على الرغم من الأولوية التي أعطتها الحكومة للثقافة إلا أننا ما زلنا نشهد تأخراً ملحوظاً في الكثير من دور الفكر والثقافة، وهذا التأخر يشمل العديد من المراكز الثقافية وإن اختلفت فيما بينها بنسبٍ متفاوتة، فترى بعضاً منها بأمس الحاجة إلى بناء خاص بها لممارسة دورها الفكري والثقافي، وأخرى لم ينقصها شيء من التجهيزات والبناء إلا أنّ بعض ضعاف النفوس يضعون العصي في العجلات، وثالثة تعاني من كلا الأمرين، فهل سيستمر الصياح في وادٍ مقفر ...؟

eHoms زار مركز ثقافي "تل ذهب" واطلع على الصعوبات التي تعوق تأديته لرسالته، ومع مديرة المركز السيدة "كوثر العلي" كان حديثنا التي أخبرتنا بدايةً عن المركز قائلة: «تأسس المركز في العام /2003/ وكان عبارة عن غرفة واحدة مستأجرة، ثم في العام/2004/ قامت البلدية بتخصيص طابق يتبع لها مؤلف من غرفة للإدارة وغرفة للمكتبة وقاعة للمطالعة وقاعة اجتماعات إلا أن هذه الأخيرة " وتقصد قاعة الاجتماعات" قامت البلدية باستردادها وحولتها إلى مستودع خاص بها، ما جعلنا مضطرين إلى القيام بالأنشطة الثقافية الخاصة بالأمسيات الشعرية والمحاضرات في قاعة الفرقة الحزبية للبلدة».

قمنا بطرح العديد من الأفكار لتطوير العملية الثقافية في ثقافي "تل ذهب" منها: - اقتراح دورات للأطفال في الرسم والكمبيوتر - اقتراح إنشاء مقهى انترنت في المركز وتم المطالبة بها رسمياً بكتاب موجه إلى مديرية الثقافة في "حمص" إلا أنه لم يأتينا أي رد بهذا الخصوص إلى اليوم

وعن أنشطة المركز بشكل عام تضيف السيدة "كوثر": «الأنشطة الثقافية لدينا تتمحور حول الطفل بشكل عام ( باعتبار أهالي البلدة يتركز نشاطهم في الأعمال التجارية والزراعية أو معظمهم من المغتربين خارج القطر) وذلك من خلال إقامة عروض سينمائية "قديمة" فقط بسبب عدم وصول أية أشرطة حديثة إلينا، إضافةً إلى استعانة بعض الطلاب بمكتبة المركز لإتمام حلقات البحث خاصتهم، أو مواضيع أدبية يحتاجها طلاب المدارس».

مكتبة المركز

أما عن المبادرات التي يقوم بها المركز فتقول السيدة "كوثر": «قمنا بطرح العديد من الأفكار لتطوير العملية الثقافية في ثقافي "تل ذهب" منها:

  • اقتراح دورات للأطفال في الرسم والكمبيوتر

  • اقتراح إنشاء مقهى انترنت في المركز

  • قاعة المطالعة

    وتم المطالبة بها رسمياً بكتاب موجه إلى مديرية الثقافة في "حمص" إلا أنه لم يأتينا أي رد بهذا الخصوص إلى اليوم».

    وعن سبب قلة الأمسيات الشعرية والمحاضرات تجيبنا السيدة "كوثر": «هناك عوائق عديدة كان لها الأثر في تحجيم هذه الأنشطة، فلدينا مثل باقي المراكز مشكلة في دفع التعويضات للمحاضرين، فالتعويض بات يتحدد بحسب الشهادة الجامعية للمحاضر وأنا شخصياً لا أرى وجوب ارتباط يحتّم حصول الشاعر مثلاً على شهادة جامعية فهناك الكثير من عمالقة الأدب والشعر لم يحصلوا حتى على شهادة البكالوريا وذلك لم يمنعهم من الإبداع في الطريق الفكري الذي سلكوه، كما أنَّ إلغاء المحاضرات الصحية والزراعية من قِبل مديرية الثقافة كان له دور في تقليل عدد مرتادي المركز.

    مركز ثقافي تل ذهب

    ثمَّ إنَ هناك تقليل من أهمية دورات محو الأمية حيث أن التعويض للملتحقين بهذه الدورات غير مشجع (15 ل.س) في الساعة مع عدم تعويض المدرسين المكلفين بإعطاء هذه الدروس إضافة إلى تحديد مواعيد هذه الدورات في أوقات لا تناسب أهالي البلدة فمثلاً في مواسم الزراعة أو الحصاد لن يتسنى لأي شخص بحاجة لمحو الأمية الالتحاق بالمركز في فترة زمنية تتضارب مع أعماله الزراعية».

    أما فيما يتعلق بالمكتبة فيقول السيد" يوسف بدّور" أمين المكتبة: «في المركز مكتبة تضم عدد لا بأس به من الكتب فلدينا من عناوين الكتب /2250/ وبالنسبة لكتب الأطفال حوالي /916/ كتاب وهي كتب متنوعة وتلبي احتياجات المطالعين، حيث يقدّر عدد الكتب المعارة شهرياً بحوالي /50/ كتاب، والإعارة الخارجية تمتد لخمسة عشر يوماً على الهوية الشخصية دون أي أجر أو اشتراك، وهي نوع من تشجيع أهالي البلدة على المطالعة، إلا أننا نواجه بعض الصعوبات في تأمين الكتب فهناك تأخر واضح من مديرية الثقافة في إرسال الكتب بالإضافة إلى اختيارهم الكتب بدلاً من إرسال العناوين التي نطلبها وهو ما يؤثر سلباً على إقبال القراء.

    كما أن المركز يحتاج إلى تعديل معداته القديمة كأجهزة الكمبيوتر والفاكس وعندما يحدث أي عطل تقني يتوجب علينا الانتظار فترة ليست بالقليلة ليتم إصلاح العطل في المديرية وهو ما يزيد في تباطؤ العمل لدينا».

    وختاماً تؤكد مديرة المركز على ضرورة إحداث مبنى خاص بالمركز يلبي احتياجاته ويساعده في القيام بنشاطاته على أتم وجه، مشيرة بأن البلدية قد خصصت قطعة أرض لبناء المركز وهي ملحوظة في المخطط التنظيمي لا ينقصها سوى الاعتماد من وزارة الثقافة.