يعتمد معظم الريفيين على الزبدة البلدية في أصناف طعامهم ويستخدمونها ضمن جميع الوجبات، ويقوم العديد منهم بصناعتها يدوياً بكميات مختلفة وباستخدام آلة بذلك، أما حالياً فإن سيدات المنازل يقمن بصناعتها بطريقة مبتكرة وجديدة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 8 آذار 2014 السيدة "سحر عبود" التي تقوم بصنع مادة الزبدة في المنزل وتقول: «غالباً كانت الزبدة تشترى من بائعي الحليب أو ممن يمتلكون مزارع للأبقار ويقومون بصناعتها تقليدياً، وما زالت موجودة حتى الآن إلا أن أسعارها المرتفعة دفعت الكثيرات من السيدات إلى تقليد صناعتها بأساليب بسيطة تعتمد على استخدام وجه اللبن الرائب الذي يكون سميكاً وقشدياً وغنياً بالدسم من خلال وضعه في الخلاط الكهربائي الذي يستعمل لصناعة الكوكتيل في العادة، ويقوم الخلاط بعمل مشابه لما تقوم به "خضاضة" اللبن التقليدية، حيث يجمع وجه اللبن (الطبقة السطحية منه) على دفعات ويوضع في إناء خاص في البراد حتى تصبح الكمية كافية ومن ثم يوضع داخل الخلاط ويضرب عدة مرات ببطء لتتحول الطبقة العليا إلى زبدة وما تبقى من اللبن يصبح "قريشة بيضاء" المادة التي يصنع منها (طبق الشنكليش) التقليدي، وعلى الرغم من كون الزبدة الناتجة قليلة الكمية عن تلك التي تعطيها "الخضاضة" إلا أنها تملك ذات النكهة».

يقوم بعض مالكي الأبقار في القرى المجاورة وبعض البدو الرحل أو "النّوَر" ممن يمتلكون الأغنام والماعز بصنع الزبدة عن طريق "الخضة" العربية باستعمال كيس مصنوع من جلد الحيوان بعد تنظيفه جيداً وخياطته جيداً من الجانبين؛ حيث يشبه القربة التي تستخدم لشرب الماء ويوضع اللبن فيها، ومن ثم يعلق من الجانبين أيضاً بعارضة خشبية ويحرك الكيس كما تحرك الأرجوحة وبقوة، وهذه الطريقة تنتج زبدة أفضل وذات طعم ألذ لكونها أبطأ سرعة من الأداة الكهربائية، لكنها في الوقت عينه تستغرق وقتاً طويلاً قد يصل إلى أضعاف "الخضاضة" أو الخلاط، وما زال الكثيرون يرغبون في هذا النوع من الزبدة دون غيره

أما السيدة "فيروز عيسى" (ربة منزل) فإنها تحترف نوعاً ما صناعة الزبدة المنزلية من خلال امتلاكها لآلة "الخضاضة"، وعن ذلك تضيف: «توقفت منذ زمن لا بأس به عن شراء الزبدة أو "القريشة" البيضاء، واقتصرت على شراء كميات كبيرة من الحليب أسبوعياً لأقوم "بترويبها" في المنزل أي تحويلها إلى لبن وأحاول المحافظة على وجه الحليب من خلال تحضيري الزبدة لكي يكون اللبن الرائب ذا سطح كثيف وأكثر دسامة، وتساعدني آلة "الخضاضة" في صناعة كمية كبيرة من الزبدة، فهي تشبه الغسالة الصغيرة إلى حد كبير وتوضع داخلها مادة وجه اللبن فقط ومن ثم تبدأ الخض حتى تتكثف المادة الدسمة وتصبح زبدة، وعلى هذا التقليد اعتدت وكل أفراد أسرتي ولا سيما أن هذه العملية توفر مادتي الزبدة و"القريشة" منزلياً وبسعر زهيد مقارنة مع الموجودة في الأسواق وأعتقد أن الكثيرات من السيدات عدن إلى القيام بهذه الصناعة في ظل الغلاء الكبير للأسعار».

"الخضاضة" القديمة

تتشابه كلا الطريقتين السابقتين من حيث استخدام الآلات الكهربائية في صناعتها، وعلى الرغم من ذلك فهي تشبه نوعاً ما الزبدة العربية أو الأصلية كما يطلق عليها السكان وتلك تأتي من استخدام طريقة يدوية أخرى، وعن ذلك تتابع السيدة "فيروز": «يقوم بعض مالكي الأبقار في القرى المجاورة وبعض البدو الرحل أو "النّوَر" ممن يمتلكون الأغنام والماعز بصنع الزبدة عن طريق "الخضة" العربية باستعمال كيس مصنوع من جلد الحيوان بعد تنظيفه جيداً وخياطته جيداً من الجانبين؛ حيث يشبه القربة التي تستخدم لشرب الماء ويوضع اللبن فيها، ومن ثم يعلق من الجانبين أيضاً بعارضة خشبية ويحرك الكيس كما تحرك الأرجوحة وبقوة، وهذه الطريقة تنتج زبدة أفضل وذات طعم ألذ لكونها أبطأ سرعة من الأداة الكهربائية، لكنها في الوقت عينه تستغرق وقتاً طويلاً قد يصل إلى أضعاف "الخضاضة" أو الخلاط، وما زال الكثيرون يرغبون في هذا النوع من الزبدة دون غيره».

"الخضاضة" الحديثة
صناعة الزبدة بواسطة الخلاط