تتعد الأسواق في "حمص" فمنها القديم ومنها الحديث، ولكن هناك سوق يعتبر الأبرز بين أسواق "حمص" من الناحية التاريخية الأثرية إضافة لأهميته الاقتصادية.. إنه "السوق المسقوف" الذي يعتبر من أكبر أسواق "حمص" وأقدمها، والذي يضم عدداً من الأسواق إضافة إلى عدد من المهن والمحلات التي تختلف بأصنافها.

لمعرفة تاريخ وأقسام "السوق المسقوف" موقع eHoms تجول في أرجائه وكان اللقاء الأول مع السيد "عبد اللطيف مصطفى زعرور" رئيس أحد أجزاء "السوق المسقوف" فحدثنا أولاً عن تاريخه فقال: «يعتبر "السوق المسقوف" أو "السوق المقبي" من معالم "حمص" القديمة وهو معلم أثري بامتياز، ويضم العديد من الأسواق الصغيرة والتي شكلت بمجموعها ما يعرف اليوم بالسوق المسقوف والذي أخذ اسمه هذا لأن العديد من أجزائه مسقوفة أو مغطاة، فبعض هذه الأسواق مسقوفة على شكل العقود والأقبية، وكان يحيط بهذا السوق "سور حمص الأثري"».

يعتبر "السوق المسقوف" أو "السوق المقبي" من معالم "حمص" القديمة وهو معلم أثري بامتياز، ويضم العديد من الأسواق الصغيرة والتي شكلت بمجموعها ما يعرف اليوم بالسوق المسقوف والذي أخذ اسمه هذا لأن العديد من أجزائه مسقوفة أو مغطاة، فبعض هذه الأسواق مسقوفة على شكل العقود والأقبية، وكان يحيط بهذا السوق "سور حمص الأثري"

وعن أقسام "السوق المسقوف" قال: «"السوق المسقوف" يقسم إلى عدد من الأسواق الصغيرة التي تسمى بأغلبيتها حسب المهنة المزاولة فيها، وأغلبها يعود لفترات زمنية مختلفة، أقدمها "سوق القيصرية" وجواره وعمره أكثر من /1500/ سنة وقد تعرض لعدد من الزلازل والحرائق، وأحدثها "سوق النوري" الملاصق للجامع النوري الكبير وقد يصل عمره إلى أكثر من /250/ سنة، ومن هذه الأسواق سوق العطارين الصاغة المنسوجات الفرو الخياطين النحاسين والبازرباشي..».

السيد "عبد اللطيف مصطفى زعرور"

"السوق المسقوف" أو "السوق المقبي" يضم العديد من المحلات والمهن المختلفة التي استمرت عبر العصور، فقد اختصر "السوق المسقوف" بمجموع أسواقه الحياة الاقتصادية في "حمص" لأكثر من /1500/ سنة وعن ذلك قال: «كانت "مدينة حمص" مدينة تجارية لكونها تقع في وسط سورية فقد كانت ملتقى القوافل التجارية المختلفة، و"السوق المسقوف" كان في بداياته ملتقى ومكان تجمع هذه القوافل كما كان تجمعاً لكل أصحاب المهن اليدوية والباعة الذين يأتون من القرى والأرياف المحيطة بمدينة "حمص" ليبيعوا منتجاتهم، وقد تطور هذا السوق ليصل إلى شكله الحالي فقد كان يضم في مطلع القرن العشرين عدداً من البنوك والمصارف أبرزها "بنك سلوم" الذي لم يعد موجوداً الآن.. وكانت تمر في بعض أجزائه السيارات والحافلات ثم أغلق ليصبح للمشاة فقط..».

السيد "عبد اللطيف مصطفى زعرور" هو رئيس لجنة "سوق البازرباشي" الذي يعتبر من أقدم أجزاء "السوق المسقوف" وعن هذا السوق قال: «"سوق البازرباشي" من الأسواق القديمة جداً والذي يعتبر جزءاً من "السوق المسقوف" وقد سمي كذلك نسبة "لجامع البازرباشي" وهو يضم عدداً من محلات الزينة والمكياج إضافة لعدد من محلات الأقمشة كما يضم أيضاً عدداً من محلات الصاغة وبيع الذهب والفضة، وقد تعرض هذا السوق لعدد من أعمال الترميم آخرها كان في العام /2009/ والمصادر القديمة تذكر أن "سوق البازرباشي" كان يضم الولاية العثمانية في "حمص".

الحاج "رفيق عبد السلام السلقيني"

ويعتبر "سوق البازرباشي" من أطول الأسواق المسقوفة في "مدينة حمص" حيث يمتد لحوالي /160/ متراً ويتفرع منه "سوق الحرير" على الجهة اليمنى ثم "سوق العطارين" ومن الجهة اليسرى تتفرع منه أسواق صغيرة أخرى لبيع النسيج والحرير ولوازم الخياطة».

أما الحاج "رفيق عبد السلام السلقيني" من مواليد "حمص" عام /1929/ وهو من أكبر التجار الذين يعملون حتى الآن في "السوق المسقوف" وهو صاحب محل فيه وعن ذكرياته في هذا السوق قال: «السوق المسقوف مر بعدة مراحل تاريخية حتى وصل إلى شكله الحالي كما تعرضت أغلب أجزائه إلى الحرائق والزلازل، وأغلب هذه المحال الموجودة فيه تقلبت بين مهنة وأخرى وهناك الكثير من التجار باعوا محلاتهم وتركوا "السوق المسقوف" وذهبوا إلى أماكن وأسواق أخرى، وفي مطلع القرن العشرين كانت أغلب محلاته تبيع الفرو والألبسة والأحذية والعباءات، فكثير من المهن الحالة لم تكن موجودة نظراً للفقر الذي كان منتشراً في "حمص"، فالسوق المسقوف لم ينتعش وينمو اقتصادياً إلا بعد ستينيات القرن الماضي، والآن يعتبر بما يضم من أسواق ومهن وحرف من أكبر التجمعات الاقتصادية المهنية في "حمص" التي تضم الحداثة والعراقة بآن واحد..».

أحد مداخل "السوق المسقوف"