«تشهد مدينة "الرستن" في الآونة الأخيرة نهضة ثقافية متسارعة، وقد ترجم ذلك في الارتفاع الكمي و النوعي في آليات التدريس وعدد الطلبة بمختلف المراحل الدراسية سواء منها الدون الجامعية أو الجامعية أوالدراسات العليا، وكان العامل الأكبر في هكذا نهضة هو اختلاف حاجيات السوق والتطور الاجتماعي الذي شمل مختلف مفاصل المجتمع».

هذا ما ذكره لنا الأستاذ "أحمد اليوسف" مدير المركز الثقافي في مدينة "الرستن"، خلال لقائنا معه في جولتنا على المركز الثقافي حيث أعطانا لمحة عن الواقع الثقافي لمدينة "الرستن" التي تبعد (20) كم شمال مدينة "حمص"، وعرّفنا على المركز الثقافي فيها وأبرز الأنشطة التي تقام فيه، وأبرز الخدمات الثقافية التي يقدمها.

مركز "الرستن" الثقافي تأسس في عام /1986/، أما واقع المدينة الثقافي والأنشطة التي كانت تقام قبل هذا التاريخ فقد كانت مقتصرة على مستوى الأنشطة المدرسية وأنشطة منظمة الشبيبية

فأشار الأستاذ "اليوسف" بداية إلى أن: «مركز "الرستن" الثقافي تأسس في عام /1986/، أما واقع المدينة الثقافي والأنشطة التي كانت تقام قبل هذا التاريخ فقد كانت مقتصرة على مستوى الأنشطة المدرسية وأنشطة منظمة الشبيبية».

أ. "أحمد اليوسف" مدير مركز الثقافي في "الرستن"

وعن أقسام المركز قال مديره: «يضم مركز "الرستن" الثقافي إضافة إلى قاعات الموظفين، الصالة الرئيسية (صالة المسرح) التي تتسع لحوالي (215) شخصاً، بالإضافة إلى وجود عدد من قاعات المطالعة للكبار وللصغار، حيث يضم المركز مكتبة كبيرة تحوي أكثر من (5) آلاف عنوان للكبار وللأطفال. وإضافة إلى ذلك فالمركز يضم قاعة مخصصة لمعهد الثقافة الشعبية نقيم فيها دورات في تعليم الخياطة، والكمبيوتر، فضلاً عن الدورات في تعلّم اللغتين الإنكليزية والفرنسية».

وعن الأنشطة التي يقيمها المركز قال "اليوسف": «بشكل دوري يقيم المركز وفق خطة ربعية مجموعة من المحاضرات المتنوعة، والأمسيات الأدبية والفنية والندوات الثقافية المختلفة، ونحاول قدر الإمكان التنويع في الأنشطة والمحاضرين الذين ندعوهم من مختلف المناطق السورية وخاصة من محافظة "حمص"».

صالة المركز الرئيسية (المسرح)

وعن الأنشطة الأكثر إقبالاً من قبل الجمهور قال: «تعتبر الأمسيات الشعرية من الأنشطة الأكثر إقبالاً، بسبب محبة أهالي "الرستن" للشعر، وتعلقهم فيه بشكل كبير. إضافة إلى الإقبال الملفت من الأطفال على المسرحيات المقدّمة لهم وبعض الأنشطة الأخرى».

أما أبرز المشاريع التي يعمل عليها المركز الثقافي حالياً فأوضح "اليوسف" قائلاً: «حالياً نعمل على مشروع إصدار كتاب عن التراث الشعبي في مدينة "الرستن"، وبدأنا منذ عامين تقريباً بجمع المعلومات اللازمة، حيث سيتضمن الكتاب معلومات ومعارف عن الأزياء الشعبية في "الرستن" وأبرز العادات والتقاليد التي كانت موجودة والمستمرة إلى وقتنا الحاضر، بالإضافة إلى الأطعمة والمأكولات التي يشتهر بصنعها أهالي "الرستن"، وأشهر الصناعات اليدوية، وكذلك طبيعة السكن وصور من الحياة الاجتماعية، والأمثال الشعبية وغيرها».

قاعة معهد الثقافة الشعبية

وعن الطموح والتصور المستقبلي لواقع العمل في المركز الثقافي قال الأستاذ "أحمد اليوسف": «نطمح لإقبال أكثر من قبل الجمهور على الأنشطة الثقافية التي يقيمها المركز، ونحن على استعداد دائم لتبني المبادرات التي تأتينا من خارج المركز لخدمة الثقافة، إضافة إلى استعدادنا للتعاون مع أي منظمة أو جهة مهتمة كالشبيبة أوالاتحاد النسائي أوالرابطة الفلاحية.لإقامة أنشطة نوعية مشتركة. كما نأمل إعادة إحياء مهرجان "الرستن" الثقافي الذي أقيم منذ عدة سنوات، لكن بعض الظروف لم تساعده على الاستمرار».

الجدير بالذكر أن الأستاذ "أحمد اليوسف" هو خريج كلية الآداب في جامعة البعث (قسم اللغة العربية)، عام /1995/، درّس في عدة مدارس بالرستن، حتى عام/2002/ حيث تم تسليمه مديراً للمركز الثقافي في المدينة.