فوق إحدى التلال تنام بيوت قرية "تل الشيح" بين عبق زهر اللوز وخضرة الزيتون، وتستعد لتفتح أزهار الربيع القادم إليها بعد فصل الشتاء الذي يعتبر فصلا للراحة والجلوس بجانب مدفأة الحطب والتي باتت مكوناً أساسياً من مكونات البيت الريفي في "تل الشيح".

موقع eHoms زار القرية والتقى السيد "محمد جمعة المصري" أحد الوجهاء في القرية الذي حدثنا بالقول: «تقع القرية إلى الجنوب من مدينة "حمص" على بعد 18 كم وهي تعتبر نقطة التقاء لعدد من القرى والبلدات، فهي واقعة شرقي بلدة "شنشار"، وإلى الغرب من "الجديْدة الشرقية" باتجاه الجنوب، كما تحدها قرية "الدّيبة" من الجنوب، فيما تتوزع أراضي القرية إلى الجنوب والشرق حيث تمتد مساحاتها على التلال التي تتميز بها المنطقة.

يعمل أهالي قرية "تل الشيح" بالزراعة، حيث تزدهر في القرية زراعة الزيتون واللوز والكرمة، كما كانت تنتشر في القرية زراعات أخرى مثل القمح والشعير ولكن نتيجة لقلة الأمطار في السنوات الأخيرة ونقص المخزون المائي فقد اتجه الفلاحون إلى التشجير، كما يعمل أهالي القرية في تربية الأغنام التي تكفي أهالي القرية من الحليب واللبن

يبلغ عدد سكان القرية 500 نسمة، ويعود سبب تسميتها بـ "تل الشيح" لأنها وفي خمسينيات القرن الماضي توافر فيها نبات" الشيح" بكثرة، لكن في الوقت الحاضر ومع تطور الزراعة لم يبق لهذا النبات أي وجود، والقرية مأهولة منذ أكثر من ستين عاما، وأول العائلات التي سكنتها آل "المصري- حنو- زين العابدين- شعبان".

السيد محمد جمعة المصري

وما يميز القرية وجود بيوت قديمة مبنية من الطين مازالت موجودة حتى الآن، إلا أنها باتت أثرا بعد انتشار البيوت الأسمنتية الحديثة».

وحول النشاط الاقتصادي لأهالي القرية يقول "المصري": «يعمل أهالي قرية "تل الشيح" بالزراعة، حيث تزدهر في القرية زراعة الزيتون واللوز والكرمة، كما كانت تنتشر في القرية زراعات أخرى مثل القمح والشعير ولكن نتيجة لقلة الأمطار في السنوات الأخيرة ونقص المخزون المائي فقد اتجه الفلاحون إلى التشجير، كما يعمل أهالي القرية في تربية الأغنام التي تكفي أهالي القرية من الحليب واللبن».

وحول الخدمات والمدارس في قرية "تل الشيح" أضاف "المصري": «تتبع القرية لبلدية "شنشار"، وهي تشملها كافة الخدمات فهي موصولة بشبكة مياه، والشبكة الكهربائية جيدة، وفي القرية يوجد هوائي للهاتف، كما أنها موصولة مع القرى والبلدات المجاورة بشبكة طرقات، ويوجد في "تل الشيح" مدرسة ابتدائية فقط وذلك لقلة عدد الطلاب في القرية، ونطالب هنا بالانتهاء من العمل في طريق" شنشار"، وطريق قرية" الدّيبة" لتكون هذه الطرق زراعية وخدمية في ذات الوقت لتسهيل وصول الفلاح إلى حقله ونقل محصوله، كذلك تخديم القرية بالمواصلات الكافية وخاصة أن الطلاب يضطرون للمشي مسافات طويلة للوصول إلى بلدة "الجديْدة الشرقية" وهو ما يشكل عائقا في طريق التحصيل العلمي لأبناء القرية وخاصة الإناث منهم، كما نطالب ببناء مستوصف صحي في القرية».

ولدى تجوالنا في شوارع القرية لاحظنا انتشار أكوام من الحطب اليابس ولدى سؤالنا عن ذلك أجاب الشاب "زكريا المصري": «يعتمد أهالي القرية بشكل كبير على الحطب كوقود للتدفئة في الشتاء، فنحن نأتي بالحطب من البساتين وخاصة الشجر اليابس، ونقوم بتقطيعه بواسطة المنشار أو "الصاروخ"، ويعتبر الحطب أوفر من المازوت فضلا عن ذلك فهو متوافر وبكثرة، وهناك مدافئ على الحطب يصنعها الأهالي بأنفسهم أو يشترونها من المدينة، كما أن مدفأة الحطب تبعث الكثير من الدفء في أرجاء المنزل».

السيد "عدنان المصري" أحد أبناء القرية حدثنا عن عادات أهل القرية بالقول: «يتصف أهالي القرية بالطيبة وإكرام الضيف والاحترام المتبادل، كما أن جميع أهل القرية يعتبرون أسرة واحدة، فمنزل أي عائلة مفتوح للجميع، كما أن التعاون يطبع العلاقة بين الأهالي وخاصة في مواسم قطاف اللوز والزيتون، وهو ما ينعكس على المشاركة في الأفراح والأحزان، ولذلك تتميز العلاقة الاجتماعية بين الأهالي بالود والاحترام المتبادل».