تذكر الروايات التاريخية أنها كانت مسرحاً للنمور المهاجرة، والتي لم يعد يبقى من ذكراها سوى حكايات الأجداد. تتميز بهوائها العليل وكثرة عيونها العذبة.

قرية "حب نمرة" هي تلك القرية الوادعة التي تبعد عن مدينة "حمص" /65/ كم في أقصى الحدود الغربية لها، متلاصقة مع قرى "طرطوس"، وترتفع عن سطح البحر /600/م على أحد تفرعات "جبل السائح" ويبلغ عدد سكانها حوالي /5000/ نسمة فيما كان عدد سكانها سنة /1936/ حوالي /930/ نسمة.

أنشئت أول مدرسة في "حب نمرة" سنة /1920/ وأحدثت الإعدادية والثانوية سنة /1964/، وتعتبر "حب نمرة" من أكثر القرى علما حيث يوجد فيها حاليا الكثير من الأطباء والمهندسين وحاملي شهادات الدكتوراه (لا توجد إحصائيات دقيقة) الذين ينتشرون في كافة المحافظات وخارج القطر ولا يكاد يخلو بيت من حاملي الشهادات الجامعية وقد نالت ثانوية "حب نمرة" الكثير من الجوائز لتفوق طلابها على مستوى القطر والمحافظة

كانت تتبع لمحافظة "اللاذقية" وقد فصلت عنها سنة /1954/ م وهي تتبع حاليا لقضاء "تلكلخ" يعتمد سكانها على زراعة التوت وتربية دود القز أما الآن فتشتهر القرية بزراعة الزيتون والحبوب وتحيط بـ"حب نمرة" غابات كثيفة متنوعة متمثلة بأشجار السنديان والبلوط والبطم والقطلب.

عين مريم

ولمعرفة المزيد عن تاريخ "حب نمرة" مدونة وطن eSyria التقت الأستاذ "زخور زخور" مختار القرية السابق بتاريخ 15/12/2008 والذي تحدث عن تاريخ القرية بالقول: «يعود تاريخ "حب نمرة" إلى أيام السلوقيين وقيل إنها سكنت منذ زمن الفينيقيين والسريان والآشوريين والرومان وقد لجأ إلى غاباتها بعض الرهبان أثناء فترة المنازعات المذهبية في بيزنطة "القسطنطينية" وبنوا على تلالها دير القديس "جاورجيوس" الذي هوجم عدة مرات خلال القرن الرابع للميلاد ما اضطر الرهبان إلى تركه وبناء دير آخر في منطقة أكثر وعورة على أنقاض كنيسة قديمة قرب قرية "المشتاية" التي تطل على قلعة الحصن.

ومن الآثار التي تدل على وجود هذا الدير في بلدة "حب نمرة" كثرة الكنائس والمقابر وأماكن العبادة التي أبوابها حجرية بازلتية ضخمة مزينة بالنقوش والصلبان وأنابيب فخارية لجر المياه والعديد من الكنائس التاريخية مازالت قائمة حتى الآن مثل أشهرها كنيسة القديس "جاورجيوس" والتي أقيمت مكان كنيسة قديمة وعمرها أكثر من مئة عام».

السيد زخور زخور

"حب نمرة" قرية ذات مياه عذبة ولهذا كانت في الماضي تقع على طريق الحرير الذي يصل الداخل بمدينة "عرقا" الأثرية في "طرابلس" (لبنان) حيث كان التجار يقصدونها في طريقهم بسبب توافر المراعي والينابيع ولايزال حتى الآن الكثير من الينابيع أشهرها "عين مريم"- "عين قبي"- "عين القرير"- "عين الصحن"- "عين البيضة"- "عين الأقرع"- "نبع سمعان"- "عين صالح"- "عين الحديد"- "عين الزعرور".

أما عن قصة تسمية "حب نمرة" المركّب فقد أضاف السيد "زخور" قائلاً: «"حب نمرة" تعني "وكر النمور" لذلك تكثر في القرية وفي المناطق المجاورة التسميات التي تدل على وجود شيء ما يخص النمور فمثلا توجد قطعة أرض تدعى "النويميرة" وقرية مجاورة لـ"حب نمرة" تدعى "قلعة النمرة" ويحكى عن مشاهدة البعض "جد الياس الحمدوش" في الماضي لبعض النمور التي يعتقد أنها كانت تهاجر من السودان والتي انقرضت بعد إنشاء قناة السويس، كما ورد في أحد كتب الدكتور "عبيد عبيد" حيث جاء فيه: «وكانت المنطقة الممتدة من "عين مريم" وحتى "مارينا" مسرحا للنمور».

أما عن الوضع التعليمي في القرية فقد أضاف "زخور" قائلاً: «أنشئت أول مدرسة في "حب نمرة" سنة /1920/ وأحدثت الإعدادية والثانوية سنة /1964/، وتعتبر "حب نمرة" من أكثر القرى علما حيث يوجد فيها حاليا الكثير من الأطباء والمهندسين وحاملي شهادات الدكتوراه (لا توجد إحصائيات دقيقة) الذين ينتشرون في كافة المحافظات وخارج القطر ولا يكاد يخلو بيت من حاملي الشهادات الجامعية وقد نالت ثانوية "حب نمرة" الكثير من الجوائز لتفوق طلابها على مستوى القطر والمحافظة».

ولمعرفة واقع الخدمات الحالية في "حب نمرة" التقينا رئيس بلديتها الأستاذ "الياس شبشول" الذي قال: «الواقع الخدمي في "حب نمرة" جيد جدا فالطرقات معبدة جميعها في القرية والصرف الصحي يخدم أكثر من 85% من البيوت كما يوجد في القرية مركز صحي ومركز بريد وهاتف ومركز ثقافي في مبنى البلدية وصالة في الكنيسة تستضيف الأنشطة الثقافية والفكرية وبخصوص السياحة تنشط بشكل كبير في فصل الصيف وهي إن كانت تتصف بالسياحة العابرة لكننا نتوقع أن تزداد الحركة وتصبح سياحة مقيمة مع تنشيط الاستثمار السياحي للمطاعم والفنادق في العامين القادمين خصوصاً أن "حب نمرة" تتوسط "قلعة الحصن" و"برج صافيتا"».

  • تم تحرير المادة بتاريخ 2008.