«أشعر بلمسة الحنان من اليد الممدودة لمساعدتي في عيون هؤلاء الشبان أرى شبابي» بهذه الكلمات عبر العم "أبو خالد" (72) عاما عن مشاعره تجاه الرعاية التي يتلقاها المتطوعون في مشروع (المراكز الصحية صديقة المسنين)...

الذي يهدف إلى تنمية المسنين اجتماعيا وتفعيل دورهم الحقيقي في أسرهم هذا ما أكده الدكتور "محمد العبود" رئيس شعبة المسنين في مديرية الصحة بـ"حمص" خلال لقائنا به يوم (5/11/2008) وذلك بمناسبة احتفال دار السعادة بيوم المسن العالمي وقد حدثنا عن فكرة هذا المشروع فقال: «إن فكرة مشروع المراكز (صديقة المسنين) مستوحاة من الإستراتيجية الوطنية وخطة العمل المتعلقة بالتشيخ النشط ورعاية المسنين في سورية ليس صحيا فقط بل اجتماعيا ومد يد العون للمسن داخل أسرته دون عزله عنها في دار للمنسين بتقديم الدعم النفسي والاجتماعي وهدفنا أيضا إشراك المجتمع في رعاية المسنين من خلال تدريب الأشخاص الذين يعتنون بالمسن في منزله وإشراك المسنين في المسؤولية عن صحتهم من خلال نشر الوعي والتثقيف الصحي لهم طبعا بالإضافة لتفعيل دور المراكز الصحية وذلك بتدريب الأطباء على التعامل مع المسنين».

إن الهدف العام للمشروع ببضع كلمات هو (حفظ وتعزيز صحة المسنين) وكان لتوجيه الدكتور "محمد أبو الخير" مدير الصحة بـ"حمص" دور كبير في توسيع برنامج رعاية المسنين

وأضاف: «إن الهدف العام للمشروع ببضع كلمات هو (حفظ وتعزيز صحة المسنين) وكان لتوجيه الدكتور "محمد أبو الخير" مدير الصحة بـ"حمص" دور كبير في توسيع برنامج رعاية المسنين».

الدكتور " العبود" مع مراسلehoms

يبلغ عدد سكان محافظة "حمص" حسب شعبة الإحصاء في مديرية الصحة لعام (2007) حوالي مليون و(800) ألف نسمة منهم (104638) مسن فوق (60) عاما ودائما بحسب مديرية الصحة، يوجد في المدينة حوالي (184) مركزاً صحياً منهم (177) مركزاً يعمل ضمن برنامج رعاية المسنين، وعن الخطوات الميدانية التي حققها المشروع حتى الآن تحدث الدكتور "محمد" فقال: «بعد دراسة الواقع الصحي في المحافظة تم انتخاب عشرة مراكز صحية على مستوى المحافظة للتعامل معهم لتحقيق أهداف المشروع بعد أن أجرينا عشرات الدورات التدريبية لرعاة المسنين وللأطباء انطلقنا إلى أنشطتنا في عقد اجتماعات دورية لمسؤولي المسنين والتعريف بكل ما يتعلق بالشيخوخة وأمراضها الجسدية والنفسية والأدوية أؤكد لك أننا نعمل على مرافق المسن في تأهيله وتثقيفه بذات القدر الذي نعمل به مع المسن نفسه لأننا ننطلق من تفعيل دور المسن داخل منزله ومجتمعه وإقامة صداقة حقيقية معه».

كما أكد الدكتور "محمد" أن المشروع لا يزال في خطواته الأولى وهو بحاجة ماسة لكافة أشكال الدعم المعنوي والمادي حيث قال: «لا زلنا نحبو، نأمل دعم برنامجنا لأننا نعمل بطواعية وكوادرنا ليست متفرغة للعمل بالمشروع فلذلك نحتاج لدعم الجهات المعنية في تنفيذ الخطط والنشاطات الخاصة كما نحتاج لدعم لوجستي من خلال تأمين نشرات وملصقات خاصة بنظام المعلومات، وتأمين كتيب دليل المسن من منشورات وزارة الصحة».

الدكتورة سمر ندور

موقع eHoms التقى أيضا الدكتورة "سمر ندور" رئيسة برنامج صحة المسنين في وزراة الصحة للوقوف على دور الوزارة في تقديم الدعم للمشروع فقالت: «في الحقيقة لا يوجد ميزانية خاصة لدعم البرنامج من قبل وزارة الصحة ولكن نحن نطمح لتحريك المجتمع المحلي ولفت انتباه الفعاليات الاقتصادية والمدنية من جمعيات واتحادات أهلية ورسمية لدعم مشروعنا الذي سيعود بالفائدة على المجتمع ككل».

وأضافت: «نحن لا نطمح من رجل غني مثلاً أن يضع والده أو قريبه في دار المسنين بل أن يدعم الدور ويساهم في تفعيل دور المسن داخل الأسرة هذه عاداتنا وتقاليدنا نريد أن نمسح الغبار عنها بمشاركة الجميع».

بالتأكيد أن لدار المسن أهمية كبيرة في الحد من ظاهرة التشرد وتأمين مأوى ومأكل لمعدومين ولكن لتفعيل دور المسن داخل أسرته ومحيطه أهمية قصوى في تنمية المجتمع بجميع فئاته، هذا ما يعمل عليه مشروع "صداقة المسنين" لتبقى يد العون ممدودة لهم أينما كانوا.

الجدير ذكره أن مشروع المراكز الصحية صديقة المسنين بدأ العمل به مع بداية عام /2008/ وهو لا يزال في الخطوات الأولى ضمن خطة العمل الموضوعة من قبل فريق شعبة صحة المسنين والتي تمتد حتى عام /2012/.