ديرٌ في قرية "حبنمرة" تحوّل مع الزمن إلى مزار القديسة "مارينا"، تاريخه ورموزه متعددة، يقصده الناس لزيارته والتبرك به، سميت الحارة التي يقع فيها حارة "مارينا" نسبة للمزار.

مدونة وطن "eSyria" زارت الأب "إيلي اللاطي" كاهن قرية "حبنمرة" بتاريخ 4 آب 2017، فحدثنا عن مزار "مارينا" قائلاً: «يقع مزار "مارينا" في قرية "حبنمرة" بالريف الغربي لمحافظة "حمص"، يتوسط القرية ويعدّ من أهم معالمها، فلا يوجد شخص في المكان إلا ويعرف هذا المزار المقدس. كان هذا الموقع عبارة عن دير القديسة "مارينا" للرهبان، وكانت مساحته واسعة، أما الآن، فقد تحول إلى مكان مقدس باسم القديسة ذاتها، وذلك بسبب بيع الأراضي منذ زمن بعيد بهدف بناء كنائس جديدة، وهناك بعض الدلائل التي تشير إلى وجود رهبان كانوا يعيشون في هذا المكان حياة نسكية بالصلاة والصوم، في أيامنا هذه سميت الحارات والشوراع المحيطة بالمزار حارة "مارينا" نسبة إلى هذا المزار القديم».

يقع مزار "مارينا" في قرية "حبنمرة" بالريف الغربي لمحافظة "حمص"، يتوسط القرية ويعدّ من أهم معالمها، فلا يوجد شخص في المكان إلا ويعرف هذا المزار المقدس. كان هذا الموقع عبارة عن دير القديسة "مارينا" للرهبان، وكانت مساحته واسعة، أما الآن، فقد تحول إلى مكان مقدس باسم القديسة ذاتها، وذلك بسبب بيع الأراضي منذ زمن بعيد بهدف بناء كنائس جديدة، وهناك بعض الدلائل التي تشير إلى وجود رهبان كانوا يعيشون في هذا المكان حياة نسكية بالصلاة والصوم، في أيامنا هذه سميت الحارات والشوراع المحيطة بالمزار حارة "مارينا" نسبة إلى هذا المزار القديم

وعن بناء المزار يتحدث "اللاطي": «المزار اليوم عبارة عن غرفتين وسرداب طويل مغلق، الغرفة الأولى تشبه القاعة الواسعة، وتوجد فيها بعض الأيقونات المقدسة وصليب من الخشب موضوع عليه أيقونة المصلوب، جدران الغرفة الأولى نصفها السفلي من الحجر، والنصف العلوي من الزجاج، تحتوي هذه القاعة باباً قديماً وعريضاً من الحجر يعدّ من البقايا التاريخية للمزار، ويتميز بأنه قصير؛ فأي شخص يريد أن يعبر من خلاله يجبره على الانحناء بخشوع للمكان المقدس؛ فهو باب الغرفة الداخلية؛ وهي الغرفة الثانية للمزار، الغرفة أو الحجرة الداخلية الثانية مبنية من الحجر القديم تحتوي عدداً من الأيقونات المقدسة وصليباً كبيراً، كما توجد ستائر من الأقمشة قدمها أحد سكان القرية لتغطي السرداب الذي يبدأ من هذا المكان ولا نعرف أين ينتهي؛ فهناك من يقول إنه ينتهي في "قلعة الحصن"، وآخرون يقولون إن نهايته في حارة أخرى من القرية، لكن حتى اليوم لا نعرف تماماً أين نهايته».

المزار من الداخل

أما عن أهمية المكان روحياً عند أهالي القرية والقرى المحيطة بها، فيقول: «الناس في القرية يعدّون مزار "مارينا" من الأماكن المقدسة من خلال إيمانهم به ومن خلال قصص الآباء والأجداد التي كانوا يروونها لأولادهم، في كل سبت يفتح المزار أبوابه إلى كل شخص يرغب بزيارته والتبرك به، فنرى من يشعل شمعة أو من يقوم بإشعال البخور، كما ترى أشخاصاً يأتون لتقديم "النذر" على نية التوفيق بشفاعة القديسة "مارينا"، وفي كل سنة بتاريخ 17 تموز نقيم القداس الإلهي في هذا المزار المقدس بمناسبة عيد تذكار القديسة "مارينا"، ونضع المذبح في الغرفة الداخلية ونوزع كراسي في الغرفة الخارجية، وتأتي أعداد كبيرة من الناس من أهل قرية "حبنمرة" والقرى المحيطة بها لتشارك في القداس، إضافة إلى كل هذا، فإن الرحلات والمخيمات التي تقام في مركز مخيمات "حبنمرة" تدرج في برنامجها زيارة هذا المزار المقدس للتعرّف إليه».

"طوني سلوم" من الأشخاص الذين يزورون كثيراً مزار "مارينا"، يقول عنه: «عندما تدخل إلى هذا المكان تشعر بأنك ابتعدت كثيراً عن الضغوط اليومية، هدوء المكان إضافة إلى رمزيته التاريخية لأنه كان ديراً رهبانياً يجعلان الزائر يفكر بعمق بالإيمان بالله وقديسيه هذا جانب، أما الجانب الآخر الذي لا يقل أهمية عن الأول، فهو الحجم الهائل للكنوز التي تحتويها بلادنا؛ ففي كل مكان يوجد مزار، وفي كل قرية توجد آثار متبقية لأديرة أو معابد باختلافها، فهذا المزار مثلاً توجد تحته أسرار وسراديب تحكي وتتكلم عن آلاف السنين التي مرت على مناطقنا هنا، وعن كل حقبة زمنية وتاريخية؛ وهذا يؤكد أن بلادنا بلاد الحضارات، "مزار مارينا" هو موقع روحي وتاريخي، ومقصد لكل من يؤمن به».

جزء من باب قديم جداً
بقايا شمع فوق السرداب