فقدان حاسة البصر لم يجعل منها إنسانةً عادية، بل حفَّز عندها روح العزيمة والتصميم، لإكمال مسيرة العلم والعمل، لتحصل على شهادة قيادة الحاسوب الدولية "ICDL".

مدونة وطن "eSyria" التقت "ألما المحمد" بتاريخ 10 شباط 2019، وكان الحديث بدايةً عن مسيرتها في تعلم العمل على الحاسوب وظروف نيلها الشهادة الدولية، فقالت: «بسبب متابعتي لدراساتي العليا في الجامعة، كان عليَّ الحصول على المعلومات المطلوبة من عدَّة مراجع، ولأنَّ الحاسوب أصبح يسهّلُ هذا الأمر، قررت التعلُّم عليه وبدأت خطوتي الأولى عام 2004 من خلال مشروع التنمية الريفية، الذي انطلق برعايةٍ من السيدة الأولى "أسماء الأسد"، وافتتاح برنامج "إبصار" الذي خصِّص لتعليم المكفوفين بصرياً، وعلى الرغم من السفر اليومي إلى مدينة "السلمية" من أجل الدروس، إلاَّ أنَّ حبَّ التعلم والاستفادة كان دافعاً لي لاتباع الدورات، وبفضل دعم "لينا الرفاعي" رئيسة مجلس مدينة "حمص"، التي قدَّمت لي برنامج العمل على الحاسوب الخاص بالمكفوفين، أصبحت قادرة على استخدامه بأسلوب متمكن، وحتى رسالة الدكتوراه الخاصة بي قد أنجزتها بنفسي عليه، وجاءت رعاية "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" مؤخراً، لتمكنني من اتباع دورة القيادة الدولية للحاسوب "ICDL"، وكنت أسجل الدروس على آلة التسجيل الخاصة بي، وأقوم بتطبيقها لاحقاً في المنزل، واجتزت الامتحان المخصص وكانت الشهادة من نصيبي بتاريخ 9 شباط 2019».

هي من أعضاء الجمعية الناشطين والفاعلين، ولمست لديها حب المعرفة الدائم، وكجمعية قدمنا ما يلزم من تسهيلات ومساهمات من أجل نجاحها في الدورة، لتكون رافدة لمشاريعنا المستقبلية كمدربة لباقي أعضاء الجمعية من الشباب والشابات ذوي الإعاقة البصرية بمختلف حالاتها، وأبارك لها نيلها الشهادة لأنها تستحقها بعد جهدها المبذول

"حسان النجار" رئيس فرع "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" في "حمص"، عن هذا الحدث المتميز والدور الذي لعبته الجمعية قال: «"ألما المحمد" فقدت بصرها منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وهي مثابرة على اكتساب المعرفة والعلوم، ومواظبة على متابعة نشاطها في مجال المعلوماتية من خلال زياراتها الدائمة لمقر الجمعية منذ ثلاث سنوات، ومن أجل تحقيق مشروعها الخاص بأن تصبح مدربة متخصصة للمكفوفين على استخدام الحاسوب، كان لا بد من اتباعها دورة القيادة الدولية، هنا كان دور الجمعية في تأمين البيئة المناسبة من حيث المستلزمات الخاصة كالحاسوب الخاص لها والمدرب المختص، وتسهيل إجراءات تقدمها لامتحان شهادة القيادة الدولية وأخذ الموافقة اللازمة، وما ميز عملنا دمج "ألما المحمد" مع بقية الطلاب العاديين، وأصبحت قادرة على استخدام الحاسوب الذي يستخدمه الجميع، وكان هناك إصرار منها على تجاوز المدة اللازمة في أقصر وقت ممكن؛ وهذا ما حصل فعلاً».

"عصام الفارس" رئيس جمعية رعاية المكفوفين في "حمص" عن تجربة "ألما المحمد" يقول: «هي من أعضاء الجمعية الناشطين والفاعلين، ولمست لديها حب المعرفة الدائم، وكجمعية قدمنا ما يلزم من تسهيلات ومساهمات من أجل نجاحها في الدورة، لتكون رافدة لمشاريعنا المستقبلية كمدربة لباقي أعضاء الجمعية من الشباب والشابات ذوي الإعاقة البصرية بمختلف حالاتها، وأبارك لها نيلها الشهادة لأنها تستحقها بعد جهدها المبذول».

يذكر، أن "ألما المحمد" من مواليد عام 1959، حاصلة على شهادة الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة "دمشق" عام 2010، وتجيد اللغة الفرنسية، ولديها إلمام باللغة الإنكليزية والفارسية، وتعمل حالياً في شركة نقل النفط الخام.