في نهاية الشارع الذي يسمى باسمه، والذي يربط حي بستان الديوان بأسواق حمص القديمة، يقع مسجد ومقام التابعي البطل دامس أبو الهول رضي الله عنه، والذي يحتضن ضريحه الطاهر، مجاوراً لسيباط آل الجندي من الجهة الجنوبية وإلى الشرق من حمام الباشا.

دامس أبو الهول هو (حسب ما ورد في فتوح الشام للواقدي): تابعي وفارس شجاع من اليمن أرسله الخليفة عمر بن الخطاب لمساعدة المسلمين الذين كانوا يحاصرون قلعة حلب.

وهو من موالي بني طريف من ملوك كندة، كان فارساً شجاعاً، شاع ذكره ونما أمره وعلا قدره في بلاد كندة وأودية حضرموت، وعُرف بين قومه بشدة بأسه وهول صولته، وقيل فيه أنه: رجل يقرّب البعيد ويهون عليه الصعب الشديد.

مرقد التابعي دامس أبو الهول

وقد أعجب فيه أبو عبيدة بن الجراح وكذلك خالد بن الوليد رضي الله عنهما وأمره أبو عبيدة في حصار قلعة حلب مع ثلاثين رجلاً من الشجعان المتمرسين، وكذلك قال فيه ابن أوس في فتح قلعة حلب: "وأما المسلمون فكانوا كالأسود الضاربة، فما رأيت أقوى بأساً ولا أشد مراساً من دامس أبي الهول، في ذلك اليوم، فلقد عددنا في بدنه ثلاثة وسبعين جرحاً كلها في مقدمة بدنه". ولمع اسمه آنذاك بعد فتح قلعة حلب.

قدم البطل دامس مع جيش المسلمين إلى مدينة حمص وسكنها بجوار منزل البطل خالد بن الوليد إلى أن وافته المنية، ودفن في المكان الوارد ذكره آنفاً، والذي أصبح بعدها مزاراً للمتضرعين وطالبي الشفاعة، والصلاة ومناجاة الله جل جلاله.