تعتبر "تدمر" من أهم المراكز السياحية الأساسية في سورية، ويعد متحفها الوطني معلماً هاماً يحتوي على نفائس ونوادر ثمينة تمتّع عيون الزوار الذين يقصدون هذا المتحف من مختلف الجنسيات والأعمار.

يضم المتحف عدداً من الأقسام والكنوز الأثرية الثمينة، التي تحدث عنها السيد "خالد الأيوبي" أحد أبناء مدينة "تدمر" بالقول: «المتحف يضم مجموعة كبيرة من المنحوتات والنقوش والكتابات والمصنوعات الزجاجيّة والخزفيّة والمعدنيّة والجصيّة والفسيفساء والرخام والمحنّطات (المومياء)، والتي تمثل جانباً واسعاً وهاماً من منجزات الفن والحضارة التدمريّة والمنحوتات المدنية والدينية والجنائزية».

بدايةً يقع المتحف عند المدخل الرئيسي للمدينة، وقد افتتح رسمياً عام /1961/، وهو عبارة عن بناء ذي حديقة واسعة يحتوي على روائع المكتشفات التي عثرت عليها بعثات التنقيب بين أطلال المدينة القديمة وما حولها

المهندس "وليد أسعد" مدير آثار ومتاحف تدمر تحدث لمدونة وطن بتاريخ 15/10/2008 عن أقسام ومحتويات المتحف الوطني بالقول: «بدايةً يقع المتحف عند المدخل الرئيسي للمدينة، وقد افتتح رسمياً عام /1961/، وهو عبارة عن بناء ذي حديقة واسعة يحتوي على روائع المكتشفات التي عثرت عليها بعثات التنقيب بين أطلال المدينة القديمة وما حولها».

السيد وليد أسعد

أما عن محتويات المتحف من تماثيل ونقود معدنية ولوحات فنية وعن محتويات كل قاعة من القاعات الست التي يتألف منها المتحف، فقد أضاف السيد مدير الآثار قائلاً: «القاعة الأولى: وهي مخصصة لعرض نماذج من الكتابات التدمرية الدينية والنذرية والتذكارية وأهمها كتابة تأسيس "معبد بل"، وكتابة تأسيس مدفن أسرة الملك "أذينة"، وكتابة تكريم الأمير "حيران بن الملك أذينة". القاعة الثانية: تضم مجسماً لـ"معبد بعل" (كبير آلهة تدمر والرافدين وسيد السموات والأرض).

القاعة الثالثة: وتضم مجموعة هامة من تماثيل ومنحوتات دينية ومدنية كانت تزين المباني التدمرية وشوارعها وأروقتها ومعابدها تخليداً لشيوخ "تدمر" ورؤساء قبائلها وقوافلها والرواد البارزين من أبنائها. والقاعة الرابعة: عرضت فيها مجموعة من المنحوتات الجنائزية المكتشفة في المدافن التدمرية. القاعة الخامسة: وعرضت فيها منحوتات جنائزية لأسرة سسن بن ملأ وأسرة بولبرك ومنحوتة تمثل ربة النصر المجنحة تحمل الإكليل وقرن الخصب. القاعة السادسة: وعرضت فيها مجموعة من المنحوتات الجنائزية والتي يظهر فيها واضحاً أثر الرخاء الاقتصادي والترف والبذخ».

القطع الأثرية

إضافة إلى هذه القاعات الست يوجد أيضاً بهو واسع يحتوي على كهف فيه تماثيل للإنسان البدائي وأسلوب عيشه وعن ذلك يقول: «هو لتجسيد أسلوب وطريقة معيشة الإنسان القديم في عصور ما قبل التاريخ والذي سكن بالقرب من الينابيع وضفاف الأنهار وكهوف الجبال المطلّة على الواحة، كما تعرض في الخزائن المقابلة للكهف مجموعة هامة من اللقى الصوانية والمشغولات الحجرية والجصية أو الفخارية التي عثر عليها في كهف "الدوارة" و"جرف العجلة" و"حوضة الكوم"، ومن أهمها بقايا جمجمة لإنسان الهومواركتوس قدّر عمرها بـ (450 ألف عام) ورأس فار منحوت من الألباتر (6000ق.م) ونموذج لبيت طيني (6000عام ق.م) وكذلك كسر من مشغولات الفخار».

ويضيف: «يحتوي المتحف أيضاً على رواق تُشاهد فيه مجموعة من تماثيل الآلهة التدمرية مجتمعة ومنفردة، وهي ترمز إلى قوى الطبيعة وقد صوّرت بأشكال إنسانية وحيوانية. كما تضم أيضاً مجموعة من الأواني الزجاجية المستخدمة في حفظ العطور والماء المبارك خلال الطقوس الدينية، وهناك النقود الذهبية والفضية والبرونزية التي تعود لمختلف العهود التدمرية- الرومانية- البيزنطية- الإسلامية. أما الطابق الأول فقد عرضت في إحدى قاعاته مجموعة هامة من الزخارف الجصية المصنوعة بالقالب والمستخدمة في تزيين النوافذ والأدراج والدرابزينات والمكتشفة في "قصر الحير الغربي" من القرن الثامن الميلادي الذي بناه الخليفة "هشام بن عبد الملك"، إضافةً إلى بعض الزخارف الجصية من "قصر الحير الشرقي" ومن البيوت التدمرية في قاعة أخرى».

متحف تدمر على جوجل إيرث

وذكر مدير الآثار أن المتحف يضم نصاً فريداً من نوعه منقوشاً على ساكف من الحجر الكلسي القاسي لمدخل مدفن أسرة ملك الملوك "اذينة" الذي يلقب بمصلح الشرق كله، هذه اللوحة الحجرية التي عثر عليها قديماً تحمل نصاً مكتوباً باللغتين اليونانية والارامية التدمرية تشير إلى أن هذا المدفن بناه صاحب السمو العظيم "سبتيموس أذينة" ملك تدمر "ابن حيران بن وهبلات ابن نصور" له ولأبنائه وأبناء أبنائه ليكون مستقراً لهم إلى الأبد.

لافتاً إلى أن طول هذه اللوحة التي يعود تاريخها إلى النصف الأول من القرن الثالث الميلادي يبلغ نحو 240 سم وارتفاعها 50 سم وعمقها 80 سم وتزن اكثر من 1.5طن.

وأكد أن هذا النص الفريد من نوعه تم عرضه في قاعة الكتابات كأحد أهم النصوص المعروفة بتدمر يساعد على جذب المهتمين والسياح للاطلاع على ابرز الشخصيات التي كانت معروفة في تاريخ تدمر.

  • تم تحرير المادة بتاريخ 2008.