ظهرت "عين الشالوق" منذ مئات السنين، مياهها عذبة ونقية، وغنية بالمعادن، لتتدفق من قنوات داخل الأراضي تشكّلت من ذاتها حتى ظهرت في قرية "الكيمة" بريف "حمص"، تروي الناس والأراضي معاً.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 2 أيار 2017، "عين الشالوق" في قرية "الكيمة" بريف "حمص" الغربي، والتقت المحامي "مطانيوس ناصيف" الذي ناهز الثمانين من العمر، ليحدثنا عن مياه العين وما قدمه هذا النبع لسكان القرية وبعض القرى المجاورة لها، فقال: «"عين الشالوق" مياه تظهر نتيجة الهطولات المطرية على الجبل الغربي المحاذي لقرية "الكيمة"، وهذا العين اسم موجود في ذاكرة كل إنسان ولد وعاش هنا؛ فكل فرد منها كان يذهب يومياً إليها ليحضر بعض المياه إلى منزله بواسطة جرار قديمة أو أوعية نحاسية؛ هذا كان في قديم الزمان، حيث لم تكن هناك شبكة مياه داخل البيوت، فـ"عين الشالوق" المصدر الأساسي للماء، يروي الناس والمارة، وينقله الفلاحون عبر براميل أو صهاريج إلى بساتينهم وأراضيهم الزراعية. إضافة إلى الري كان المصدر الأساسي للاستخدامات المنزلية، حيث تقوم النسوة بكل خدمات المنزل؛ فكن ينقلن المياه للطهو، أو الغسيل، أو الاستحمام والتنظيف، وعندما تذهب إلى العين ترى دائماً النساء على الطريق يحملن الجرار المملوءة بالماء».

"عين الشالوق" مياه تظهر نتيجة الهطولات المطرية على الجبل الغربي المحاذي لقرية "الكيمة"، وهذا العين اسم موجود في ذاكرة كل إنسان ولد وعاش هنا؛ فكل فرد منها كان يذهب يومياً إليها ليحضر بعض المياه إلى منزله بواسطة جرار قديمة أو أوعية نحاسية؛ هذا كان في قديم الزمان، حيث لم تكن هناك شبكة مياه داخل البيوت، فـ"عين الشالوق" المصدر الأساسي للماء، يروي الناس والمارة، وينقله الفلاحون عبر براميل أو صهاريج إلى بساتينهم وأراضيهم الزراعية. إضافة إلى الري كان المصدر الأساسي للاستخدامات المنزلية، حيث تقوم النسوة بكل خدمات المنزل؛ فكن ينقلن المياه للطهو، أو الغسيل، أو الاستحمام والتنظيف، وعندما تذهب إلى العين ترى دائماً النساء على الطريق يحملن الجرار المملوءة بالماء

وعن كثافة المياه وقوتها، يضيف: «هذه العين تصبح غزيرة في فصلي الشتاء والربيع بسبب الأمطار، وتبدأ التناقص من بداية فصل الصيف حتى نهاية الخريف، لكنها لا تنقطع أو تجف نهائياً؛ فهي عطاء دائم ومستمر من الطبيعة، أذكر منذ زمن بعيد أن أحد الأشخاص القادمين من "لبنان" توقف عندها ليشرب، فسألني كيف أستطيع إغلاق هذه المياه للمحافظة عليها؟ فأجبته: نحن لا نغلقها أبداً، فتعجب، لكن عندما علم أنها مستمرة ومتدفقة من باطن الأرض ليلاً نهاراً أدرك أن عيون الماء كريمة ومهمة لكل القرى والأراضي المحيطة بها. فالحقيقة لولا "عين الشالوق" ومثلها الكثير، لما كان هناك حياة. أشخاص كثر من القرية أخذوا القليل من مياهها إلى مختبر تحليل لدراستها، فظهرت النتائج رائعة؛ لكونها تحتوي نسبة جيدة من المعادن، ونقية وخالية من الأملاح والشوائب وكل أنواع ملوثات المياه، وصالحة للاستخدام البشري بنسبة مئة بالمئة».

مدخل عين الشالوق

ويتابع عن قصة الأنابيب الثلاثة بالقول: «تظهر مياه العين من ثلاثة أنابيب قريبة من بعضها، وأحدها أغزر من الأخرى بسبب اختلاف الانحدار من الأعلى، وترى حول العين شجر كثيف وعالٍ يزين المكان بلونه الأخضر، حيث يعكس المكان مشهداً حقيقياً عن الطبيعة كما يقال: (خضار ومياه).

يوجد في القرية عائلة من بيت "يعقوب" جملت مساحة تحت عيون المياه بمواد البناء والديكور، ورصفت من الأخشاب أشياء جميلة، مثل منزل قروي قديم، ووضعت تماثيل لبعض الحيوانات كالفيل والغزال والأفعى. كما وضعوا بعض الكراسي، إضافة إلى سور حول المكان بني من الخشب. وقد تجدد المكان ثلاث مرات: الأولى عندما وضع لها حجر أبيض على الصخرة ذاتها التي تخرج منها المياه، والثانية عندما بنوا مدخلاً لها وزينوه بتماثيل لبعض الحيوانات، وبعد مدة زمنية بنوا بجانبها مقهى».

أشجار حول العين

"رولا سعد الدين" من قرية "الكيمة"، تقول عن ذكرياتها مع "عين الشالوق": «أتذكر الكثير عن هذا المكان، فدائماً نأتي إلى القرية لنعيش فيها في فصل الصيف، ويومياً أذهب إلى "عين الشالوق" بهدف تعبئة المياه العذبة، فبمجرد شربها نشعر بالفرق بينها وبين بقية الأماكن التي تنبع منها المياه، برودتها ونقاوتها مميزة، وربما ذلك يعود إلى أننا قد تعودناها، وعندما أملأ وأولادي المياه تنتابني سعادة لأنني أعيش لحظات من حياة القرى البسيطة الهادئة والبعيدة كل البعد عن ضجيج وتلوث المدن الكبيرة، وأتذكر دائماً كيف كنت وأبي نسير على أقدامنا أو على ظهر الحمار لنذهب إلى العين ونعود حاملين المياه معنا وثيابنا مبتلة بالماء؛ لأن الأطفال دائماً يجدون الماء وسيلة جميلة للعب والمرح، وأنا بدوري أقول لأولادي دائماً هذه الذكريات حتى تبقى في قلوبهم ليحافظوا عليها وعلى المكان. والصخور التي تجري فيها المياه من أعلى الجبل كفيلة بأن تجعلها عذبة ونقية؛ فهي تصفية من الطبيعة نفسها».

مشهد من الداخل