يستهل الصحفي يومه بالبحث عن نشاط أو حدث ما حتى قبل تناول قهوته الصباحية يتحدى نفسه وأحيانا رئيس تحريره في الوصول إلى المادة الجيدة والشيقة.

هو ابن التعامل اليومي والاحتكاك المباشر مع الناس والمسؤولين والمشاهير ولهذا التعامل صعوبات لا بد من التعرض لها وليس سوى الصحفي القادر على ترشيد طاقته وتطوير مهاراته الأساسية في التعامل مع العقبات.

أننا كصحفيين ومراسلين شباب لا يجب أن نيأس من الواقع الصحافي بل يجب أن نجرب دائما ونمضي قدما كل في مشروعه

موقعeHoms التقى عددا من الزملاء الإعلاميين في "حمص" بتاريخ 11/10/2008 على مختلف اختصاصاتهم ومجالات عملهم (الكتروني وصحافة خاصة ورسمية) للوقوف على هذه العقبات التي تعترضهم أثناء تأديتهم لعملهم الإعلامي.

الزميل عمر عبد اللطيف

الزميل "عمر عبد اللطيف" محرر في موقع "زمان الوصل" الإخباري ومراسل "العرب القطرية" قال: «هناك العديد من الصعوبات التي تواجه عمل الصحفيين أولا النظرة الدونية للصحفيين من قبل بعض المؤسسات ورجال الأعمال، وهذا يعود إلى عدم وجود ثقافة كافية لديهم تمكنهم من استيعاب أهمية الإعلام ودوره في المجتمع، من حيث قدرته على تسليط الضوء على السلبيات وتوجيه عمل مؤسسات الدولة من خلال الإشارة إلى الأخطاء والتجاوزات الحاصلة.

ثم هنالك المتاعب المادية التي يعاني منها الصحفي السوري خاصة، باعتبار أن أجور الصحفيين متدنية مقارنة مع الدول الأخرى، فالصحفي يبذل مجهودا كبير من أجل الحصول على المعلومة، إضافة إلى الاتصالات والمواصلات، والسفر، هذا عدا عن الإرهاق والتعب». وأضاف "عمر": «وهناك بعض أصحاب أو مدراء وسائل إعلام معينة، لا يهمهم ما يقدمه الصحفي من عمل، بل هم يطمعون في أن يعمل هذا الصحفي في مجال الإعلانات».

الزميلة رفاه الدروبي

الزميلة "رفاه الدروبي" مراسلة صحيفة "الوطن" في "حمص" كان رأيها إيجابيا من حيث الوسط الإعلامي في "حمص" حيث قالت: «لم أكن أحلم بمثل هذا التعاون بين الزملاء وهذه اللهفة، كنت أعتقد أن كل صحفي "متكمش" بمادته وصوره، لكن أرى مساعدة كبيرة وشباباً مستعدين لتقديم أي شيء للصحفيين الكبار وهذا أمر جميل ويدل على احترام وأخلاقية المهنة». وأضافت "رفاه": «ولكن لا مناص من بعض المنغصات التي تواجه الصحفي، تتمثل بوجود بعض الأشخاص الذين يعملون في حقل الإعلام دون أن يدرسوا الإعلام أكاديميا، أوعلى الأقل عدم وجود موهبة حقيقية لديهم، أو خبرات سابقة مثلا، هؤلاء يشكلون عائقا أمام الصحفيين الآخرين، لأنهم أولا يأخذون فرصة غيرهم، ولأنهم ثانيا يقبلون بأجور متدنية، إضافة إلى أسلوبهم الضعيف الركيك الذي ينحط بالقارئ أو المتلقي، في حين ينتظر منه أن يرتفعوا بمستوى ثقافة المتلقي وطبعاً نحن لا ننكر وجود أقلام استمتعنا بالقراءة لها».

من جانبه أسهب محرر الشؤون المحلية في جريدة "العروبة" الزميل "عبد المعين زيتون" في الحديث عن الصعوبات التي تواجه الإعلاميين في "حمص" حيث قال: «على الرغم من أهمية دور الإعلام ليس في صناعة الأحداث والتأثير عليها فحسب بل حتى في صناعة حياة أفضل على كافة المستويات في الحياة اليومية عموما لا سيما العملية التربوية والتعليمية في الجامعات والمدارس والأسرة أيضا باعتبارها الحجر الأساس في هذا المستوى ويمكن القول أن الإعلام في العالم اليوم لا سيما في المجتمعات التي حققت ذاتها هو المسؤول عن صناعة وصياغة السياسات العامة للمجتمعات والمؤسسات والشركات أيضا والمشكلة الموجودة في العالم الثالث هي النظرة إلى الإعلام على اعتباره المسؤول عن التحريض وصناعة الأفكار أشبه بطفل لا يملك أن يسير على قدميه بمفرده فلا مجتمعنا مؤمن بدور الإعلام ولا الإعلام مقنع بدوره».

الزميل عبد المعين زيتون

وبخصوص الصعوبات التي تواجهه في تقبل عمله في الشارع الحمصي قال: «لو نزلت على الشارع بأي وقت تريد إجراء إحصاء ما أو استطلاع رأي فإنك ستجد صعوبة شديدة في ذلك لأن الناس غير متهيئة لهذا العمل وغير معتادة فلا يوجد مركز دراسات عندنا كما أنني ألاقي صعوبة شديدة في أخذ آراء الناس بعد أمسية موسيقية أو معرض فن تشكيلي حتى لو كانوا من الأصدقاء».

وختم الزميل "عبد المعين" حديثه قائلا: «أننا كصحفيين ومراسلين شباب لا يجب أن نيأس من الواقع الصحافي بل يجب أن نجرب دائما ونمضي قدما كل في مشروعه».

من جانبه رأى المصور الصحفي الزميل "عمر داغستاني" مصور جريدة "الاتحاد الرياضي" أن صعوبات تصوير المباريات لا تقل عن سواها حيث قال: «تتمثل الصعوبات التي نتعرض لها بمضايقتنا من المعنيين والمسؤولين عن الملاعب أثناء دخولنا لتأدية مهمتنا حيث هناك جهل في التعامل وعدم احترام لمهمة المصور مع أنه لا يقل شأنا عن المراسل وداخل الملعب نتعرض لمضايقات من مراقب المباراة أحيانا الذي يحدد لنا مكانا واحدا فقط للتصوير علما أنه بكل مباريات العالم يحق للمصور وحده التجوال على طول مضمار الملعب بشكل لا يعيق الجاهز الفني وكادر مراقبي المباراة وأنا أطالب الوسائل الإعلامية بحماية مصوريها فقد تنشب مشكلة في الملعب ويهم المصور بتصويرها فيتعرض لمضايقات تصل إلى حد ضربه من قبل أشخاص لا يريدون تصوير المشكلة. أما بالنسبة للتصوير في الأماكن العامة فنتعرض لبعض التدخل في عملنا من قبل الناس ونلقى استغرابهم أثناء تصوير فكرة ما لأننا نعاني من ضعف ثقافة الصورة».

التصقت كلمة متاعب بكلمة صحافة كأنها كنيتها حتى لم يعد ممكنا أن يكون صحفيا يتصف بالراحة والطمأنينة بدورنا نتمنى أن نكون قد أوصلنا بعض من أصوات الزملاء الذي هم جزء من المجتمع إلى المجتمع نفسه الرسمي والشعبي.