية، إضافة إلى عروض سينما الطفل، والأصبوحات الأدبية للأطفال التي تقام ضمن قاعات المركز الثقافي».

وعن أبرز الأنشطة التي أقامها مركز "قطينة" الثقافي في الأعوام الثلاثة الأخيرة قالت مديرته: «أقمنا أمسية زجلية في مطعم ضوء القمر، أحيتها فرقة "ربلة" للزجل، لاقت إعجاباً كبيراً من قبل الجمهور الحضور، كما أقمنا أمسية موسيقية أخرى قدمها طلاب كلية التربية الموسيقية في جامعة البعث، ومن أبرز أنشطة العام /2009/ كانت محاضرة بعنوان (الاستشفاء بالموسيقى) ألقاها الدكتور "أمين الصباغ" و ذلك في ( 22 شباط 2009)، وأمسية شعرية لأمير الشعراء "حسن بعيتي" وللشاعر "سامر الأحمد" في (30/5/2009)، وأمسية موسيقية غنائية أحيتها فرقة "فيروزة" للموسيقى في صالة مطعم "ضوء القمر" في شهر آذار، وجميع الأنشطة التي نقيمها في هذا المطعم تقام بالتعاون مع مجلس القرية، الذي يمثله رئيسه الأستاذ "بسام الطرشة"، كما أقمنا مسابقة قصصية للأطفال، وكرّمنا كل المشاركين بهدف تشجيعهم لمتابعة الكتابة، وخاصة الموهوبين منهم».

جانب من مكتبة المركز

وتابعت "العسس": «من الأنشطة الأخرى التي عمل عليها مركزنا، إجراء دراسة حول التراث الشعبي لقرية "قطينة"، والتي تتميز باشتهار أهلها بحرفة الصيد لوجودها بالقرب من البحيرة، كما تتميز بتقاليد الأعراس وغيرها من المناسبات الاجتماعية».

وعن الصعوبات التي تعترض العمل والطموح والتصور المستقبلي لحال الثقافة في "قطينة" قالت الآنسة "منال العسس": «هناك عدة صعوبات تعترض العمل، ففضلاً عن الإمكانيات المادية البسيطة التي ترصد لأنشطة المركز فإننا نعاني كثيراً من رائحة الغازات المنبعثة من معمل السماد الآزوتي الملاصق لمبنى المركز، ونأمل أن يكون لدينا مبنى كبير مستقل، يحتوي على قاعة خاصة بالمحاضرات والمسرح، قادر على استيعاب كافة الأنشطة الثقافية، كما نأمل في السنوات القريبة المقبلة أن نقيم مهرجاناً ثقافياً خاصاً بالقرية، ويجدر بنا ان نذكر أنه يوجد ضمن المركز معهداً للثقافة الشعبية تأسس في العام /2009/، لكن لم يتم تفعيله حتى الآن لعدم وجود المكان المناسب، وعدم توفر العدد الكافي من كادر العمل فيه، إضافة إلى ضغط العمل الكبير والمهام المتعددة لرئيس المركز».

الآنسة "منال العسس"

جدير بالذكر أن الآنسة "منال العسس" مدير المركز الثقافي في قرية "قطينة" منذ عام /2002/، وهي خريجة قسم المكتبات، من كلية الآداب في جامعة "دمشق" عام /2000/.