قرية تقع في "وادي النضارى" في محافظة "حمص"، وعلى الرغم من صغرها، إلا أنها تعدّ نقطة وصل لثلاث قرى أخرى، أحراجها وطبيعتها الخضراء جعلتها مميزة عند كل من يعرفها.

زارت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 26 آذار 2017، قرية "عين الراهب"، والتقت "رواد عبدوش" مختار القرية، فقال عنها: «هي قرية صغيرة تقع في الريف الغربي لمحافظة "حمص"، تبعد عن مدينة "حمص" مسافة 60 كيلومتراً، ومساحتها تبلغ نحو 15 كيلومتراً مربعاً، وتعدّ من القرى المميزة بكثافة أحراجها واتساع أراضيها الخضراء وبساتينها الزراعية، وترتفع عن سطح البحر نحو 450 متراً، كما تعدّ نقطة وصل أو نقطة لقاء بين ثلاث قرى؛ فتجاورها قرية "مشتى عازار" من الغرب، و"مرمريتا" من الشمال، و"زويتينة" من الجنوب.

يوجد فيها نحو ألف هكتار من الأراضي الزراعية، وهي تعدّ من القرى المنتجة والأساسية في زراعة الزيتون في المنطقة، إذ يوجد فيها نحو ثمانين ألف شجرة زيتون جميعها مثمرة، وعند القطاف، يذهب بعض محصول الزيتون إلى الأسواق، وبعضه الآخر إلى معاصر الزيتون، وفيها أيضاً بعض البساتين التي تحتوي أشجار الحمضيات والقليل من الخضار الموسمية، كما يوجد عدد من مزارع التفاح

أطلق عليها اسم "عين الراهب"؛ لأن رهبان دير "مارجرجس" القريب من القرية، كانوا يأتون إلى عين المياه الموجودة فيها ليملؤوا جرارهم بالماء العذب، ثم يعودون إلى ديرهم، هكذا تقول الروايات الموروثة عن أجدادنا».

أرض من عين الراهب

وعن سكان القرية، يقول "عبدوش": «عدد السكان المقيمين فيها نحو 750 نسمة، لكن يصل العدد إلى 1000 إذا أضفنا عدد أبنائها المقيمين في بعض المحافظات، مثل محافظة "حمص". وتتألف القرية من عدد صغير من العائلات، مثل: "برهوم"، و"حالوت"، و"عبدوش"، و"منصور"، وغيرها.

الجميع هنا يعرفون بعضهم بعضاً، فهم يسهرون الليل معاً، ويذهبون إلى حقولهم وبساتينهم صباحاً معاً، حيث إن معظم سكانها يعملون في مجال الزراعة، باستثناء بعض الأشخاص العاملين في البناء والتعهدات العقارية، ويوجد نسبة جيدة من المثقفين والجامعيين، وهناك بعض الأطباء باختصاصات مختلفة، وأصحاب شهادات علمية عليا».

بعض أشجار الزيتون

وعن الزراعة والأراضي الزراعية فيها، يضيف "عبدوش": «يوجد فيها نحو ألف هكتار من الأراضي الزراعية، وهي تعدّ من القرى المنتجة والأساسية في زراعة الزيتون في المنطقة، إذ يوجد فيها نحو ثمانين ألف شجرة زيتون جميعها مثمرة، وعند القطاف، يذهب بعض محصول الزيتون إلى الأسواق، وبعضه الآخر إلى معاصر الزيتون، وفيها أيضاً بعض البساتين التي تحتوي أشجار الحمضيات والقليل من الخضار الموسمية، كما يوجد عدد من مزارع التفاح».

وعن بعض الفعاليات والأنشطة، يقول المختار "عبدوش": «تكثر في الصيف النشاطات والفعاليات الاجتماعية، ففيها أخويات، مثل مدارس الأحد التي تنظم الكثير من الاحتفالات في الأعياد الموسمية وخاصة في عيد "مارالياس"، إضافة إلى نشاطات واسعة للكشاف، مثل المخيمات والفرق الموسيقية والرحلات التي يشارك فيها كل أطفال وشباب القرية، فيها كنيستان، عمر إحداهما 90 عاماً، والأخرى نحو 60 عاماً، وتقوم أخوياتهما ورعيتهما بتنظيم حفلات سنوية، مثل: رأس السنة الميلادية، وعيد الفصح المجيد».

صورة القرية على غوغل إيرث

"زياد عبدوش" من أبناء القرية، يقول عنها: «أظنّ أن أكثر اسم ذكرته في حياتي هو اسم قريتي، فهي بالنسبة لي أبي وأمي وعائلتي، فيها ولدت وكبرت وأعيش، لا أفارقها أبداً، ولا أبتعد عنها، وأينما ذهبت أعود إليها لأمشي بحاراتها وشوارعها وأستمتع بإطلالاتها الرائعة التي تبعد الناس بهدوئها وسكينتها عن الصخب والضجيج، وعين الماء الموجودة فيها من أعذب وأطيب المياه بسبب جوفيتها، وهناك من أخذ عينات من هذه المياه، وحللوها في مخابر خاصة ليتبين أنها صافية وصالحة للشرب بنسبة مئة بالمئة».