يعد "معهد الإعداد الفلاحي" في "حمص"، المعهد الوحيد في المحافظة الذي يُعنى بإعداد الفلاح وإطلاعه على كافة التطورات في مجال الزراعة، إلا أنه يعاني من عدة مشاكل وصعوبات «استثنائية وغير مألوفة» كما يصفها موظفوه والعاملون فيه سواء في البناء العام للمعهد أو في العملية التدريسية، فالمقر الحالي في بناء الأوقاف مستأجر والحالة الفنية غير جيدة هذا حسبما قال مدير المعهد السيد "محمد بلول " عندما التقاه موقع eHoms، وسأله عن واقع المعهد والصعوبات التي يواجهها من النواحي الفنية والمادية: «ينقص معهد الإعداد الفلاحي التجهيزات الفنية والتقنية المناسبة، كما أن قاعة المحاضرات غير مجهزة بأي جهاز حاسوب، أو جهاز إسقاط أو حتى سبورة ضوئية، فإنجاح العملية التعليمية في المعهد مرتبطة بهذه التجهيزات، فضلاً عن وجود المقاعد الخشبية التي لا تلائم في كثير من الأحيان العمر الزمني للفلاحين المنتسبين إليه، والذين تصل أعمارهم حتى سن الستين».

وبالنسبة لمشكلة التعويضات المادية التي يعاني منها الدارسين قال السيد "بلول": «يعاني المعهد من قلة التعويضات المادية للدارسين، خاصة بعد ارتفاع أجور المواصلات، باعتبار أن ريف المحافظة واسع، فالتعويضات الممنوحة للدارسين تكاد لا تغطي نفقات النقل، وهو ما يجعل الكثير من الفلاحين يعزفون عن الالتحاق بالدورات، وبالتالي تراجع أعداد الدارسين بالمعهد نتيجة تلك الصعوبات، إضافةً إلى تبعية موازنة المعهد وموظفيه الثمانية لوزارة "الشؤون الاجتماعية والعمل"، ويتكفل "الاتحاد العام للفلاحين" بدفع أجرة المقر».

بناء المعهد غير مناسب، ويحتاج إلى صيانة كاملة للغرف الإدارية، وللقاعة الوحيدة الموجودة فيه، إضافة إلى أن دورات المياه غير صحية، ومن جهة الدوام اليومي فما عدا يوم الجمعة، دوام يوم السبت بالنسبة لنا هو دوام يوم غير مأجور، ولا تصلنا أي تعويضات مادية بشأن الدوام فيه، تم طرح المشكلة سابقاً في إذاعة البرنامج العام، ولم تلق شكوانا أي صدى

أما السيدة "هيام الجوير" وهي موجهة في المعهد ومراقبة الدوام، فتوسعت في وصف الحالة المأساوية للبناء والوضع العام فقالت: «بناء المعهد غير مناسب، ويحتاج إلى صيانة كاملة للغرف الإدارية، وللقاعة الوحيدة الموجودة فيه، إضافة إلى أن دورات المياه غير صحية، ومن جهة الدوام اليومي فما عدا يوم الجمعة، دوام يوم السبت بالنسبة لنا هو دوام يوم غير مأجور، ولا تصلنا أي تعويضات مادية بشأن الدوام فيه، تم طرح المشكلة سابقاً في إذاعة البرنامج العام، ولم تلق شكوانا أي صدى».

السيد" محمد بلول "مدير المعهد

أما بالنسبة للعملية التدريسية ومشكلة التعويضات تقول "الجوير": «بعد أن خفض زمن الدورة التي يقيمها المعهد إلى شهر واحد، اضطررنا إلى ضغط المنهاج أو كما نسميه الدراسات، وبالتالي خفضت التعويضات للدارسين من خمسة آلاف وأربعمائة ليرة إلى ثلاثة آلاف وخمسمائة ليرة، وهذا المبلغ لا يغطي حتى أجور النقل للدارس الذي يضطر أحيانا لدفع مبالغ إضافية للوصول إلى المعهد، ومع ذلك فنحن نسمح للدارسين بالتأخر نصف ساعة عن الدوام والذي يبدأ في الثامنة والنصف، لكن بعدها يجب أن يقدم الدارس عذراً مقنعاً للإدارة، وإلا يحتسب غياب نصف يوم وذلك سيؤثر على مدة حضوره في الدورة».

أما عن أمنيات موظفي المعهد في العام الجديد /2010/ فحدثنا عنها أحد الفلاحين وهو أمين سر المعهد السيد "محمود الياسين" قائلاً:« أتمنى تنفيذ ما وُعدنا به بعد صدور قرارات رسمية منذ حوالي الشهرين تقريباً، تقضي بتجهيز قاعة المحاضرات في المعهد بمقاعد خاصة تناسب العمر الزمني للدارسين، وتزويد المعهد بجهاز إسقاط وأجهزة الحاسوب التي أصبحت من أساسيات وضرورات العمل، وزيادة التعويضات الممنوحة للفلاحين الدارسين، وبناء مبنى خاص للمعهد يحوي مخبراً زراعياً، وقاعات للمحاضرات مجهزة بتجهيزات فنية، مع العلم أن الأرض متوفرة بجانب مبنى اتحاد الفلاحين، وأخيراً أتمنى إعادة النظر في دوام يوم السبت».

السيدة "هيام الجوير"

يشار إلى أن معهد "الإعداد الفلاحي" في "حمص" بدأ عمله عام /1969/، ويبلغ عدد دارسيه في كل دورة خمسة وعشرون دارساً، وهو تابع للاتحاد العام للفلاحين منذ عام /1979/، مع العلم أن المعهد يعاني من هذه المشاكل منذ سنتين، أي منذ انتقاله من بنائه المستقل والذي لم يتم استخدامه لأي غرض آخر وبقي مهجوراً حتى الآن.

مجموعة من خريجي المعهد