ترتفع بحجارتها السوداء على أعلى قمة جبلية ضمن القسم القديم من قرية "الحواش"، وتتوسط ثلاثة أحياء رئيسية في القرية لتكون المقصد الديني الأول للأهالي قبل بناء الكنائس الجديدة.

إنها كنيسة "يوحنا فم الذهب" التي تعتبر الكنيسة الوحيدة التي تحمل هذا الاسم في الشرق الأوسط.

تحتوي الكنيسة على مركز للتعليم المسيحي وتم استحداث جمعية أصدقاء الكنيسة التي تهتم بالفقراء وأخوية للسيدات التي تعمل على البحث عن الطلاب المحتاجين وتقديم المساعدات المادية لهم لإكمال تعليمهم في كافة المراحل الدراسية ومساعدتهم على تأمين العمل المناسب

مدونة وطن eSyria زارت الكنيسة والتقت بتاريخ 26/2/2013 الشاب "فادي إبراهيم" الذي الحق نفسه بخدمة الكنيسة لكونها ذات أهمية تاريخية ودينية لأهل القرية، وعن تجربته يشير: «اخدم في كنيسة "القديس يوحنا" منذ أن كان عمري عشر سنوات واعمل مع بعض الرفاق والإخوة على إعادة تأهيلها وبث الحياة داخلها باستمرار وعلى تنظيم الصلوات ومساعدة الكاهن في التحضير لها، خاصة أنها كنيسة أثرية نوعاً ما وزوارها أصبحوا محدودين إلا أن أهميتها لدى من يقصدها أتت من عدد من العجائب كان آخرها شفاء أحد مرضى سرطان الحنجرة بعد تناوله القربان المقدس أثناء إقامة الصلاة الأسبوعية يوم الأحد».

داخل الكنيسة

تطور بناء الكنيسة المادي والاجتماعي مع بداية التسعينيات حيث ضم لها فعاليات عدة زادت من إقبال الناس عليها وهنا يضيف: «تحتوي الكنيسة على مركز للتعليم المسيحي وتم استحداث جمعية أصدقاء الكنيسة التي تهتم بالفقراء وأخوية للسيدات التي تعمل على البحث عن الطلاب المحتاجين وتقديم المساعدات المادية لهم لإكمال تعليمهم في كافة المراحل الدراسية ومساعدتهم على تأمين العمل المناسب».

كاهن الكنيسة الأب "موسى الخوري" تحدث عن سبب بناء الكنيسة وتاريخها، بالقول: «يرجع البعض وجود الكنيسة إلى فترة زمنية تصل إلى ثلاثمئة عام تقريباً، إلا أن التاريخ الموجود على أحد جدران الكنيسة الخارجية يعود لعام 1855، حيث كان السبب الأساسي وراء إقامتها هو حاجة أهالي قرية الحواش إلى مكان يقيمون فيه صلواتهم، ولاسيما أنهم كانوا يقصدون كنيسة "عناز" ويدفنون موتاهم بالقرب منها، وأثناء بناء الكنيسة من الحجر الأسود البازلتي المنتشر بكثرة في المنطقة تم جلب الجرس النحاسي الخاص بها من "لبنان" عن طريق القطار إلى قرية "حديده" الملاصقة للحدود السورية- اللبنانية، ليحمل بعدها على أكتاف الرجال حتى القرية على الرغم من ثقل وزنه الذي يصل إلى أربعمئة كيلوغرام، وقد تعرضوا في رحلتهم كما يروي الأجداد لقطاع الطرق واللصوص إلا أنهم تغلبوا عليهم جميعاً».

قرية الحواش من غوغل إرث

تتمركز الكنيسة في منتصف قرية "الحواش" في موقع استراتيجي لمعظم قاصديها من جميع قرى الوادي، وتبعد عن محافظة "حمص" 43 كم وعن مركز المنطقة "تلكلخ" 15 كم، وتحتوي على مقتنيات أثرية، وهنا يضيف: «تمتلك الكنيسة مجموعة مميزة وكبيرة من الأيقونات الأثرية التي تعود إلى ما قبل 1855 وأقدمها خمس أيقونات للسيدة العذراء والسيد المسيح، وقد تم رسمها بطريقة فن الرسم الأورشليمي من قبل رسام أحضر خصيصاً من "القدس" وهو ذاته من رسم أيقونات دير مار جرجس الحميراء وكنيسة "عناز" الأثرية، إضافة لأدوات كنسية أثرية خاصة بمراسم الصلوات مثل المبخرة والكأس والصليب المقدس».

تتسم الكنيسة بجسم أنبوبي متعددة القناطر تم إضافة جزء جديد إليها لتوسيعها وذلك في عام 2007 لاستيعاب أعداد أكبر من المصلين، مع ترميم كامل لجسم الكنيسة ومداخلها ومخارجها، وهي مؤلفة من ثلاثة أقسام: «القسم الأهم وهو الهيكل ويحتوي على إقونسطاس من خشب السنديان ومحفور بدقة فائقة، ويحوي هذا الحاجز على ثلاثة أبواب ويتدلى منه بعض القناديل القديمة التي تعمل على زيت الزيتون، كما كان يوضع أمام الهيكل بعض الشمعدانات التي تثبت عليها الشموع، والقسم الثاني مخصص للرجال ويحتوي على كرسي المطران العالية والمميزة بنقوشها وتفصيلها، أما القسم الثالث فهو للنساء اللواتي كن يفصلن عن الرجال بواسطة "الشعرية" وهي حاجز خشبي له فتحات صغيرة، وتتالى على خدمة الكنيسة كهنة كثر، دفن أحدهم داخل حرم الكنيسة وهو الأب "موسى الخوري"».

الأب "موسى الخوري" كاهن الكنيسة

من الجدير بالذكر أنه يحتفل بعيد القديس "يوحنا فم الذهب" في الثالث عشر من تشرين الثاني من كل عام.