شهدت مدينة "حمص" في الآونة الأخيرة العديد من حملات النظافة التي شملت مناطق وساحات المدينة إضافة للغابات التي تقع على طريق حمص دمشق.

ورغم هذه الحملات المتكررة مازالت هناك مشكلة تواجه واقع النظافة في "حمص" وهي تفاوت النظافة بين حي وآخر فبعض الشوارع والأزقة مهملة من ناحية النظافة، أما الأحياء والشوارع التي تتوسط المدينة فتعد من الأحياء النظيفة.

علينا كلنا حل هذه المشكلة والعقبات فالنظافة مسؤولية الجميع وهي مهمة كل فرد وفي البلدان الأوروبية هناك غرامات صارمة على من يرمي الأوساخ والقمامة في الشارع أو من الشرفات، نحن لا نريد معاقبة أحد ولكن نحتاج لتعاون كل الناس لأن النظافة ثقافة يجب أن نتحلى بها فهي سمة كل مجتمع راق

ويعتبر قطاع النظافة في كل مدينة من أهم القطاعات التي تعمل دون توقف للمحافظة على نظافة المدينة بكل أقسامها.

المهندس "وائل توفيق عبيد"

وعن واقع النظافة في حمص حدثنا مدير النظافة المهندس "وائل توفيق عبيد" الذي بدأ أولاً بتعريفنا عن "مديرية النظافة" وأعمالها وأعداد العاملين في قطاع النظافة داخل مدينة "حمص" فقال: «مديرية النظافة في "حمص" هي إحدى المؤسسات الحكومية التي تهتم بالحفاظ على النظافة ضمن محيط مدينة "حمص" ومهمتها الأساسية تكمن في جمع وكنس وترحيل القمامة الناتجة عن البيوت السكنية والمؤسسات الحكومية والخاصة إضافة إلى القمامة المنتشرة في شوارع وأزقة المدينة، ونحن في "حمص" نعمل على ساحة طولها /13/ كم ويعتبر عمل "مديرية النظافة" عملاً يومياً يتم بشكل دقيق ومنظم لأن أي تقصير في أعمال المديرية سينعكس على واقع نظافة المدينة، لذلك نحن نعمل بشكل دائم وليس لدينا عطلة أو يوم راحة وعملنا هذا غير مرتبط بحملات النظافة..».

وعن أعداد عمال النظافة في "حمص" ودور الشركات الخاصة في عملية النظافة قال: «أعمال النظافة في "حمص" موزعة إلى قسمين، قسم مسؤول عنه القطاع العام التابع لمديرية النظافة، وقسم آخر مسؤول عنه القطاع الخاص المتمثل بخمس شركات التي تعمل تحت إشراف "مديرية النظافة" ويبلغ عدد عمال النظافة في القطاع العام أكثر من /640/ عاملاً للجمع والكنس، و/162/ سائق عربات ترحيل وجمع القمامة، وهؤلاء يغطون بأعمالهم أكثر من 65% من مساحة مدينة "حمص". أما القطاع الخاص فعدد عماله حوالي /400/ عامل بين جمع وكنس وترحيل وله آلياته وعرباته الخاصة وهو مسؤول عن 35% من مساحة المدينة.

عمال النظافة

يتم العمل وفق ثلاث ورديات خلال /24/ ساعة، وردية صباحية وأخرى بعد الظهر ووردية مسائية، وهناك أحياء وساحات تنظف لأكثر من مرتين خلال اليوم كوسط المدينة بين الساعتين القديمة والجديدة والطرقات العامة وبعض الحدائق الكبيرة. ويتم العمل أولاً بجمع القمامة وترحيلها بواسطة سيارات وعربات خاصة ثم تبدأ عملية كنس الشوارع وتنظيفها، وعمليات التنظيف والكنس تتناسب عادة مع عدد السكان في الحي الواحد ومساحة الحي وكمية القمامة.

ومن أجل عدم تداخل أعمال القطاع العام مع شركات النظافة الخمس الخاصة قسمت المدينة إلى محورين أساسين هما محور "شارع الحضارة"- "طريق الشام" مروراً بالسوق و"طريق حماه" انتهاءً بحي "البياضة"، والمحور الثاني هو جنوب "شارع الحضارة" مروراً بطريق "بلدة فيروزة" إلى نهاية "حي بابا عمرو"».

وعند سؤالنا له عن واقع النظافة بمدينة "حمص" ومقارنته بالسنوات الماضية أجاب: «عندما ننظر إلى واقع النظافة الحالي بمدينة "حمص" نجده جيداً نسبياً، فمن يراقب عمليات النظافة التي تتم يومياً يرى عملاً ممنهجاً يسير وفق خطة، فنحن كل يوم نقوم بمسح شامل للمدينة حتى أطرافها ومن يخرج من منزله بعد الساعة /10/ مساءً يرى مجموعات من العمال تجمع القمامة بالسيارات وتفرغ الحاويات ومن ثم تأتي مجموعات أخرى لكنس الشوارع..».

وعن مشكلة تفاوت النظافة في أحياء وشوارع "حمص" قال: «هناك أحياء في "حمص" تستغرق وقتاً للتنظيف أكثر من أحياء أخرى وهذا يعود إلى طبيعة الحي أو المنطقة من ناحية الحداثة والتنظيم العمراني، فالحي الحديث المنظم عمرانياً الخالي من المقاسم الفارغة أسهل من الحي القديم ذي البناء العشوائي والفراغات بين الأبنية التي تستخدم في أغلب الأحيان كمكبات للقمامة.

وأصعب الأحياء في "حمص" من ناحية التنظيف هو "دير بعلبة" "البياضة" "بابا عمرو"، إضافة إلى المناطق التي تقع على أطراف المدينة.. وأفضلها هي "الوعر" "الإنشاءات" و"الغوطة" وهي المناطق والأحياء الحديثة في "حمص"».

وعن بعض الحلول المقترحة لهذه المشكلة قال: «تعتبر النظافة في المدينة هي فعل ورد فعل فبقدر ما نتلقى تعاوناً من المواطنين نستطيع أن نتم أعمال النظافة بشكل لائق لكل الأحياء والشوارع، ونحن دائمو الحوار مع المواطنين عن طريق الإعلانات والبروشورات التي تعمل على توعية الناس وتحثهم على الحفاظ على نظافة الطرقات وضرورة عدم رمي النفايات بشكل عشوائي، فأغلب الشوارع فيها حاويات صغيرة أو كبيرة ولا مبرر لوضع القمامة في أي مكان، لذلك نحن بحاجة فعلية إلى تعاون المواطنين معنا وإلى انسجام بين عامل النظافة والمواطن، فعامل النظافة إنسان بسيط بطبعه ويحب أن يتعامل معه الجميع بلباقة واحترام».

وعن الأوساخ التي تتركها سيارات جمع القمامة خلفها والتي تؤدي إلى تلوث بعض الأحياء قال: «لكل سيارة جمع قمامة حاوية بداخلها وفي كل سيارة هناك آلية لضغط القمامة لجعل هذه الحاوية تستوعب الحجم الأكبر من النفايات، وعملية الضغط هذه تؤدي إلى عصر القمامة ما يؤدي إلى نزول السوائل من السيارة إلى الأرض وخاصة في فصل الصيف عندما يكثر استهلاك الفواكه وخاصة البطيخ، لذلك يجب على المواطن أن يعمل على تصفية القمامة من السوائل قبل وضعها خارج المنزل ووضعها بمكانها وفي الوقت المخصص وإهمال المواطن لهذه التفاصيل الصغيرة سينعكس سلباً على نظافة الحي ويعمل على تعقيد أعمال عمال النظافة».

أما عن الخطوات القادمة التي ستبدأ بها "مديرية النظافة" بحمص فقال: «هناك توجه بزيادة عدد عمال النظافة والذي سيعمل على تحسين أداء ونوعية العمل والوصول إلى أبعد المناطق والأحياء، وكذلك سنعمل على إدخال آليات حديثة، ولكن أحياناً يكون العامل المادي للمديرية سبباً في تأخر هذه الخطوات. ومديرية النظافة ستبدأ قريباً في عمليات فرز القمامة وقد بدأت هذه العملية في المؤسسات الحكومية بعملية فرز الورق لإعادة تصنيعه في معملي "حلب" و"دير الزور".

وخلال عام /2010/ قمنا بتجريب طريقة فرز القمامة في المنازل فقد اخترنا عينة عشوائية مؤلفة من /120/ بيتاً في أحياء "الوعر" و"النزهة" و"العدوية" فشكلنا لجنة زارت هذه البيوت وشرحت كيفية فرز القمامة بواسطة أكياس ذات ألوان معينة لوضع النفايات العضوية أو البلاستيكية أو الورق، وكانت نسبة البيوت التي تجاوبت معنا حوالي 25% فقط وهذه نسبة لا بأس بها لأن أسلوب فرز القمامة هو شيء جديد على كل المواطنين ويحتاج لوقت لتطبيقه، وسنعمل على تعميم هذه التجربة على باقي أحياء "حمص"».

وأضاف: «علينا كلنا حل هذه المشكلة والعقبات فالنظافة مسؤولية الجميع وهي مهمة كل فرد وفي البلدان الأوروبية هناك غرامات صارمة على من يرمي الأوساخ والقمامة في الشارع أو من الشرفات، نحن لا نريد معاقبة أحد ولكن نحتاج لتعاون كل الناس لأن النظافة ثقافة يجب أن نتحلى بها فهي سمة كل مجتمع راق».