بالقرب من نهر العاصي تتربع قرية "المزرعة" التي تقع في الجهة الغربية من "حمص" وبالتحديد عند المدخل الغربي لمدينة "حمص" وتمتد بين شارع السيد الرئيس من الجهة الشرقية باتجاه منطقة "الوعر"، وبين الجهة الشمالية حيث شارع "جعفر الطيار" باتجاه الجزيرة الثامنة لحي الوعر، ومن الغرب الجزيرة التاسعة ويفصل بين هذه الجزيرة والقرية سكة القطار.

بينما تمتد أراضي القرية الزراعية في الجهة الجنوبية، وتبعد عن مدينة حمص /7كم/، وتعتبر هذه القرية صلة الوصل بين الريف الحمصي والمدينة وذلك لالتصاقها بالبناء الحديث لمنطقة "حمص الجديدة" أو "الوعر".

تعاني القرية من انخفاض المستوى التعليمي لأبنائها نتيجة تركهم للمدرسة في سن مبكرة وانصرافهم للبحث عن عمل يؤمن لهم دخلا ماديا مريحا، وأسعى أنا ومجموعة من أصدقائي لتشجيع الشباب على إكمال دراستهم ودفعهم إلى المزيد من التحصيل العلمي

موقع eHoms زار القرية والتقى السيد "دياب طه " أحد أبناء القرية الذي حدثنا حول العادات والعلاقات الاجتماعية بين أهالي القرية قائلا: «أهل القرية يتصفون بالطيبة وحسن الضيافة فهم يستقبلون ضيفهم بالابتسامة و"أهلا وسهلا"، أما العلاقات الاجتماعية في الوقت الحاضر فاختلفت كثيرا عما كانت عليه في الماضي نتيجة لدخول وسائل الترفيه الحديثة ونتيجة لانشغال الناس في أعمالهم، مع بقاء بعض العادات التي تقرب الناس من بعضهم مثل المشاركة في الأفراح والإحزان، كما تحضر العلاقات بين أهل القرية في الأعياد والمناسبات الدينية، وتبقى المحبة والألفة موجودة بين أهالي القرية ويبقى الود عنوانا لحياتهم».

الحاج دياب طه

مختار المزرعة السيد "رضوان أحمد غراب" تحدث عن تاريخ القرية بقوله: «المزرعة كانت عبارة عن "حوش" صغير يسمى "حوش أبو سبيع" والذي كان من الإقطاعيين وكانت مبنية من "الحجر الأزرق القديم" كما كانت تحمل أسماء عديدة ومنها "مزرعة تارين" و"السمحية" و"الوعرية" وبعدها سميت "المزرعة" ثم توافد إلى القرية عائلات سكنت القرية منذ ما يقارب 85 عاما، وهذه العائلات قدمت إلى القرية من القرى الغربية مثل "الربوة" ومن شرقي حمص من منطقة "جنينات" كذلك، وبعضهم سكن فيها قادما من مناطق حلب.

ومن أولى العائلات التي سكنت القرية "آل الملا" و"غراب" وجاء بعدهم "آل الشريف" و"العبد الله" وغيرهم، ويبلغ عدد سكان القرية حوالي 4500 نسمة».

السيد رضوان أحمد غراب

وعن النشاط الاقتصادي لأهالي القرية يضيف "غراب" بالقول: «معظم أهالي القرية يعملون في الزراعة بالإضافة إلى الوظائف الحكومية، ويزرع الفلاحون في القرية زراعات صيفية مثل البندورة والخيار والبطيخ الأحمر، كما تزدهر فيها زراعات شتوية عديدة مثل الملفوف والقرنبيط والخس والبقدونس.

أما واقع الخدمات والتعليم في القرية فهي مخدمة بشكل كامل تقريبا ما عدا القسم الشمالي للقرية حيث تحتاج إلى صرف صحي وذلك لكون المنطقة وقعت حديثا ضمن المخطط التنظيمي، والقرية تشملها خدمات الكهرباء والمياه والهاتف بالإضافة إلى المواصلات المؤمنة إلى القرية ليلا ونهارا لقربها من مدينة حمص، ومن الناحية التعليمية يوجد في القرية مدرستان للتعليم الأساسي حلقة أولى في بناءين منفصلين ومدرسة تعليم أساسي حلقة ثانية وثانوية ضمن بناء واحد ولكن نطمح إلى فصل المدرستين كل في بناء.

المهندس زاهر سعيد

قرية المزرعة تشهد تطورا كبيرا بعد صدور المخطط التنظيمي حيث هناك مشاريع لشق طرقات جديدة وإنشاء حدائق وملاعب وتوسع في إنشاء المدارس».

موقع السيد "زاهر سعيد" وهو مهندس كهرباء من أبناء قرية "المزرعة" تحدث عن المستوى التعليمي لأبناء القرية قائلا: «تعاني القرية من انخفاض المستوى التعليمي لأبنائها نتيجة تركهم للمدرسة في سن مبكرة وانصرافهم للبحث عن عمل يؤمن لهم دخلا ماديا مريحا، وأسعى أنا ومجموعة من أصدقائي لتشجيع الشباب على إكمال دراستهم ودفعهم إلى المزيد من التحصيل العلمي».