يرتكز في تركيبته الأساسية على زيت الزيتون المحلي الصنع، ولطالما اعتبر المنتج التقليدي لسكان منطقة الوادي، فهو سهل التحضير وقليل التكلفة وذو مواد متوافرة في بيئة منتجة لمحصول الزيتون.

مدونة وطن "eSyria" التقت وبتاريخ 1/11/ 2013 السيد "جورج دبورة" من قرية "كفرة" في منطقة "وادي النضارة" أحد صانعي "صابون الزيت"، وقد تحدّث عن ماهية صابون الزيت وأصوله، وقال: «يطلق على "صابون الزيت" في المنطقة اسم الصابون الأصلي، فقد دأب الأهالي على صناعته منذ زمن بعيد، نتيجة اعتماده على الزيت المر الناتج عن عصر محصول الزيتون المتوافر لديهم وبكثرة، فالمنطقة بأكملها مشهورة بأشجار الزيتون المتميزة، إضافة إلى أن "صابون الزيت" كان الوحيد المتداول قديماً، ومع تقدم العصر بدأ بالتراجع، لكنه مازال مطلوباً لمن يعرف فوائده ومن تعود على استخدامه».

يطلق على "صابون الزيت" في المنطقة اسم الصابون الأصلي، فقد دأب الأهالي على صناعته منذ زمن بعيد، نتيجة اعتماده على الزيت المر الناتج عن عصر محصول الزيتون المتوافر لديهم وبكثرة، فالمنطقة بأكملها مشهورة بأشجار الزيتون المتميزة، إضافة إلى أن "صابون الزيت" كان الوحيد المتداول قديماً، ومع تقدم العصر بدأ بالتراجع، لكنه مازال مطلوباً لمن يعرف فوائده ومن تعود على استخدامه

يحتاج صنع "صابون الزيت" إلى عدة خطوات بسيطة، لا تخلو من الدقة على حد قوله، وأضاف: «يصنع "صابون الزيت" بطريقة يدوية وتقليدية بالكامل دون الاعتماد على الآلات أو إدخال أي مواد كيماوية إلى الصابون، وهذا ما يختص فيه صابون المنطقة عن غيره، ويحتوي على زيت صافٍ فقط، ويمكن أن تضاف إليه بعض أوراق "الغار" حسب طلب الزبون، وبداية صنعه تقوم على جمع زيت الزيتون المر الذي لا يمكن استخدامه في الطعام، ويوضع في حلة متوسطة الحجم على نار هادئة ويتم تحريكه حتى يغلي، ثم تضاف إليه مادة "الكوستيك"، وهي مادة تشبه الطحين لعدة مرات متتالية مع الاستمرار في تحريكه حتى يصل المزيج إلى التماسك المطلوب.

زيت الزيتون المستخدم لصناعة الصابون

ويصب بعدها على الأرض ويكون قوامه على شكل معجون متوسط السماكة، ويقطع بواسطة سكين أو أداة حادة على شكل ألواح متساوية الحجم والوزن نوعاً ما، لأنه يباع بشكل ألواح منفردة أو بالكيلو غرام».

يحفظ "صابون الزيت" لعدة أعوام دون تعريضه إلى الشمس أو الرطوبة لكي يبقى محافظاً على جودته، ويقوم الكثيرون من الناس بالتوصية عليه قبل بداية الموسم، وعن ذلك تحدثت السيدة "رولا ديوب"، بالقول: «يمتلك "صابون الزيت" فوائد كثيرة عند استعماله فهو طبيعي تماماً ويغذي الشعر ويزيد من كثافته لغناه بمادة الزيت، إضافة إلى فعاليته الكبيرة في غسل بعض قطع الغسيل يدوياً بعد بشره وتحويله إلى مسحوق، وهو يشكل مع "صابون الغار" تركيبة ممتازة لحماية البشرة.

تقطيع الصابون بواسطة آلة زراعية حادة

وقد اعتدت استخدام هذا الصابون لأنني ابنة المنطقة المنتجة له، وقد نصحني به عدة أطباء عند معالجتي لنوع "الأكزيما" الخفيفة التي نتجت عند استخدامي للمنظفات الكيماوية في المنزل، ولكن عيبه الوحيد هو رائحته التي تشبه رائحة الزيت النفاذة».

يباع "صابون الزيت" محلياً وبأسعار معقولة، ويصدر مرات عديدة إلى خارج المنطقة وعن ذلك حدثنا السيد "جورج":

السيد جورج دبورة.

«لصابون الزيت المحلي سمعة طيبة وهو ذو جودة عالية، لكونه يدوي الصنع ويحضر في البيوت دون اعتماده على الآلات، ويختلف من صانع إلى آخر حسب نوعية الزيت المستخدمة فيه وطريقة تصفيته وغليه، وهذا يعطي فرقاً في أسعاره التي تحدد تبعاً لذلك، وعادة ما يعرف الصابون الجيد من رائحته وملمس سطحه الناعم والخالي من النتوءات التي تكون ناجمة عن ترسبات الزيت غير المصفى، إضافةً إلى العناية بطرق تخزينه وحفظه التي تؤثر في جودته في حال طالت مدة التخزين، لكنه في المجمل ذو أسعار مقبولة تمكن الجميع من شرائه».