بالرغم من العقبات التي تعاني منها المدرسة الابتدائية في قرية "المباركية"- عشرين كيلو متر جنوب غرب مدينة "حمص"- بالمقارنة مع المدارس الأخرى في المنطقة، فقد كان مديرها "متفائلاً جداً" حسب تعبيره، والذي ذكر أن العملية التعليمية فيها مقبولة إلى حد ما: «لكن المشكلة تكمن في واقع البناء الحالي للمدرسة».

الذي وصفه الأستاذ "محمد إدريس " مدير مدرسة "المباركية" الابتدائية لموقع ehoms عند زيارتنا له بقوله: «نعاني من مشاكل يعتبرها البعض عادية، إلا أننا نرى فيها عائقاً أمام الوصول إلى مستوى جيد من التعليم، وهي مشكلة قدم البناء وتصدّعه، فمنذ سنوات ونحن نرفد المختصين في مديرية التربية بشكاوي ومطالب لتشييد بناء جديد للمدرسة أو ترميم البناء الحالي، الذي لم يعد ملائما في حالته الراهنة للعملية التعليمية، وما حصل حتى الآن، هو زيارة من مختصين في لجنة الأبنية المدرسية للكشف عن الموقع، والتي أصدرت تقريراً ينص على قدم البناء وضرورة ترميمه، مع مراعاة الأولويات المطروحة أمام اللجنة، على الرغم من أن البناء قابل للهدم، وقد صدر قرار بذلك».

من الناحية الصحية فالبناء غير ملائم للاستخدامات الصفية لضيق المساحة، وقرب المقاعد من السبورة، مما قد يؤذي حاسة البصر عند التلاميذ، إضافة ً إلى تأثير العوامل الجوية في الصف من رطوبة وحرارة وغيرها، بسبب التصدعات في بعض جدران البناء

أما من الناحية الصحية والفنية للمدرسة، وحالة البناء المتضرر أضاف السيد "محمد": «المدرسة مؤلفة من كتلتين، الأولى بحالة جيدة، تتألف من أربع غرف صفية، استخدمت إحداها للأغراض الإدارية، أما الكتلة الجنوبية المتصدعة فكانت تتألف من ثلاث غرف صفية، لكننا قسمناها فيما بعد إلى ستة غرف، بسبب ازداياد عدد التلاميذ الذين وصل عدهم إلى /250/ تلميذاً، مما أدى إلى ضيق مساحة الصف والتي لا تتجاوز الخمسة عشر متراً مربعاً، هذا عدا عن التصدعات العميقة التي أصابت جدران البناء».

مدير المدرسة "محمد ادريس "

وأضاف الأستاذ "محمد": «من الناحية الصحية فالبناء غير ملائم للاستخدامات الصفية لضيق المساحة، وقرب المقاعد من السبورة، مما قد يؤذي حاسة البصر عند التلاميذ، إضافة ً إلى تأثير العوامل الجوية في الصف من رطوبة وحرارة وغيرها، بسبب التصدعات في بعض جدران البناء».

الكادر الإداري و التدريسي للمدرسة اقترح فكرة استخدام بعض الصفوف الشاغرة في مدرسة "المباركية" الحلقة الثانية، لكن جاء الرد بالرفض، ولم يبقى أمامهم سوى إتباع طرق التعليم الشفهية- على حسب تعبير أحد المعلمين- لمتابعة العملية التعليمية، وذلك حسب تغيرات المناخ وكمية الأمطار التي تدخل إلى غرف الصف وتمنعهم من استخدام السبورة.

البناء المتضرر

شكوى مدير مدرسة "المباركية" الابتدائية حملناها بدورنا إلى السيد "سهيل محمود" مدير التربية في محافظة " حمص "، والذي علق على المشكلة بقوله: «تم إخطارنا بتفاصيل المشكلة الكامنة بوجود تشقق في بعض جدران المدرسة، وعلى الفور كلفنا لجنة من دائرة الأبنية المدرسية بزيارة المدرسة والتأكد من السلامة الإنشائية للمدرسة، وقد ورد في التقرير أنه ليس هناك خطورة إنشائية، والسبب الأساسي للمشكلة يعود لطبيعة التربة في القرية».

وعن الحلول القابلة للتنفيذ على المدى القريب والبعيد قال الأستاذ "محمود": «سنعمل خلال عام /2010/ على إعادة تأهيل وترميم البناء المتضرر، وبالتعاون مع إدارة التعليم الريفي سيتم حل مشكلة العدد الكبير للطلاب، وذلك في أقرب فرصة، أما على المدى البعيد فسيتم وبالتوجيه من السيد محافظ "حمص" وبالتعاون مع مجلس المحافظة، إنشاء مجمعات تعليمية لكل المنطقة، وسنعيد دراسة الخريطة المعمارية والإنشائية لكل ما يسمى خريطة مدرسية في المحافظة، والمنطقة الجنوبية سيكون لها نصيب من هذه الخريطة».

السيد "سهيل محمود "مدير التربية

يشار إلى أن مدرسة "المباركية" شيدت في عام /1965/، تبلغ مساحتها حوالي الخمس دونمات، فيها حوالي ثلاث دونمات ونصف أرض خالية من البناء، ما بين باحة صغيرة وحقل ريفي، والمدرسة بحاجة إلى صيانة دورات المياه إضافة ً إلى البناء العام.