القادم من الغرب تستقبله حمص العدية فاتحة ذراعيها مفترشة له أرض الوعر بطرقات جديدة ..ولكن .. .!! بدأ الاستيطان في هذه المنطقة منذ ثمانينيات القرن الماضي ولا ينكر أحد من زوار الوعر أو قاطنيه ما لهذه المنطقة من وقعها الخاص، وخصوصاً عندما تذكرها باسم (حمص الجديدة).

فهي جديدة حقاً بمبانيها وطرقاتها، حتى في النمطية الغالبة المعتمدة لأبنيتها المرتفعة فنادر جداً أن تجد بيتاً منفرداً بحد ذاته، فالطابع العمراني المعتمد على نظام الأبنية هو السائد.

eHoms التقت السيد بشار الصباغ من سكان الوعر الحاليين حدثنا عن المنطقة بعبارات شاركه فيها العديد من جيرانه. يقول الصباغ: "الوعر منطقة جديدة حتى بتنظيمها ففيها المساحات الواسعة الغير مبنية والتي تستطيع من خلالها ممارسة الرياضة، لكن صراحة أجد هذه المنطقة بعيدة، هذا الإحساس لابد أن مرده إلى صعوبة المواصلات، فالسير في الوعر غير مؤمن وعدد السرافيس التي تصل الوعر بالمدينة وتخدمها قليل فكثيراً ما تضطر للانتظار طويلاً ريثما يأتي السرفيس قد يأتي ..وقد لا يفعل"

السيد بشار الصباغ

السيدة نهلة داوودي متزوجة ومقيمة في الوعر وهي من أوائل المستوطنين في المنطقة، شاركت الصباغ رأيه وأضافت "أنها تعتبرها غير آمنة بما فيه الكفاية نظراً لأن الوعر لاتزال فيها الكثير من الأبنية الغير مسكونة، أو التي تسكن بعائلات غريبة عن المنطقة". أبو قاسم صاحب سوبر ماركت في منتصف منطقة الوعر أجابنا عن حركة الشراء في الوعر قائلاً:"عدد المحال مقارنة مع امتداد الوعر يعتبر قليل بعض الشيء، وخصوصاً أن عدد السكان في المنطقة يزداد يوماً بعد يوم، ومع أن العديد من هذه المحال مجهز أو يحتوي على معظم المواد الاستهلاكية إلا أن معظم السكان يقومون بالشراء من مركز المدينة من السوق، فتراهم يأتون من السوق محملين بأكياس تحوي مختلف السلع وكأنهم عندما يقررون شراء شيء يشكون بداية في إمكانية تواجده في هذه المنطقة التي يعتبرها الكثيرون ما تزال بعيدة أو نائية".

من الجيل الشاب التقت eHoms شادي منصور طالب جامعي في كلية الهندسة المدنية سنة رابعة يسكن مع أهله في الوعر منذ ثلاث سنوات قال:" الوعر جميلة جداً وخصوصاً في الصيف وأنا صراحة لا أشعر بأنها بعيدة كما يقول الجميع لأن السير مؤمن منها وإلى داخل مدينة حمص، وخصوصاً أن المطاعم أو الاستراحات باتت منتشرة وهي ذات مستوى راق، بالإضافة إلى زيادة المساحات الخضراء فيها". لينا مسعودي من الصف الحادي عشر كان لها نفس رأي شادي و أضافت " حتى أن الماء الذي يروي أهل الوعر نظيف فهو يأتي من عين التنور ولم تصله بعد الملوثات أو المعقمات (كالكلور) والتي يعاني سكان حمص منها مراراً وتكراراً".

يبقى لكل قاطن في الوعر رأيه الخاص فمن يفضل الهدوء والانزواء بعيداً عن مركز المدينة يجد الوعر المنطقة المثالية للسكن، ومن يحبذ حركة السوق أو الحي الشعبي فهو لابد أن يشعر بالغربة في الوعرالممتدة ...وتبقى التجربة خير برهان ..