إلى الشمال الشرقي من "وادي النصارى" وعلى بعد /55كم/ من مدينة "حمص" تقع قرية "حاصور" وهي من القرى الجبلية التي تنتشر في مدرجاتها زراعة أشجار التفاح والكرمة، ولاتقل هذه القرية عن قرى الوادي أهمية بل تتفوق على الكثير من قرى الوادي سواء من ناحية جمال مناظرها الطبيعية أو من حيث بساطة أهلها اللذين لم يتركوا أرضهم رغم قسوة الحياة وشظف المعيشة بل أصروا على البقاء فيها وبدمهم وعرقهم استطاعوا أن يحوّلوا تلك الجبال الجرداء إلى بساتين وحقول ملئه بالخيرات.

موقع eHoms زار هذه القرية واطلع على واقعها الخدمي فالتقى المزارع "ممدوح حمد" من أبناء القرية الذي حدثنا عن القرية وأوضاعها بالقول: «يعتبر طريق "حاصور- دوير اللين" من الطرق الحيوية التي تربط القرية بـ"وادي النصارى" وهو طريق ترابي تم شقه منذ حوالي /15عام/ ولحد الآن لم يتم العمل على تعبيده وعلى هذا الطريق الذي يتحول في فصل الصيف إلى نهر حقيقي من الأتربة تقع الكثير من بساتين التفاح التي يتعرض قسم من إنتاجها للتلف بسبب تراكم الأتربة المتصاعدة من الطريق على أوراق وثمار التفاح. وفي فصل الشتاء يغدوا الطريق عائق أمام الفلاحين يمنعهم من الوصول إلى أراضيهم والعمل على تخديمها بالأسمدة والمبيدات الحشرية وحراثتها وهذا الطريق هو ملك للخدمات الفنية».

في الواقع ليس هناك تقصير من قبل البلدية في تنفيذ الواجبات المترتبة عليها تجاه القرية ضمن الإمكانات المتاحة، إنما المشكلة تكمن في الطرق الخدمية التي تربط القرية بالقرى الأخرى وهذه الطرق غير معبدة على الرغم من أهميتها الكبيرة بالنسبة للقرية سواء من ناحية الزراعة أو الخدمات أو من جهة ربط القرية بالوادي

مضيفاً: «هناك طريق آخر ملك للخدمات الفنية يمر بمنتصف القرية ويربطها بقرية "مقلس" ولم يتم تعبيده لحد الآن ويتحول هذا الطريق إلى نهر في الشتاء وعندما ينتهي المطر تتراكم الأتربة والحجارة أمام البيوت وفي الحارات، ولو كان هذا الطريق داخل ضمن أملاك البلدية لكان قد عبد ولا نعرف ما هو العائق الذي يمنع مديرية الخدمات الفنية من التنفيذ حتى الآن».

المختار عدنان عيسى

كما التقينا مختار القرية "عدنان عيسى" الذي قال: «في الواقع ليس هناك تقصير من قبل البلدية في تنفيذ الواجبات المترتبة عليها تجاه القرية ضمن الإمكانات المتاحة، إنما المشكلة تكمن في الطرق الخدمية التي تربط القرية بالقرى الأخرى وهذه الطرق غير معبدة على الرغم من أهميتها الكبيرة بالنسبة للقرية سواء من ناحية الزراعة أو الخدمات أو من جهة ربط القرية بالوادي».

متابعاً: «هناك نقص في تخديم القرية من ناحية الكهرباء فالقرية مزودة بمحولة كهرباء واحدة تغطي /1000م/ وبالتالي فالكهرباء لاتصل إلى المنازل البعيدة عن تجمع القرية كذلك مياه الشرب أما بخصوص الصرف الصحي فالقرية مخدمة به بشكل جيد، وقد تم وضع مخطط تنظيمي للقرية وهو نائم في الأدراج منذ عامين تقريباً ولا يعرف أحد السبب في تأخر التصديق عليه».

رئيس البلدية فؤاد محفوض

الأستاذ "فؤاد محفوض" رئيس بلدية "حاصور" قال لنا: «أنشئت البلدية في العام /2002/ ولم يتم المباشرة بالعمل بشكل جدي وفعال إلا في العام /2004م/ حيث كانت المرحلة الأولى تأسيسية، وتضم البلدية إضافةً إلى "حاصور" قرى" حدية"- "بتيست الجرد"- "جان كمرة"- "عين الفوار"، ويبلغ عدد سكان القرية التي تنتشر فيها زراعة الأشجار المثمرة وفي مقدمتها شجرة التفاح إضافةً إلى الأشجار المثمرة الأخرى كالخوخ والمشمش والكرمة /1870نسمة/ ويتصف أهالي القرية بالجد والنشاط وحبهم للعمل وخير دليل على ذلك هذه الجبال المزروعة».

وعن الجانب الخدمي للقرية أضاف "محفوض": «لم يكن هناك في القرية أي نوع من مشاريع البنى التحتية وبدأنا بتنفيذ مشروع الصرف الصحي على أربع مراحل حيث خدم هذا المشروع ما نسبته /70% / من الصرف الصحي للقرية، وتم تنفيذ المرحلة الأولى من عمليات تعبيد الطرق في القرية وأعلن عن المرحلة الثانية من المشروع بتاريخ 27/4/2009م بقيمة /2150000 ليرة سورية/ وتغطي /50%/ من طرق القرية وسيتم التنفيذ في شهر حزيران/2009/ لأنه يأخذ وقت مابين الإعلان والتعاقد والتصديق وإعطاء الموافقة على العمل. وسيتم العمل على تنفيذ مشاريع مستقبلية إستكمالاً للخدمات الأساسية من صرف صحي وتعبيد طرق. والقرية منارة بشكل جيد وواقع النظافة فيها جيد حيث يتم العمل على ترحيل القمامة من القرية والقرى الأخرى التابعة للبلدية بشكل مستمر».

قرية حاصور

* لكن أين المشكلة؟؟

يضيف رئيس البلدية: «تبقى المشكلة الأساسية في الطرق الخدمية للقرية وهي تابعة لمديرية الخدمات الفنية في "حمص" كطريق "حاصور"- "مقلس" الذي يمر بمنتصف القرية وتوجهنا إلى مديرية الخدمات الفنية بالعديد من الكتب لإصلاح هذا الطريق وتم إجراء الكشف اللازم عليه من قبل الخدمات الفنية، كذلك هناك طريق "حاصور"- "دوير اللين" الذي يربط القرية "بوادي النصارى" وهو من الطرق الهامة للقرية من الناحية الزراعية والخدمية وعمل محافظ "حمص" على إصدار توجيهاته لمديرية الخدمات الفنية بالمحافظة لدراسة طريق "حاصور- مقلس" وإجراء الصيانة اللازمة له، كذلك إجراء الإصلاح السريع لطريق "حاصور- دوير اللين" ونحن موعودون أن يتم التنفيذ في هذا العام».

توجد في قرية "حاصور" إرشادية زراعية ومركز صحي ومدرستين (حلقة أولى وحلقة ثانية) وعن ذلك يقول "محفوض" : «نحن بحاجة إلى مدرسة ثانوية فهناك معاناة حقيقية للطلاب في الذهاب من وإلى "شين" خاصةً في فترة تساقط الثلوج حيث ينقطع طريق "شين- ظهر القصير" مما يضطر الطلاب إلى البقاء في منازلهم مما ينعكس بشكل سلبي على تحصيلهم العلمي خاصةً طلاب الشهادات العلمية، كذلك فإن بناء مدرسة ثانوية في القرية يوفر على الأهالي تكاليف سيرهم بغنى عنها وبلغت نسبة النجاح في الشهادتين الإعدادية والثانوية في القرية 80%».

  • ما هو وضع خط السير في القرية؟؟
  • عن هذا يقول رئيس البلدية: «يعمل على خط "حاصور- حمص" سيرفيس واحد وهو غير كافِ لسد حاجة القرية مما يشكل مشكلة للموظفين والأهالي بالنسبة للذهاب من وإلى المدينة لذلك فنحن نضطر إلى استئجار السيارات الخاصة لإيصالنا إلى "شين" ومنها نستقل السيرفيس إلى "حمص" أو نضطر الإنتظار على مفرق القرية الذي يبعد حوالي/3كم/ عن القرية حتى تمر سرافيس "مشتى الحلو " وفي العودة من "حمص" نستقل سرافيس "المشتى" التي توصلنا إلى المفرق ومنه نضطر إلى سير هذه المسافة إلى القرية صيفاً شتاءً وإذا أردنا أن نصل بالسرفيس إلى القرية فإنه يأخذ أجرة "مشتى الحلو" /60ليرة/ ثم يأخذ أجرة التوصيل إلى القرية /200ليرة سورية/ مما يشكل عبء كبير على المواطن، علماً أن خط "حاصور- حمص" يتحمل كحد أدنى /3سرافيس/ وتبقى مسؤولية تأمين السرافيس تقع على عاتق القرية لكن هذا لايمنع أن تقوم مديرية النقل بتأمين سيارات نقل للقرية».