بين ذراعي "جبل السايح" غرباً و"تل شمرت" شرقاً تتمركز بلدة "الناصرة" التي تخترقها المسيلات والأودية مشكلة لوحة ساحرة من لوحات "وادي النضارة".

السيد "غصن وطفة" أحد أبناء بلدة "الناصرة" أشاد في حديثه لموقع "حمص" بالنهضة السياحية التي تميزت فيها بلدته في السنوات الأخيرة قائلاً: «ساعدت الخدمات والبنى التحتية المتوافرة، إلى جانب جمال الطبيعة وخصوصية المنطقة ومناخها، والوعي والانفتاح لدى سكانها على توفير أهم عناصر ومقومات الجذب السياحي وخاصة خلال فصل الصيف، حيث أقيمت الفنادق والمطاعم والمنتجعات المتكاملة مثل فندق "الناصرة السياحي" وفندق ومطعم "البرج" ومطعم "النعيم" وفندق ومطعم "يا هلا" ومجمع "الخير" السياحي وغيرها، كما أن مهرجان "القلعة والوادي" قد خص القرية بمزيد من اهتمام السياح وارتيادهم المنشآت السياحية فيها».

ساعدت الخدمات والبنى التحتية المتوافرة، إلى جانب جمال الطبيعة وخصوصية المنطقة ومناخها، والوعي والانفتاح لدى سكانها على توفير أهم عناصر ومقومات الجذب السياحي وخاصة خلال فصل الصيف، حيث أقيمت الفنادق والمطاعم والمنتجعات المتكاملة مثل فندق "الناصرة السياحي" وفندق ومطعم "البرج" ومطعم "النعيم" وفندق ومطعم "يا هلا" ومجمع "الخير" السياحي وغيرها، كما أن مهرجان "القلعة والوادي" قد خص القرية بمزيد من اهتمام السياح وارتيادهم المنشآت السياحية فيها

وتابع "وطفة" حديثه عن عراقة التعليم في "الناصرة" قائلاً: «شهدت القرية حالة من الوعي الثقافي والتوجه نحو التعليم منذ القرن التاسع عشر، حيث تروي ذاكرة بعض المعمرين عن أسلافهم الذين كانوا زمن العثمانيين قبل نهاية القرن التاسع عشر أن الوالي التركي الذي كان يتخذ من "قلعة الحصن" مقراً له أمر بفتح مدرسة في "الناصرة" بهدف تعليم اللغة التركية والقليل من اللغة العربية خدمة لمصالح السلطنة، وبعد أن خضعت سورية للانتداب الفرنسي نشطت فرنسا في فتح المدارس في المنطقة وكان من نصيب القرية إحدى هذه المدارس، وفي عام 1946 م افتتحت الحكومة الوطنية مدرسة ابتدائية، شكل افتتاحها بداية عهد جديد من الحياة التعليمية في القرية، حيث قدمت العديد من المثقفين والمتعلمين من أطباء ومهندسين وجامعيين وأصحاب مراكز نعتز وتفتخر بهم على مدى سني العمر».

السيد "غصن وطفة" من أهالي "الناصرة"

وللتعرف أكثر على بلدة "الناصرة" التابعة إدارياً لمحافظة "حمص"، eHoms التقى مختار البلدة السيد "أيوب حولي" الذي تحدث بداية عن موقع البلدة جغرافياً قائلاً: «تقع "الناصرة" على السفح الجنوبي الشرقي "لجبل السايح" المتفرع من سلسلة جبال لبنان الغربية وهو الطرف الأخير منها والمقابل لقلعة الحصن، والبلدة تتوسط المسافة بين مدينتي "حمص" شرقاً و"طرطوس" غرباً، حيث تبعد عن كل منهما بحدود خمسين كيلو مترا، وتبعد عن مدينة "تلكلخ" بحدود اثنين وعشرين كيلو مترا، وعن مدينة "طرابلس" اللبنانية حوالي خمسة وثمانين كيلو مترا من الناحية الجنوبية الغربية وعن مدينة حماة حوالي تسعين كيلو مترا فهي تتربع وسط عقد قرى وادي النضارة، ما ساعد في اعتمادها مركزا إداريا للناحية.

كما ترتفع البلدة عن سطح البحر حوالي ستمئة وثمانية وعشرين متراً».

جانب من الطريق الرئيس للناصرة وطبيعة المنطقة الساحرة

وعن أصل تسميتها "الناصرة" تحدث المختار "أيوب": «إن القرية أخذت اسمها الحالي "الناصرة" عام 1958م، وقد أطلق على القرية سابقاً تسميات مختلفة، فتاريخياً كان يطلق عليها اسم "الخريبة" نسبة لتكرار تتالي الخراب على هذا المكان، فبعد "دير العدس" الذي كان الاسم الأول لهذه المنطقة نسبة إلى دير مسيحي قريب يسمى "دير العدس" تتواجد آثاره حتى الآن، وبسبب الزلازل التي شهدتها المنطقة والتي دمرت "دير العدس" سميت "بالخريبة"، أما كلمة الناصرة فليس للاسم مدلول عربي كما يظن من صيغته بل هو تعريب لفظي للتسمية الآرامية السريانية "ناصرت" وهي مشتقة من الجذر نصر كمرادف نظر أي شاهد وراقب وحرس».

وعن أصل سكان القرية وأول العائلات التي سكنتها يقول المختار "حولي": «يتكون مجتمع البلدة من خمس وستين عائلة تعود أصولها إلى زمن هجرة قبيلة "البهراء" في القرن الرابع الميلادي من اليمن إثر خراب سد "مأرب"، ويتحدر منها عدة أعصاب أو أفخاذ منها "جزام" و"جفنة" التي تنتمي إليها العديد من العائلات في سورية ولبنان، بينما يرد بعضهم أصل هذه العائلات إلى ما يعرف باسم "غطا البحر" وهي تسمية أطلقت على مجموعة من العائلات التي سكنت المنطقة الغربية والساحل السوري اللبناني بعد عودتها من المشاركة في فتح الأندلس أثناء حملة القائد "موسى بن نصير" عام 752هجرية، وعند رسو السفن العائدة على الشاطئ ونزول العائدين قيل إنهم غطوا البحر من كثرة عددهم، والدليل على ذلك أن هناك عائلات كبيرة جداً تحمل نفس الاسم أو الكنية في منطقة وادي النضارة ولبنان».

تمثال سيدة الوادي على قمة "جبل السايح" المطل على "الناصرة"

أما عن النشاط الاقتصادي لسكان البلدة فقال مختار "الناصرة": «يبلغ عدد سكان البلدة حوالي 3300 نسمة يعمل بعضهم في الصناعات الريفية البدائية كتحضير خيوط الحرير والزبيب وتصنيع العرق، وبعضهم الآخر يعمل بالزراعة وبالصناعة، أما بالنسبة للنشاط التجاري فقد كانت "الناصرة" مركزاً هاماً تلتقي به القوافل التجارية، وحقق بعض أهالي البلدة من خلال عملهم بالتجارة نجاحاً اقتصادياً مميزاً حيث شكل تجار القرية ما يسمى غرفة التجارة منذ عام 1936م وهذا دليل على تمكنهم وحرفيتهم في هذا النشاط الذي يعتبر مورداً هاماً لعدد من أبناء البلدة».

أما بالنسبة للخدمات المتوافرة في القرية فيذكر المختار أنها: «خدمات متكاملة من ماء وكهرباء واتصالات وغيرها من الخدمات التي أقيمت بدعم من المغتربين الذين لم ينسوا مسقط رأسهم، ومنها نذكر مركز الناصرة الصحي المشاد عام 1994م، كما أن أهل القرية ساهموا بالعديد من المشاريع كتشييد المركز الثقافي الذي يقوم بالنشاطات الأدبية والفكرية والندوات العلمية والسياسية، بالإضافة إلى وجود بلدية تهتم بتقديم الخدمات المختلفة للقرية وعدد من القرى المجاورة، مع وجود فرع لمصرف "توفير البريد" الذي تم إحداثه عام 1978م إضافة إلى فرع للمصرف التجاري السوري».