لم يشفع لها تاريخها العريق والموغل في القدم لتكون خالية من المشاكل، رغم أن أهلها يعتبرونها أهم بقعة في العالم فهي مكان القلب بالنسبة لهم، يعودون إليها من آخر الدنيا، إلا أن نقص بعض النقاط الخدمية يجعل العيش صعباً نوعا ما، أكثر من وقوعها في قلب الصحراء.

نتحدث عن قرية "صدد" التي تبعد عن "حمص" حوالي /60/ كم، والتي يعود ذكرها في العهد القديم من الكتاب المقدس لأكثر من خمسة آلاف عام لكن بعض المشاكل التي يعاني منها الأهالي يجعلها بحاجة لمزيد من الاهتمام الرسمي، ولعل أهمها توقف المخبز الآلي الوحيد في القرية عن العمل منذ أكثر من ستة أشهر هذا ما أكده السيد "عزيز طفس" أحد سكان "صدد" خلال جولتنا في بيوت القرية وأضاف "طفس" قائلا قائلا: «منذ نصف سنة توقف المخبز الوحيد في القرية بداعي الصيانة والتي طالت أكثر من الموعد المقرر في الشهر السابع، والأهالي مازالوا ينتظرون تأمين لقمة خبزهم اليومي، حيث نضطر إلى الاستعانة بخبز من قرية "القريتين" المجاورة».

أن محطة الينابيع العاملة تعاني من نقص العمال بوجود عاملين فقط لضخ المياه إلى قرية صدد

أما مشكلة نقص المياه التي تعاني منها القرية منذ سنوات طويلة، خاصة في فترة الصيف، وهو الموسم الذي تزيد فيه الحركة بشكل كبير من أهالي القرية والمغتربين، فيتحدث السيد "موفق مخلوف" عن ضرر هذا الموضوع فيقول: «لا يمكن قضاء الحاجات اليومية المنزلية بالشكل المناسب، ولولا بعض الآبار في بعض المنازل لكانت المشكلة كبيرة، والأغرب أنّه تمّ في العام الماضي افتتاح عين صدد التي تشكّل تاريخ القرية، لكنها ما زالت تنتظر الإنجاز ليستفيد منها أهالي القرية لأنّ افتتاح العين بشكل حقيقي سيخفف الكثير من مشاكل نقص المياه، وخاصة موضوع الزراعة حيث تضطر نسبة كبيرة من الأهالي إلى السقاية بمياه الشرب».

المخبز المتوقف

وفي الحديث عن منع الزراعة في القرية موقع eHoms التقى أحد مزارعي القرية "عمار" الذي قال: «بعد الدراسات التي أجريت تقرر أن قريتنا تقع خارج خط المطر وبالتالي ممنوع الزراعة فيها، مع العلم بأنّ صدد تعدّ سند تمليك، وليس مشاعاً، فهي عقار واحد باسم أهالي صدد، وكان اعتماد صدد الأساسي على الزراعة في السنوات الماضية، لكنّ الغريب أنّ القرية أصبحت تستقبل كميات مناسبة من الأمطار في السنوات الماضية، ورغم ذلك مازال قرار منع الزراعة مستمراً».

ومن المشاكل التي تطرق إليها الأهالي الذين التقيناهم في القرية، مشكلة النقل، حيث تزيد المشكلة بشكل كبير صيفاً مع قدوم المغتربين والزوار ووصول عدد السكان لما يفوق /15/ ألف نسمة، القرية يوجد فيها ميكرو باصات قديمة وثلاثة سرافيس فقط، ودون تنظيم لحركة الانطلاق، وتوقف الرحلات من حمص إلى "صدد" الرابعة عصراً، حتى إنّ أوقات انطلاق الرحلات من "صدد" إلى "دمشق" غير مناسبة، وبذلك يعتبر بعض أهالي صدد الذهاب من حمص إلى دمشق أسهل بكثير من الذهاب إلى "صدد"، واقترح الأهالي افتتاح مكتب لتنظيم الحركة، فالنسبة الكبيرة من أهالي صدد هم موظفون في حمص، وكذلك نسبة الطلاب كبيرة، ومعاناتهم في تأمين وسيلة نقل تشغل تفكيرهم.

العين جافة تماماً

ومن المشاكل أيضاً مشكلة الكهرباء وانقطاعها لأكثر من أربع وخمس مرات يومياً، وبشكل عشوائي غير منتظم، خاصة في فترة الصيف، يقول السيد "ناجي عساف" عن هذا الموضوع: «عندما تستقبل القرية الكهرباء تأتي ضعيفة تحت 140 فولطاً، ما يتسبب في ضرر الكثير من الأجهزة المنزلية».

ولمعرفة رأي البلدية موقع eHoms زار السيد "غسان تادروس دنهش" رئيس مجلس بلدة "صدد"، الذي أشار بداية إلى أنه بالنسبة إلى المخبز فقال: «المتعهد الذي بدأ العمل بالمخبز، كان سلبياً بنسبة كبيرة من ناحية التأخير، وقامت البلدية بعد تأخير التسليم عن المدة المقررة، بفرض غرامات التأخير مع الإشارة إلى أنّه إذا لم يتمّ تسليم الأعمال في أقرب وقت فسيتمّ سحب الأعمال من المتعهد القديم وتنفيذ الفرن على حسابه».

السيد "ناجي عساف"

وبالنسبة إلى المياه، فقد أشار رئيس مجلس البلدة إلى أن مجلس البلدة بيّن للجهات الرسمية «أن محطة الينابيع العاملة تعاني من نقص العمال بوجود عاملين فقط لضخ المياه إلى قرية صدد». وأضاف: «طلبنا من مؤسسة المياه تعيين عاملين على الأقل عند البئر، فالمشكلة لا تكمن في نقص المياه، بل في نقص العمال، وقد وعدت المؤسسة بأنّه سيتمّ تخصيص خط مائي لتغذية المنطقة الشرقية، لكن المشكلة تكمن في عدم وجود اعتماد هذا العام».

وبالنسبة إلى الكهرباء قال رئيس البلدية: «المشكلة متعلقة بالتقنين ولا علاقة للبلدية بالموضوع، مع العلم بأنّ شبكة الكهرباء قديمة وعمرها أكثر من 50 عاماً، وبحاجة إلى تحديث كامل».

وعن منع الزراعة في القرية، أوضح "دنهش" قائلا: «بعد عدة دراسات تمّ إجراؤها على كميات الأمطار في القرية تبيّن أن الكميات الهاطلة في القرية غير مناسبة للزراعة».

وفيما يتعلق بمشكلة النقل قال: «لن يتم حلّ مشكلة النقل في القرية بوجود ميكروباصات وسرافيس معاً، مشكلة النقل موسمية ووجود مكتب للنقل ليس حلاً».