تحتاج "مارلين" ابنة السبع سنوات لدقائق حتى تستطيع كتابة اسمها أو اسم أختها "نورا" على الرغم من أن المدرسة الابتدائية في قريتها لا تبعد أكثر من /50/ مترا عن بيتها إلا أنها تنظر إلى التلاميذ من شباك البيت بأسى متمنية أن تعود إلى حمل الحقيبة والركض إلى المدرسة.

هذه هي مشكلة "مارلين وهبي" (متلازمة داون) أو (المنغولية) التي اعتذرت مدرستها الابتدائية في قرية "فيروزة" بـ"حمص" عن متابعة الدارسة على مقاعدها بعد /15/ يوماً من استقبالها في بداية العام الدراسي الحالي /2008/2009/ نتيجة سلوكها وتصرفاتها في الصف. "مارلين" بقي لها عام واحد قبل أن تفقد حقها في الدخول بالصف الأول الابتدائي وقبل أن تُحرم هذه الطفلة من أبسط حق لها وهو حق التعليم. موقع eHoms فتح ملفها والتقى كافة الأطراف المعنيّة في الموضوع. في البداية التقينا مع والدة "مارلين" السيدة "إيفون عزوز" التي قالت: «بعد استكمال أوراق "مارلين" من مديرية التربية كطالبة عادية وضعناها في المدرسة بجانب أختها "نورا" (9) سنوات ولكن بعد مضي بضعة أيام جاءنا من المدرسة أنها لا تستطيع إكمال الدراسة عندهم بحجة أنها عدوانية ولم تندمج مع الطلاب، بالنسبة لي أنا أقدّر موقف المدرسة ولكن أريد تعليم "مارلين" بأي طريقة لقد بحثت عن المدارس الخاصة لمثل حالتها ولكن لدينا مشكلة مادية في القسط والمواصلات فنحن نسكن بعيداً عن مدينة "حمص" حوالي خمسة كيلو مترات وليس لدينا هنا في "فيروزة" مدارس خاصة تعنى بالأطفال المنغوليين».

استقبلنا "مارلين" تحت التجريب وكانت متأخرة عن بداية العام الدراسي بحوالي شهر، مع مضي الأيام الأولى لدخولها تخرج من باب المدرسة أكثر من مرة بشكل مفاجئ ودون علم منّا إضافة إلى أنها كانت تعنّف الآنسة والتلاميذ وتتصرف بشكل عداوني مع كل من تراه

بعد محاورة الأهل اتجهنا إلى مدرسة الشهيد "سليمان بلاط" التي كانت مدرسة "مارلين" لأسبوعين فقط وذلك للوقوف على حقيقة سلوكها فالتقينا في البداية مديرة المدرسة الآنسة "نجاح خرما" التي قالت: «استقبلنا "مارلين" تحت التجريب وكانت متأخرة عن بداية العام الدراسي بحوالي شهر، مع مضي الأيام الأولى لدخولها تخرج من باب المدرسة أكثر من مرة بشكل مفاجئ ودون علم منّا إضافة إلى أنها كانت تعنّف الآنسة والتلاميذ وتتصرف بشكل عداوني مع كل من تراه».

مارلين مع عائلتها

كما التقينا المدرّسة التي كانت مشرفة على صف "مارلين" الآنسة "انطوانيت الشيخ" التي أكدت كلام المديرة مشيرة إلا أنها حاولت البقاء مع "مارلين" بعد انتهاء الحصة الدراسية لمتابعة حالتها لكن دون فائدة وقالت أن شعبتها تضم /40/ طالباً وطالبة و"مارلين" تقوم بحركات تضحك الطلاب مما يؤثر على الدرس».

بعد محاورة المدرسين اتجهنا إلى مديرية التربية وبعد فحص طبيب الصحة المدرسية المختص الذي قرر أنها غير لائقة للدمج في المدارس العادية كانت صدمة كبيرة لأهلها مما جعلنا نتجه إلى الآنسة "أسمهان الملحم" مسؤولة الدمج في مديرية تربية "حمص" على أمل أن يتم إعادة النظر في حالة "مارلين" وقد حدثتنا الآنسة "أسمهان" عن هذا الموضوع فقالت: «هناك شروط لدمج الطلاب في المرحلة الابتدائية من ذوي الاحتياجات الخاصة أولاً هناك تقرير اللجنة المختصة حول درجة الإعاقة ثم وجود تدخل مبكر أي وضعها في روضة قبل وصولها لسن /6/ سنوات وألا يزيد العمر عن 8 سنوات وألا يكون لديه إعاقة مزدوجة ولكن بعد تقرير الطبيب المختص في حالة "مارلين" يتبين لنا وللأسف أنه لا يمكن دمجها في المدارس العادية».

صورة من روضة الطفولة السعيدة لملتازمي الداون

يوجد في "حمص" /56/ طالباً وطالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة مستفيدين من قرار الدمج الصادر عام/2002/ وموزعين على /11/ مدرسة في الريف والمدينة /18/ منهم في مدرسة "الوليديّة" ولكن بحالة "متلازمي الداون" لا يوجد أي طالب سمحت له حالته الصحية بالدمج، إذن فلم يبق أمام "مارلين" سوى المدارس الخاصة التي يتوفر فيها مختصوّن تربويون ووسائل تعليمية خاصة بمتلازمي الداون وقصدنا روضة الطفولة السعيدة (الدوان سندروم) الخاصة وقد أعطتنا مديرة الروضة "مها داغستاني" فكرة عن الأقساط الشهرية في المدرسة وهي تتراوح بين /13/ ألف و/18/ ألف سنوياً مع إمكانيّة تأمين المواصلات.

مارلين مع والدتها