تتميز ضمن محيطها بابتسامتها الدائمة ومرونة جسدها العالية على الرغم من تجاوزها الـ47 عاماً؛ "فريال يزبك" سيدة قاومت أمراض العمود الفقري من خلال رياضة "اليوغا" هندية الأصل، ثم انتقلت لنشر ما تعلمته للآخرين.

مدونة وطن "eSyria" التقت مدربة اليوغا "فريال يزبك" بتاريخ 14 تشرين الأول 2015، في نادي العمال الرياضي؛ لتحدثنا عن بدايتها في ممارسة هذه الرياضة بالقول: «عانيت منذ عشرين سنة تقريباً من مرض انزلاق الفقرات والجنف والانزلاق الغضروفي (الديسك)، ورفضت فكرة العملية الجراحية على الرغم من إجماع الأطباء على ضرورتها، وانتقلت إلى الإكثار من تعاطي المسكنات والأدوية إلى أن قابلت طبيبة روسية مختصة في اليوغا والتغذية وتعلمت على يديها مبادئ اليوغا، فكنت بعد تطبيق التمارين أشعر بزوال الألم».

الأمور تسير من دون تخطيط؛ فالمتدربات هن من اقترحن مشروع افتتاح معهد سيكون الأول من نوعه في "حمص"، نظراً لافتقاد مجتمعنا لهذه الثقافة

ومنذ ذلك اليوم استمرت "يزبك" بتطبيق التمارين لتحصل على علاج تجاوز في كفاءته العمليات الجراحية، وتقول: «عندما تشفى الروح ينعكس ذلك على الجسد».

المدربة فريال يزبك

وتضيف: «انتقلت في السنوات الأخيرة إلى تدريب هذه الرياضة مجاناً في ملعب لكرة القدم مع 30 متدربة على فترتين صباحية ومسائية، متجاوزات خطر وضغط الحرب وافتقارنا لجميع التجهيزات اللازمة، واستهزاء بعض الناس مما نفعله، صنعنا بعض المعدات بطريقة بدائية مفترشات التراب تحت سماء مكشوفة، فالرغبة بالتعلم ونشر الفائدة كانت أقوى من المصاعب والمخاطر».

ربما كان المعتقد الشائع عن اليوغا هو الجلوس في وضعية معينة وإغماض العينين والتأمل، لكن "يزبك" تؤكد أنها: «رياضة جسدية وفكرية وروحية، بل ترتقي لتكون أسلوب حياة يعتمد على النفس بالكامل. ننتقل فيها خلال الجلسة الواحدة من تمارين التنفس والإحماء إلى تمارين بدنية وتمارين تأمل، نلتحم مع الطبيعة لنتخلص من هموم الحياة والحرب والتلوث الفكري والكآبة، لنعلن انتصار ثقافة الحياة والسلام في زمن مملوء بصور الأشلاء والحطام».

وضعية الجسر

وفي سؤالنا لها عن نيتها بتوسيع نشاطها ليشمل عدداً أكبر من المستفيدين ومكاناً ملائماً للتدريب تقول: «الأمور تسير من دون تخطيط؛ فالمتدربات هن من اقترحن مشروع افتتاح معهد سيكون الأول من نوعه في "حمص"، نظراً لافتقاد مجتمعنا لهذه الثقافة».

وفي سؤال لها عن المسؤولية في تدريب رياضة تعد الأدق والأصعب تقول: «تدريب اليوغا ليس بالأمر السهل بدنياً وثقافياً، فأنا أجلس أحياناً على الإنترنت طوال اليوم باحثة عن المعلومة، لكن الكلمة المفتاحية في اليوغا هي "المحبة"، فعندما نرتقي بثقافة الحب والاستمتاع عند العطاء نكون جميعنا معلمين صالحين».

وضعية المقص - المدربة في الوسط

الطبيبة "وفاء إبراهيم" إحدى المتدربات لدى "فريال يزبك" تقول: «حالة جميلة تتجدد يومياً في الصباح الباكر، نتعلم فيها أن نحب أجسادنا ونحترمها لكونها منازل لأرواحنا وقلوبنا، مهنتي كطبيبة ألزمتني السفر كثيراً لمتابعة المحاضرات والمؤتمرات العلمية؛ وخلال تجوالي لم أجد مثيلاً لأسلوب هذه الإنسانة في شرح الأفكار وتبسيطها، فهي جمعت البراعة في الجانبين النظري والعملي؛ تعطي بحب من دون انتظار مقابل، وتسعى لسعادة الآخرين بما قدمت لهم».