حلوى تذوب في الفم بسرعة، تاركة طعماً يشبه العسل، تحتاج حوالي الشهر لتنتجه، تصبغ باللونين الأبيض والأحمر، لها أسماء عديدة ولكنها تشتهر بأنها "حمصية".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 8 نيسان 2015، "حسان اليافي" أحد أبناء "حمص"؛ الذي تحدث عن "الحلاوة الحمصية" ويقول: «لا تجد شارعاً أو حارة في "حمص" إلا فيها محال لبيع "الحلاوة الحمصية"، حيث تكتسي المدينة باللون الزهري والأبيض، كأنها مكسوة بزهور الربيع، وكل زائر أو مسافر يمرّ في المدينة لا بد أن يشتري منها، وتسمى أيضاً "حلاوة خبزية"، وتتميز بمذاقها اللذيذ الذي يشبه العسل، كما أن أسعارها مقبولة مقارنة بغيرها من الحلويات».

تدخل "الحلاوة الحمصية" في طقوس "خميس الحلاوة" الذي يقام في مدينة "حمص" في الربيع، حيث يتهافت الناس على شرائها من جميع الفئات والطبقات

وفي لقاء مع "فادي الحصري" أحد العاملين في محل صناعة وبيع حلويات في منطقة "الشيخ سعد" يقول: «من أكثر أنواع الحلويات طلباً لما لها من منظر جميل وطعم لذيذ، وهي عبارة عن عجين يتمُّ قليه بالزيت ثم تلوينه بالأبيض والأحمر، وفي المرحلة الأولى من الإعداد نقوم بخلط الطحين الأبيض بمقادير معينة من الماء والملح ليصبح مزيجاً لزجاً، بعدها يسكب بمعيار دقيق على دفعات فوق مقلاة كبيرة، مدهونة بالزيت أو السمن النباتي ومسخنة على النار لدرجة كبيرة، فينتج لدينا رغيف مدور رقيق جداً ننزعه عن المقلاة وننشره حتى يبرد، وتترك جميع الأرغفة يومين أو أكثر لتجف بحسب الطقس، وتترك بعدها 15 يوماً داخل ما يسمى "أكياس السكر"، وهي أكياس من القماش الأبيض لا يدخل فيها النايلون حتى لا تتعفن الطبخة».

السيد فادي الحصري

ويضيف: «المرحلة الثانية تستغرق حوالي اليومين، حيث نخرج الرقائق المكسرة ونقليها داخل وعاء نحاس مملوء بالزيت أو السمن النباتي باستخدام قفص حديد أو كروم (وهو سلة للقلي)، وتترك من جديد لتجف ليوم أو يومين، لتوضع بعدها من جديد في وعاء نحاس آخر ويسكب عليها القطر، ويتم التحريك جيداً مع ضمان عدم الالتصاق القطع بعضها ببعض.

المرحلة الأخيرة تكون بوضع القطع المخلوطة مع القطر على طاولات رخام لمدة نصف ساعة، ثم نصبغ قسماً منها باللون الأحمر والآخر باللون الأبيض، وهو صباغ غذائي لا يضر بالصحة، ويعبأ بعدها بالتدريج اللون الأحمر ثم الأبيض ويقفل الكيس حسب الوزن الذي يباع على أساسه».

يشير الباحث "خالد الأحمد" في كتابه "عادات ومعتقدات في محافظة حمص" بالقول: «تدخل "الحلاوة الحمصية" في طقوس "خميس الحلاوة" الذي يقام في مدينة "حمص" في الربيع، حيث يتهافت الناس على شرائها من جميع الفئات والطبقات».

يذكر أنه يطلق على الحلاوة أسماء عديدة تختلف من محافظة إلى أخرى ومنها: "الحمصية"، "الخبزية"، "حمرا وبيضا"، "سيلان بعسل"، "قرمشلية"؛ وكلها أسماء لنفس المادة، إلا أنه لا بد أن تسمع عند شرائها عبارة: (إذا بتلف كل "سورية" متل عنا ما بتلاقي)؛ أي في "حمص".