في وسط أسواق حمص الأثرية القديمة وتحديداً في سوق البازرباشي يقع حمام العثماني، والذي يعد الحمام الوحيد الذي مازال يستقبل زبائنه إلى هذا اليوم إلى جانب "حمام الباشا".
وأكثر ما يلفت انتباه الزائر ويشده للدخول إلى المكان هذا المدخل الجميل الذي تتناغم فيه الحجارة البيضاء مع الحجارة السوداء القديمة بزخارف جميلة. وعندما تدخل ستعجب بتميز المكان واتساعه، ويظهر لك نمط البناء في طرازه المعماري العثماني المتميز.
عبد المولى فرج المصري صاحب حمام العثماني والذي ورثه عن أبيه وأجداده قال لنا:" يرجع تاريخ هذا الحمام لأكثر من 150 عاماً أي في نهاية العهد العثماني ولقد كانت معظم حمامات المدينة تحت إشراف عائلتنا، لكن للأسف لم يبق منها سوى هذا الحمام، لعدم حاجة الناس لارتيادهها اليوم بعد هذه التطورات التي تتسارع يوماً بعد يوم".
ويتابع: " ولقد عملت في العام 1990 على تجديد ديكور الحمام بعد موافقة دائرة الآثار وركزت على إبراز الناحية الجمالية والتراثية للحمام".
وعن أقسام الحمام شرح الحاج المصري أنه يتضمن عدة أقسام أكبرها القسم الخارجي ويسمى بالعامية "البراني" والذي تتم فيه عملية تبديل الملابس كما يضم أربعة أقسام للجلوس والاستراحة بعد الاستحمام مرتفعة عن الأرض حوالي 90 سم ويسمونها بالعامية ليوان وجمعها "لواوين". بالإضافة إلى قسم منفرد يتم الصعود إليه عن طريق درج خشبي ويسمى هذا القسم (الصالية) حيث كانت العروس في السابق تأتي إلى هنا مع صديقاتها وأقرباءها قبل العرس ويحتفلون بها ويرددون أغاني الأعراس الفلكلورية.
وبالعودة لأقسام الحمام نشاهد أنه بعد تبديل الملابس والتهيؤ للاستحمام يتم الدخول إلى القسم "الوسطاني الأول" والذي ترتفع فيه درجة الحرارة قليلاً عن القسم الخارجي من أجل التهيؤ للاستحمام وهو مخصص فقط لهذه الناحية. ثم يدخل الزائر بعده إلى القسم "الوسطاني الثاني" وهو مجهز بأجران وصنابير للاستحمام وتكون درجة الحرارة فيه أعلى من القسم الذي سبقه. وفيه ثلاث حجرات خاصة للاستحمام.
يليه القسم الداخلي "الجواني" أو "بيت النار" وفيه أربع حجرات مجهزة بالأجران والمياه للاستحمام وتستوعب كل حجرة حوالي 6 أشخاص. كما تتوفر فيه غرفة بخار من أجل الاسترخاء وفتح مسامات الجسم.
الجدير بالذكر أن الحمام العثماني يفتح يومياً من الساعة التاسعة صباحاً حتى التاسعة ليلاً، ويوم الجمعة يخصص الحمام للنساء من الساعة الثانية بعد الظهر حتى الثامنة مساءً وتحت إشراف إدارة نسائية خاصة.