«بنيت مدرسة "مقلس" للتعليم الأساسي منذ حوالي النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي وهي تضم حالياً /6/صفوف مجمعة، وبحكم عدد طلاب المدرسة الذي يبلغ /42 طالب/ يتم وضع كل صفين معاً في شعبة واحدة». هذا ما ذكرته مديرة مدرسة "مقلس" للتعليم الأساسي منذ عام /2004م/ السيدة "روز زخور" لموقع eHoms والتي أضافت قائلةً: «تعاني مدرسة "مقلس" للتعليم الأساسي التي تتكون من ثماني غرف وباحة ترابية من العديد من المشاكل التي تزيد من سوء وضع المدرسة القديمة أصلاً...

ويأتي في مقدمة هذه المشاكل عدم وجود سور خارجي للمدرسة التي تعاني من التصاق باحتها الترابية مع الجبانة وعند وفاة أي شخص من القرية يمر موكب الجنازة بباحة المدرسة لعدم وجود سور خارجي ما يصيب الأطفال بالخوف والفزع، لذلك نحن نضطر إلى صرف الطلاب قبل ساعة أو ساعتين من موعد الدفن على الرغم من وجود طريق خاص يوصل موكب الجنازة إلى الجبانة لكنه يمر في باحة المدرسة لأنها أقرب (لا تتجاوز المسافة بين باحة المدرسة والجبانة /30متراً/).

عملت على توجيه العديد من الكتب التي أصف فيها معاناة المدرسة والطلاب من عدم وجود سور خارجي وقرب باحة المدرسة بالجبانة وتعرضها بسبب ذلك لاعتداءات الأولاد والعمال الموسمين وطالبت في هذه الكتب أن تعمل مديرية الأبنية المدرسية على تحديد أرض المدرسة وبناء سور خارجي، ومنذ خمسة أشهر أتت الخدمات الفنية لكن لحد الآن لم نحصل على أي نتيجة

وفي كثير من الأحيان يتم وضع كراسي في باحة المدرسة لتقبل التعازي من الناس التي كانت في الجبانة، وأنا في كل مرة أطالبهم بعدم المرور بباحة المدرسة لكن لا أحد يستجيب وفي الصيف تتحول المدرسة إلى سكن للعمال الموسميين الذين يأتون للعمل في القرية مستخدمين باحتها وسطح المدرسة للمنامة».

مديرة المدرسة روز زخور

وتابعت السيدة "روز" قائلة: «عملت على توجيه العديد من الكتب التي أصف فيها معاناة المدرسة والطلاب من عدم وجود سور خارجي وقرب باحة المدرسة بالجبانة وتعرضها بسبب ذلك لاعتداءات الأولاد والعمال الموسمين وطالبت في هذه الكتب أن تعمل مديرية الأبنية المدرسية على تحديد أرض المدرسة وبناء سور خارجي، ومنذ خمسة أشهر أتت الخدمات الفنية لكن لحد الآن لم نحصل على أي نتيجة».

وعن الوضع العام للمدرسة بما في ذلك شعب التدريس ودورات المياه قالت "روز": «يتجاوز عمر دورات المياه في المدرسة الـ/40عاماً/ وهي عبارة عن غرفة واحدة أبوابها مكسورة وصنابير المياه معطلة ونعمل كل عام على تصليحها لكنها تتعرض للتخريب بشكل مستمر وهي في الحقيقة لا تليق بأطفال ينتمون إلى القرن الحادي العشرين، أما بالنسبة للنوافذ والأبواب فهيَ قديمة ونعمل على إصلاحها من تبرعات أبناء القرية ورسم التعاون والنشاط الذي نحصل عليه من الطلاب والبالغ /6 آلاف ليرة / لا يكفي إلا للقيام بإصلاحات بسيطة في المدرسة.

طلاب صف الأول والرابع في شعبة واحدة

كما أن هناك هبوطاً في أرضية المدرسة في بعض غرف المدرسة (رفس في الأرضية المبلطة بمسافة /5-7سم/ فالتربة لدينا ليست صخرية ما يزيد من مخاطر لا يمكن التكهن بها!!!، وعملت على توجيه عدة كتب بذلك في التقارير الشهرية التي أرسلها إلى مديرية التربية لكن لم ألق الأذن المصغية لحد الآن».

  • ما الصعوبات التي تواجهكم في التدريس؟
  • المدير المساعد للتعليم الأساسي معيوف الذياب

    «الصعوبة الأكبر التي نواجهها في التدريس هي وجود صفين في الحصة التدريسية الواحدة ما يؤثر بشكل سلبي على استيعاب التلاميذ فالمدرس يضطر إلى أن يشغل قسماً من الطلاب بكتابة شيء معين ريثما ينتهي من إعطاء القسم الآخر من التلاميذ الدرس المقرر، وإذا علمنا أن مدة الحصة الدرسية /45 دقيقة/ وما إن يدخل المدرس ويأخذ التفقد وغير ذلك حتى تضيع /15ساعة/ ولا يبقى سوى /30 دقيقة/ تقسم على الصفين وهي في الحقيقة غير كافية حتى كتمهيد للدرس الذي يراد إعطاؤه للتلاميذ.

    وعندما تسير في المدرسة تستطيع أن ترى برجاً لتغطية الموبايل لا يبعد عن المدرسة أكثر من/50متراً/ على الرغم أن بناء أبراج التغطية من المفروض أن تكون خارج المناطق السكنية لخطورتها فكيف إذا كان هؤلاء الناس أطفالاً لا يتجاوز عمر أكبرهم /12عاماً/؟!».

    وعن وضع النظافة في المدرسة قالت "زخور": «كان لدينا مستخدم للنظافة في المدرسة لكنه خرج على التقاعد منذ /2003م/ ومنذ ذلك الوقت ليس لدينا مستخدم في المدرسة لذلك فأنا أضطر لأن أكون مديرة ومستخدمة ومعلمة لصفين في المدرسة ويساعدني في ذلك بعض المدرسين والطلاب وهم مشكورون على تعاونهم في هذا الأمر، لكن منذ فترة اشتكى الأهالي بأننا نستخدم أبناءهم لتنظيف المدرسة وحذروهم من مشاركتنا في تنظيف المدرسة وهم محقون في ذلك وكانت إحدى الفتيات مصابة بمرض الربو وقال أهلها إننا السبب في ذلك.

    نحن بحاجة ماسة لمستخدم ولو أتى ثلاثة أيام في الأسبوع فهو يكفي، وعندما أتت الرقابة والتفتيش إلى المدرسة وجهت كتاباً إلى المستخدم الموجود في قرية "جان كمرة" للالتحاق بمدرسة "مقلس" ولكن لحد الآن لم يلتحق وأنا أعلمت المجمع التربوي في "الحواش" بذلك ولحد الآن لم يحصل شيء، وهم يقولون بشكل مستمر أن عدد الطلاب قليل وبالتالي لا يحق للمدرسة أن يكون لديها مستخدم إذاً كيف كان هناك مستخدم للمدرسة لمدة /30عاماً/؟؟».

    واقترحت "زخور" بناء مجمع تعليمي على غرار المجمعات التعليمية في "ريف دمشق" يضم المراحل التدريسية من الحضانة حتى الشهادة الثانوية، حيث يتم أخذ كل أربع أو خمس قرى من الوادي ويبنى لهم مجمع تعليمي حتى لا يضطر الأهل إلى دفع تكاليف مواصلات مرتفعة خلال العام أو تعليم أبنائهم في المدينة بسبب إغلاق الصفوف لقلة عدد الطلاب وتساعد هذه المجمعات التعليمية على خلق تجانس مع البيئة المحيطة وتقوية النسيج الاجتماعي وخلق وظائف عمل للخريجين الجامعيين.

    شكوى مديرة مدرسة "مقلس" حملناها بدورنا إلى الأستاذ "معيوف الذياب" المدير المساعد للتعليم الأساسي في مديرية تربية "حمص" والذي قال لنا: «تم إجراء الكشف اللازم لمدرسة "مقلس" وهي مدرجة حالياً في خطة إعادة التأهيل لعام/2009م/ وتم وضعها على قائمة الأولويات ورصدت الاعتمادات المالية لذلك وهي قيد الدراسة من قبل الخدمات الفنية بمدينة "حمص"، لكن نظراً للتعليمات الصادرة التي تمنع القيام بأي أعمال إصلاح أو ترميم خلال العام الدراسي سيتم المباشرة بأعمال إعادة التأهيل خلال فترة الصيف، أما بخصوص الهبوط في بعض غرف المدرسة غير المستخدمة للتدريس فلدينا علم به وهو نتيجة للأحوال الجوية».