ترجع بقدمها إلى ألاف السنين، ولا يعرف بالضبط تاريخ إنشائها فالآثار التي تضمها هذه الكنيسة جعلت لها أهمية كبيرة دينياً وتاريخياً، ولعل أهم تلك الأثار هو الإنجيل المكتوب بخط اليد الذي وجد في نفقها المخبأ تحت الأرض.

مدونة وطن "eSyria" زارت وبتاريخ 16/10/2013 كنيسة "السيدة" في قرية " السيسنية" التابعة إلى منطقة "صافيتا" في محافظة "طرطوس" والتقت كاهن الكنيسة "إلياس عدرا" الذي تحدث بداية عن تسمية الكنيسة وتاريخها:

تحتوي الكنيسة على قبر الشماس "سالم بن داوود" الذي وجد في نفق تحت الكنيسة، وفي يده نسخة قديمة للإنجيل المقدس مكتوبة بخط يده على ورق "البردي" وتحتوي على نقوش مرسومة بماء الذهب ويرجح تاريخه لعام /1007/ للميلاد أي عمره حوالي ألف عام، إضافةً إلى احتوائها على مجموعة من الآثار الدينية منها جرن "المعمودية" المصنوع من الحجر، وأيقونات للسيد المسيح والسيدة العذراء كانت موجودة في برج "صافيتا" قديماً ونقلت إليها، إضافة إلى أيقونة أثرية لـ"العشاء السري، وأيقونة "يوحنا المعمدان" مع وجود عتبة بازلتية عند مدخل الكنيسة تحمل كتابات باللغة اليونانية

«يرجع اسم الكنيسة إلى "رقاد السيدة العذراء" ويرجح أنها بنيت منذ زمن بعيد من حجارة محلية كانت موجودة في المنطقة وتسمى حجارة "الدبش"، خلطت بالتراب الأبيض الذي استخدم أيضاً لبناء سقفها الخشبي، وتداعت هذه الكنيسة تدريجياً نتيجة للزمن والعوامل المناخية التي مرّت على المنطقة ولاسيما في عشرينيات القرن الماضيٍ حيث تمّ ترميمها للمرة الأولى عام /1926/، وأتى هذا الترميم من خلال جهود الأهالي الذين جمعوا التبرعات المادية وساهموا في هذه الأعمال بأنفسهم، واستخدموا في ذلك الحجارة البازلتية القاسية والحجارة الكلسية البيضاء الموجودتين في المنطقة بكثرة، وذلك لصلابتها وزيادةً في تلافي العوامل الجوية المترافقة بغزارة الأمطار في القرية، ومن ثمّ أعيد ترميمها مرّة أخرى سنة /1947/ نتيجة تعرضها إلى حريق كبير».

الكاهن إلياس عدرا.

تأخذ الكنيسة الشكل الاعتيادي للطراز الذي تبنى عليه الكنائس، فهي تحتوي على قناطر ذات أحجار متداخلة وفتحات للتهوية أكبرها باتجاه الشرق وتضمن دخول الشمس أطول فترة ممكنة إلى داخل الكنيسة، وعن محتوياتها الأثرية المقدسة أضاف:

« تحتوي الكنيسة على قبر الشماس "سالم بن داوود" الذي وجد في نفق تحت الكنيسة، وفي يده نسخة قديمة للإنجيل المقدس مكتوبة بخط يده على ورق "البردي" وتحتوي على نقوش مرسومة بماء الذهب ويرجح تاريخه لعام /1007/ للميلاد أي عمره حوالي ألف عام، إضافةً إلى احتوائها على مجموعة من الآثار الدينية منها جرن "المعمودية" المصنوع من الحجر، وأيقونات للسيد المسيح والسيدة العذراء كانت موجودة في برج "صافيتا" قديماً ونقلت إليها، إضافة إلى أيقونة أثرية لـ"العشاء السري، وأيقونة "يوحنا المعمدان" مع وجود عتبة بازلتية عند مدخل الكنيسة تحمل كتابات باللغة اليونانية».

الأيقونات القديمة داخل الكنيسة

تبعد الكنيسة /5/ كم عن "صافيتا" و/35/ كم عن مدينة "طرطوس"، وتتمتع بموقع جميل فهي محاطة بأشجار ضخمة وقديمة يعود عمرها إلى أكثر من ألف عام، لذلك تعتبر مكاناً سياحياً واجتماعياً مميزاً وعن ذلك تحدث الشاب "سامر إبراهيم" أحد أبناء قرية "السيسنية" الذين يقصدون كنيسة "السيدة" منذ صغرهم وقال:

«هي الكنيسة الوحيدة الموجودة في قريتنا وهذا ساهم في اجتماع كل النشاطات الدينية والاجتماعية فيها فالناس والأهالي يقصدونها للصلاة والاحتفال بالأعياد ولاسيما في عيد انتقال "السيدة العذراء" حيث إن المساحة الواسعة حول الكنيسة وأشجار "البلوط" الضخمة المحيطة بفنائها تشكل مكاناً مميزاً ومناسباً للنزهات والحفلات التي يشترك فيها جميع الأهالي إضافة إلى استضافتها للزائرين الذين يحطون رحالهم في الكنيسة ومحيطها لاسيما أن الكثيرين يعتبرونه مخيماً مقدساً لاحتوائها على آثار وأيقونات قديمة ووجود القبر الخاص بالكاهن القديم الذي له حظوة عند الرب باعتقادهم فالبعض يقومون بزيارته ويقدمون النذور في الكنيسة لطلب الشفاعة».

صورة غوغل إيرث