التسوق في شهر شباط يعني للكثير من الحمصيين عبارة واحدة: تعالوا لتشتروا وتغتنموا الفرصة ..!!

بشكل عام التقليد المتبع في سوريا أن تقوم المحال بتنزيلات على بضائعها في فترتين الأولى لتصفية البضائع الشتوية وتمتد بين /20/ كانون الثاني ونهاية شباط أو بدايات آذار، والثانية تمتد من مطلع آب حتى العاشر من أيلول.‏‏

الحماصنة وكحال أخوتهم في باقي المحافظات ينتظرون هذا الموسم ليشتروا أشياء قد لا يستخدمونها اليوم بل تبقى محفوظة للسنة القادمة نظراً لأنها تباع بنصف سعر.

eHoms نزلت إلى الأسواق الحمصية في موسم التنزيلات الأول والسؤال الملح في بالنا عن جدواها وهل هذه التنزيلات فعلية أم وهمية؟؟

بدأنا مع أصحاب المحال أنفسهم، ومنهم السيد فادي نصور (صاحب محل للألبسة النسائية) في شارع الحضارة، يقول نصور: "نظرياً يفترض أن ينتظر المستهلك ومعه التجار والمنتجون فرصة التنزيلات التي تحدث مرتين سنوياً. المستهلك لأنه يشتري بمبلغ أقل بكثير والتاجر ليتخلص من المخزون لديه ويحقق أرباحاً من موديلات وألوان قد لا تتكرر في الموسم القادم، أما ا‏لمنتج لأنه سيزيد إنتاجه ويستطيع متابعة موديلات كل سنة دون كساد منتجه. ولكن عملياً والواقع الحالي يقول كنا في الأعوام الماضية نبيع كميات ضخمة من الألبسة في هذا الموسم، الآن ننتظر من يساومنا على أسعار تنزيلاتنا، أي رغم الأرقام المصغرة كثيراً على بضاعتنا إلا أن مبدأ المساومة أو المفاصلة لدى الزبون يبقى قائماً لأنه يرى أن السعر لا يزال مرتفعاً".

يشارك السيد نوار مندو (صاحب محل أحذية) السيد نصور في الرأي قائلاً: "الإقبال اليوم على شراء الأحذية في موسم التنزيلات هذا لا بأس به، ولكن يبقى ضعيفاً بعض الشيء مقارنة بالأعوام الماضية، فقد تأتي سيدة وتشتري عدة أحذية شتوية وبعدة موديلات للاحتفاظ بها للسنة القادمة، لكنها لن تنصرف مع مشترياتها ما لم تساوم وتفاصل لأن السعر يبقى مرتفعاً بنظرها ونظر معظم الزبائن".

السيدة هدى طليمات المجازة من كلية الاقتصادوتعمل (موظفة في شركة تسويق) كان لها رأي أقرب إلى التحليل الاقتصادي.

تقول طليمات: "لا يخفى على أحد ازدياد حركة الشراء في موسم التنزيلات، لكنها في تراجع مستمر لأن التنزيلات ليست أكثر من كذبة مفضوحة الغاية منها المضي في أساليب الخداع والتدليس بهدف التخلص من منتجات هي بالأساس لا تعود إلى ذات الموسم، وإنما تتمثل في كميات ضخمة من الألبسة كانت قد تراكمت في الأقبية نتيجة العيوب الإنتاجية التي تمنع تسويقها، وهذه العيوب قد تبدأ من غياب المواصفة أو الجودة لجهة الخيوط الصناعية أو لجهة الموديلات التي لم تعد تلبي حاجات وأذواق المستهلكين ..!!!".

للمشترين والمتبضعين آراء مختلفة، لكنهم على اختلاف شرائحهم العمرية ينتظرون الـ (Sold) ليشتروا منتجات كانت- كما يقولون- بأسعار مرعبة.

السيدة أم عزام (موظفة ) التقيناها تتجول على واجهات الألبسة الولادية لتشتري لابنتيها رهف ووعد في المدرسة الابتدائية، تقول أم عزام: "أستطيع في موسم الأوكازيون أن أشتري أكثر من شيء لابنتاي، الأمر الذي يفرح قلبهما أكثر، فشراء أكثر من غرض خارج موسم الأوكازيون..صعب جداً".

الآنسة ميار العلي تقول: "أركز في موسم التنزيلات كل عام على شراء أغراض من محال الماركات العالمية، فهذه المحال أسعار بضاعتها دائماً مرتفعة ومبالغ بها ولا تتناسب إطلاقا مع دخل المواطن السوري وهي تعتمد على الزوار العرب وعلى زبائن أغنياء ومحددين، وصراحة البضاعة في محال الماركات العالمية دائماً تجذبني بغرابتها وأناقتها لكن في غير موسم التنزيلات لا أجروء حتى على الاقتراب من الواجهات، وعلى فكرة صحيح أنه موسم تنزيلات لكن أسعار هذه المحال تعادل أسعار البضاعة في المحال العادية خارج الأوكازيون".

غادرنا السوق الحمصي وكلنا أمل بوجود تنزيلات شبه دائمة تطال أغلب السلع والمنتجات المرتبطة بالكساء، فالمواطن بأشد الحاجة الماسة لتخفيضات تنعش مقدرته الشرائية.