غالباً ما تأخذ الأفكار الحديثة وقتاً للتطبيق والسبب في ذلك التجريب الذي اعتاد عليه المواطن، والخوف من كل جديد وخاصة فيما إذا كان هذا الجديد يخص حياته اليومية بكامل تفاصيلها، لكن أجهزة التسخين بالطاقة الشمسية كسرت هذه القاعدة حين أخذت بالانتشار بشكل متزايد مع إصرار من اقتناها على أهميتها من الناحيتين الاقتصادية والبيئية، ورجاء من لم يقتنيها بتحسن شروط اقتنائها لتكون في متناول يده كطاقة بديلة عن الطاقات الآيلة للنضوب.

وتعتبر الطاقة الشمسية من الطاقات الجديدة والمتجددة غير الآيلة للنضوب والمتوفرة بشكل طبيعي وغير منقطعة نسبياً في حين يلزم ملايين السنين لتشكل الوقود الاحفوري من جديد بعد نضوبه الحتمي، ومن أهم تطبيقاتها أجهزة تسخين المياه بالطاقة الشمسية، حيث يعتمد السخان الشمسي في عمله على تسخين المياه بالطاقة الشمسية وذلك أثناء جريانها من خزان ماء بارد إلى جهاز تسخين المياه والمكون من صفيحة معدنية سوداء ماصة للحرارة موضوعة ضمن صندوق مغطى بلوح زجاجي فيخرج منه الماء الساخن إلى خزان الماء الساخن المعزول والذي يغذي المستهلك على مدار اليوم بالماء الساخن.

eHoms ونظراً لأهمية موضوع استخدام الطاقة الشمسية كطاقة بديلة حاورت موظفين في مكتب واحد كنموذج للمواطنين حيث أحدهما يستخدم أجهزة تسخين المياه بالطاقة الشمسية فيما لا يزال الآخر غير ممتلك لهذه الأجهزة.

محمود الكردي

(عبد الخالق السيد) موظف في غرفة تجارة حمص قال لنا:"لا أستطيع شراء أجهزة تسخين الماء بالطاقة الشمسية لأسباب مالية رغم قناعتي بأهميتها وجدواها الاقتصادية والبيئية" فيما قال زميله في المكتب (محمود الكردي):"قمت بتركيب جهاز تسخين الماء في منزلي منذ العام الماضي، وقد ساعدني ظرف معين على تأمينه وقد التمست الفرق في مصروف الوقود لي في المنزل إذ يمكن الاعتماد على الطاقة الشمسية في الاستخدام اليومي للماء الساخن منزلياً بشكل كامل منذ بداية شهر نيسان وحتى نهاية شهر تشرين الثاني وفي بقية الأشهر يمكن الاعتماد عليها بنسبة تصل حتى الستين بالمائة".

السيد والكردي اتفقا على أهمية "توزيع بيانات توعية للمواطنين لأهمية الطاقة البديلة من قبل الوسائل الإعلامية المختلفة والجهات الحكومية ذات الصلة المعنية بموضوع الطاقة" وقال عبد الخالق:"أتمنى تكليف لجان الأبنية المكلفة من قبل مجلس المدينة بحث موضوع إمكانية تموضع أجهزة تسخين الماء بالطاقة الشمسية على أسطح الأبنية بالتساوي مع خزانات الماء والمازوت والصحون اللاقطة لأجهزة الديجتال التي تنتشر على أغلب مساحات الأسطح".

عبد الخالق السيد

فيما تمنى الكردي من البنوك الخاصة التدخل للمساعدة في انتشار هذه الأجهزة من خلال "تأمين قروض مالية للموظفين في القطاعين العام والمشترك لصالح شراء أجهزة تسخين الماء بالطاقة الشمسية ودون فوائد وبظروف اقتراضية مسهلة وميسرة لكافة المواطنين".

السيد وفي حديثه عرض للمشاكل التي يمكن أن تواجه المواطن أثناء شراء أجهزة الطاقة الشمسية محذراً من وجود "أجهزة رديئة" أدت لنفور المواطن منها،على حد تعبيره، فيما تمنى زميله محمود أن تقوم الحكومة بتشجيع "استيراد الأجهزة الجيدة معفاة من الضرائب ليكون بإمكان المواطن العادي قدرة على اقتنائها" كما تنمى أن تقوم "الحكومة بإنشاء شركة حكومية لتركيب أجهزة الطاقة الشمسية في كل منزل على غرار شركة الكهرباء التي تقدم عدادات الكهرباء للمواطنين" في حين أعرب السيد عن أمله في أن "تقوم الحكومة بتشجيع إقامة صناعات محلية لتقانات الطاقة المتجددة من قبل القطاعين المشترك والخاص مع إعطاء التسهيلات اللازمة لذلك كإعفاء المصنعين المحليين من التكليف الضريبي، وإعفاء استيراد مستلزمات الإنتاج وبعض العناصر المصنعة ونصف المصنعة من كافة الرسوم الجمركية وإحداث برامج تعاون مشتركة وإبرام عقود بين مختلف وزارات الدولة والمركز الوطني لبحوث الطاقة والقطاع الخاص لتنفيذ مشروعات مشتركة لتوطين تقانات الطاقة المتجددة في القطر".

ولعل هذه الأمنيات بأكملها تبين مدى أهمية استخدام الطاقة البديلة لدى المواطنين كحل اقتصادي وصديق للبيئة بديل عن أشكال الطاقة المعروفة وبخاصة مع ارتفاع أسعار مشتقات النفط والكهرباء مع اعتماد سياسة ارتباط السعر بالمصروف.