يقول الأستاذ "عبد الحي وحيد السيد" في كتابه "تل دو" بين الماضي والحاضر: (مجتمع "تل دو" مثقف ثقافة لابأس بها فقلما يخلو منزل من مكتبة صغيرة وهذا نتيجة حتمية لمجتمع طلب العلم، والعلم له دور هام بين أفرادها حتى أنه يعتبر شرطاً مهماً بالنسبة للزواج.)!؟؟..

ولو أن كاتبنا جلس في المركز الثقافي في" تل دو" لمدة ساعة واطلع على سجلات الإعارة خلال الربع الثاني من العام 2009م أي الأشهر/4-5-6/ سيغير وجهة نظره مما كتبه خاصةً عندما يعلم أن عدد المستفيدين من كتب المركز/160/ و/115/ هم قرّاء صحف ومجلات من أصل حوالي /23ألف/ نسمة من عدد سكان مدينة "تل دو"، الأمر الذي يدعوا للأسى أن هذا المركز لايملك بناءً خاصاً به في الوقت الحاضر ولا في المستقبل المنظور على المخطط التنظيمي لمدينة "تل دو"، وهو حالياً في شقة سكنية مستأجرة.

طالبنا الجهات المسؤولة بإعطائنا هذه الوحدة الثقافية لكن لم يتم منحنا إياها، فهي تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل

موقع eHoms زار هذا المركز وألقى الضوء عليه من خلال لقاء عدد من القائمين على وضعه.

الأستاذ"زياد مشلب" المكلف بإدارة المركز الثقافي في "تل دو"

حيث كان لنا لقاء مع الأستاذ "زياد مشلب" المكلف مؤقتاً بإدارة المركز الثقافي بعد وفاة مديره السابق الذي قال: «تأسس المركز الثقافي العربي في مدينة "تل دو" في العام /1995م/، وكان مقره في البداية مبنى تابع لمديرية التربية ضمن المجمع التربوي حالياً، ومنذ عام انتقلنا إلى المركز الحالي، وهو عبارة عن بيت مستأجر يتكون من ثلاث غرف، غرفة للمكتبة وغرفتين للإدارة والموظفين».

متابعاً: «يفتقر المركز لوجود قاعة مطالعة وجهاز عرض سينمائي فمساحة البناء ضيقة، وتقتصر أنشطتنا داخل المركز على إقامة حلقات كتاب، أما باقي الأنشطة الثقافية من محاضرات وأمسيات شعرية نقيمها بالفرقة الحزبية».

المكتبة داخل المركز

وعن طبيعة الكتب الموجودة في المركز قال"مشلب": «تتنوع الكتب الموجودة في المركز من كتب تاريخية ودينية وسياسية، ويبلغ عدد عناوين الكتب الموجودة في المركز/3000/آلاف عنوان. وبلغ عدد المستفيدين من إعارة الكتب خلال الربع الثاني من العام/2009م/ 160 شخصاً، /100/إعارة للكبار، و/60/إعارة للأطفال، و/115/ قرّاء صحف ومجلات».

مضيفاً: «عندما كنّا في المجمع التربوي كان وضع المركز أفضل بكثير لكوننا بالقرب من تجمع المدارس، وكانت نسبة الإقبال من الطلاب جيدة حيث بلغت نسبة المنتفعين من خدمات المركز في/2007م/، /2000/مواطن، /479/إعارة للكبار و/290/ للصغار و/1800/ قرّاء صحف ومجلات، أما الآن فيتراوح عدد الذين يزورون المركز من /5-7/أشخاص يومياً».

مدير مركز إنعاش الريف الأستاذ"كنانة السيد"

ويوجد في "تل دو" مركز لتنمية وإنعاش الريف يضم وحدة ثقافية مكونة من صالة عرض كبيرة ومسرح يتسع لحوالي /300/شخص مع ملحقات المسرح من غرف تبديل الثياب و/5/ مكاتب إدارية، ويضم الطابق الثاني جناح المكتبة وقاعة المطالعة بمساحة تبلغ حوالي/150م2/ ومكتبتين، وهي تناسب جداً أنشطة المركز الثقافي لكن وكما يقول"مشلب": «طالبنا الجهات المسؤولة بإعطائنا هذه الوحدة الثقافية لكن لم يتم منحنا إياها، فهي تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل».

وبهذا الصدد كان لنا لقاء مع الأستاذ "كنانة السيد" مدير مركز إنعاش الريف الذي قال: «من بين الأقسام التي يضمها مركز إنعاش الريف هي الوحدة الثقافية التي تضم المسرح وصالة العرض السينمائي ومكتبتين وقاعات مطالعة. ومراكز إنعاش الريف أنشئت بالقرار الجمهوري رقم/1007/لعام /1958م/، وكان الهدف من إنشائها هو المساهمة في تنمية الريف من النواحي الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، وتقديم المساعدة اللازمة للفلاحين لتطوير مشروعاتهم والمساعدة في رفع المستوى المعيشي للسكان، لكن هذه المهام اقتصرت في الوقت الحاضر على إقامة دورات كمبيوتر للمبتدئين، وفيها أربعة صفوف حضانة تتسع كل شعبة لحوالي /40/طفلاً وهي تتبع للوحدة الثقافية».

وعمَّ إذا كان بالإمكان تقديم هذه الوحدة الثقافية للمركز الثقافي في "تل دو" قال "السيد": «هذا غير ممكن فمراكز إنعاش الريف تتبع كلها لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وليست تابعة لوزارة الثقافة والأمر يتطلب مخاطبة وزارة لوزارة، لكن بالإمكان بعد الانتهاء من تجهيز الوحدة الثقافية أن نؤجر المسرح أو المكتبة للمركز الثقافي أو لأي جهة أخرى لإقامة المحاضرات أو الندوات والأمسيات الشعرية، كذلك بالإمكان تأجيره للفرق المسرحية والفنية، أما الآن فلا يمكن التصرف بشيء خاصةً أن المسرح والمكتبة ليس فيهما أي أساس، وهناك دراسة حالياً من قبل الخدمات الفنية لتجهيزهما وماتزال الأمور بين أخذٍ وردٍّ؟؟!!».

أما إلى متى ستبقى الأمور بين أخذٍ وردًّ فهذا سؤال الإجابة عنه رهن الزمن خاصةً إذا علمنا أن مركز إنعاش الريف في "تل دو" تمّ البدء بإنشائه من قبل شركة المياه والتعمير في العام/1986م/ وتمّ تسليمه لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في العام /2004م/، فمتى ياترى سيتم الانتهاء من تجهيز المسرح والمكتبة إذا كانا حتى الآن رهن الدراسة والتمحيص ودراسة الجدوى الاقتصادي لأمر ثقافي؟؟؟!!!!!.

وللوقوف على السبب في عدم وجود مبنى خاص بالمركز الثقافي في "تل دو" التقينا الأستاذ "عبد المعطي السيد إبراهيم" رئيس مجلس مدينة "تل دو" الذي قال: «ليس هناك مركز ثقافي مرصود على المخطط التنظيمي لمدينة "تل دو"، لكن هناك فكرة حتى عند المحافظة لإنشاء مجمعات حكومية تضم كافة الدوائر الخدمية الموجودة في المدينة، ومن أجل ذلك رفعنا اقتراحنا إلى المحافظة لتحديد منطقة عقارية من أجل إنشاء مجمع حكومي عليها وهي قيد الدراسة».