«على بعد /23/ كم شمال غربي مدينة "حمص" تقع مدينة "تل دو"، وهي تجمع سكاني يبلغ عدد سكانه حوالي/23800/نسمة، بمساحة تنظيمية تبلغ /650/ هكتاراً، ولا يتبع لهذه المدينة أي قرية أو مزرعة، حيث إنه وفق قانون الإدارة المحلية الصادر لعام /1970م/ "يمنع تتبيع أي قرية أو مزرعة لتجمع سكاني".

و"تل دو" مدينة ذات طابع زراعي حرفي حيث يعتمد سكانها على زراعة القمح والشعير والبقوليات، وفي هذا العام تمّ تسليم حوالي /170/طناً من القمح للصوامع، أما كمية إنتاج الشعير لهذا العام فهي غير معروفة لعدم استلام إنتاج الفلاحين من هذه المادة. وتروى أراضي "تل دو" من "سد الحوله" الذي تبلغ سعته التخزينية /14مليون و600م3/ وهو يروي تجمع أراضي سهل الحوله الذي يضم ("تل ذهب"-"كفرلاها"-"تل دو") عن طريق قنوات جر سطحية، وحسب معلومات حوض العاصي فإن حاجة "تل دو" وسهل الحوله بالكامل من مياه السد تبلغ 6 مليون م3 والباقي يتمُّ تصريفه إلى سد الرستن، إضافةً إلى الأعمال الحرفية التي يقوم بها أبناء "تل دو" من نجارة خشب وألمنيوم وموبيليا ومكابس البلوك والبلاط ومقصات الرخام..الخ، وقد تمّ تشميع عدد من هذه المنشآت الحرفية غير المرخصة بالشمع الأحمر. وحالياً يتمُّ تجهيز منطقة صناعية وحرفية لتجمع بلدات الحوله متوضعة على المخطط التنظيمي لمجلس بلدية "تل ذهب"، ومن المتوقع أن تطرح المقاسم للبيع في العام /2010/م ». وذلك حسب ما ذكرلنا رئيس مجلس مدينة "تل دو" الأستاذ "عبد المعطي السيد إبراهيم" الذي التقاه موقع خلال زيارة قام بها لمدينة "تل دو" من أجل الاطلاع على واقعها الخدمي.

وجهنا العديد من الكتب إلى الجهة المسؤولة عن إدارة السد من أجل أن يكون هناك تعاون فيما بيننا في تحصين المفيض وسقفه بالإسمنت ولكن لم يتم الرد على طلبنا؟؟؟!!

حيث تعاني مدينة "تل دو" من نقصٍ في خدماتها الأساسية سواء من ناحية الصرف الصحي أو من ناحية ضعف مستوى الطرق التي تربط المدينة بالمدن والقرى المحيطة بها، ويسير في وسط المدينة مفيض سد الحوله الذي تمتد حوله الأبنية السكنية على الطرفين؛ وهو عبارة عن مياه آسنة تنتشر فيها الأوساخ والنفايات، وتصب فيه تصريفات مياه المنازل مشكّلةً بؤرة حقيقية للتلوث الصحي والنظري.

قعر المفيض

المواطن" محمد سلمان" ويقع منزله على المفيض قال: «نعاني مشكلةً حقيقيةً لكون منزلنا يقع على هذا المفيض الملوث، وكما ترى فإن مياه الصرف الصحي للمنازل التي بقرب المفيض كلها تصب فيه، فالناس هنا لا تقوم بفتح حفر فنية لمنازلها وإنما تقوم بتحول مياه الصرف الصحي إلى المفيض، هذا عدا عن رمي القاذورات فيه ومحال الفروج التي ترمي فضلات الذبائح، وتطرح دماء الذبائح عبر أنابيب ظاهرة إلى المفيض».

متابعاً: «كل يوم وفي المساء نقوم برش المنزل بالمبيدات الحشرية من أجل البعوض والحشرات الأخرى الناقلة للأمراض؛ التي تجد في المياه الآسنة للمفيض بؤرة مناسبة للتكاثر، هذا عدا عن الجرذان والأفاعي التي تدخل المنازل، والأمراض التي تصيب الناس هنا. الحقيقة هذه ليست مشكلة إنها مأساة حقيقية يعيشها أهالي "تل دو"».

رئيس مجلس المدينة الأستاذ"عبد المعطي السيد ابراهيم"

المواطن" كنانة السيد" قال: «الوضع في المفيض يبقى على هذا الوضع المقزز حتى يأتي الشتاء ويفيض السد، فعندما يفيض النهر يجرف المياه الآسنة في طريقه، أما الموارد المائية في سد الحوله وهي المسؤولة عن تنظيف مجرى المفيض فلا أذكر أنها وخلال العشر الأعوام الماضية قامت بتنظيفه مرَة أو مرتين».

الأستاذ" عبد المعطي السيد إبراهيم" رئيس م المدينة قال: «وجهنا العديد من الكتب إلى الجهة المسؤولة عن إدارة السد من أجل أن يكون هناك تعاون فيما بيننا في تحصين المفيض وسقفه بالإسمنت ولكن لم يتم الرد على طلبنا؟؟؟!!».

مجرى المفيض بين المنازل

كما التقينا المواطن "محمد بكور"وهو يعمل سائقاً على خط "تل دو" "حمص" حيث قال: «نسمي "تل دو" في فصل الشتاء "البندقية" حيث تغمر المياه الطرق وترتفع إلى مستوى المنصف مما يشكل عائقاً كبيراً لحركة السيارات والمارة، -وهو يضحك- في الحقيقة تحتاج إلى قارب أو أن ترتدي حذاءً شتوياً طوله/1/م من أجل أن تنتقل من طرف الشارع إلى طرفه الآخر دون أن تجد في الطريق مصارف للمياه؟؟، والطرق لدينا سيئة وتكثر فيها المطبات الاصطناعية والحفر وفي آخر"تل دو" هناك جسر يربطها بمدينة "كفرلاها" اسمه "جسر الموت" وهو غير مسوّر وفي فصل الشتاء ترتفع مياه النهر إلى فوق الجسر، وفي العام الماضي /2008/ توفى ثلاثة أشخاص غرقاً من على هذا الجسر. بشكل عام الواقع الخدمي لدينا سيِّىء سواء من ناحية الصرف الصحي أو الطرق».

ولمعرفة سبب مستوى تدني الخدمات في "تل دو" سألنا رئيس البلدية عن ذلك فأجابنا قائلاً: «السبب الرئيسي لتدني مستوى الطرق لدينا هو عدم وجود صرف صحي يخدم المنطقة، لذلك عملنا كمجلس مدينة على التقليل من مشاريع الطرق ريثما يتمُّ الانتهاء من تخديم التجمعات السكنية بالصرف الصحي، وحتى الوقت الحالي تمّ تنفيذ/8/خطوط رئيسية تخدم ثلاثة تجمعات سكانية هي "تل دو" "كفرلاها" "تل ذهب" من قبل مؤسسة الإسكان العسكري في "حماة" وبتمويل وزارة الإسكان والمرافق، ومن المتوقع أن يتمَّ ربط بعض القرى المجاورة على الخطوط الرئيسية».

مضيفاً: «لكن هذه الخطوط غير مستثمرة حالياً بسبب عدم تجهيز محطة الضخ والمعالجة التي تمت المباشرة ببنائها بين الحدود الإدارية لمدينة "تل دو" و"كفرلاها"، وهي تخدم تجمع الحوله بالكامل"تل دو" "كفرلاها" "تل ذهب". ويتوقع أن توضع قيد الاستثمار في العام /2010/م، وحتى يتمَّ تشغيل المحطة لايمكننا القول إن أحداً يستفيد من الصرف الصحي».

وبالحديث عن واقع النظافة ومياه الشرب في المدينة ختم السيد "إبراهيم": «لدينا ثلاثة جرارات زراعية تعمل على ترحيل القمامة بشكل مستمر إلى المكب الذي يقع إلى الجنوب الشرقي لمجلس المدينة، أما بخصوص مياه الشرب فلدينا شبكة مياه جديدة بعد استبدال القديمة في العام/2004/م، وتمت المباشرة بإعادة صيانة وتعبيد الطريق الذي يربط "تل دو" بقرية "برج قاعي" بطول /800/م ».