يعرف "خل الأرز" عن باقي أنواع الخل بلونه الصافي وطعمه المميز، فهو ذو مذاق قوي ولا يخلو من الحلاوة، وقد كان سابقاً من أشهر أنواع الخل المستخدم ولاسيما في منطقة "وادي النضارة" نتيجة انتشار زراعة الأرز فيها بشكل كبير.

وقد تراجع وجود هذا النوع من الخل بشكل كبير مع انقراض زراعته لأسباب متنوعة، وعن هذا المنتج تحدث السيد" وليد حنا" من سكان "المزينة" لمدونة وطن "eSyria" في لقاء معه بتاريخ 23/10/2013 حيث قال:

قديماً كانت عائلتي تحضر "خل الأرز" في المنزل بهدف استخدامه في الطعام وتبيع ما فاض منه ذلك لامتلاكها محصول أرز وفيراً نوعاً ما، وكان يحتاج إلى وقت وجهد لصناعته أما الآن فقد أصبح غريباً عن موائد أهل المنطقة، حيث حل مكانه خل العنب وخل التفاح لكونهما أسهل تحضيراً وأسرع وأقل تكلفة لكن بالنسبة إلي مازلت أحافظ على صناعته في المنزل وأبيعه لمن يرغب فيه، فالكثيرون يحبون تميز طعمه عن باقي أنواع الخل وحلاوة طعمه وصفاء لونه الأقرب إلى لون الماء وهو مناسب لكثير من أطباق السلطات والمخللات

«وجدت مادة "خل الأرز" بكثرة في المنطقة نتيجة اشتهار زراعة الأرز في سهل "البقيعة" الذي يشكل قسماً كبيراً من الأراضي الزراعية في "الوادي" وامتلاك معظم الفلاحين قطاعات زراعية فيه وكان ذلك في خمسينيات القرن الماضي وكان الأرز عندها منتج جديد ومرغوب فيه، وساعد على زراعته توافر المياه من السواقي القادمة من نهر "راويل" و"نبع الناصرية" وبعض الينابيع المجاورة التي كانت تخزن مياهها في مساكب الأرز، وتغمرها بالكامل حتى موعد نضجه وحصاده فتفرغ هذه المساكب من المياه وتحول إلى برك خاصة ليتم الاستفادة منها لاحقاً، أما الأرز فكان يفرز للدراسة بواسطة "النورج" حيث يصبح المقشور للأكل ويبقي الفلاحون قسماً دون أكل لأغراض متنوعة أهمها صناعة "خل الأرز"».

السيد وليد حنا

تبدأ عملية صناعة خل الأرز في فصل الخريف عند انتهاء موسم حصاده ليبدأ تحضيره حيث كانت تلك مهمة النساء وأضاف: «يتميز "خل الأرز" عن خل التفاح والعنب بأن له حلاوة واضحة مع لذعة الخل فيه وذلك ناجم عن طريقة صنعه والمواد المضافة إليه فهو يحتاج إلى إضافة مادتي السكر والخميرة لجعله يتحلل ويتخمر حيث يوضع الأرز غير المقشور في الأوعية ويضاف إليه الماء حتى يتم غمره بالكامل ويترك ليلة كاملة وهو منقوع ثم يصفى ماؤه ويضاف إليه السكر بمعايير محددة ثم يغلى على النار مع استمرار تحريكه ثم يرفع عنها وتضاف إليه الخميرة ويحرك جيداً ويغلق بإحكام ويترك فترة ما بين أسبوع وعشرة أيام ثم يصفى بعدها مرة أخرى ويعبأ في زجاجات نظيفة».

نتيجة طعمه المختلف فقد كان مرغوباً به جداً، أما الآن فقد توقف صنعه نتيجة توقف إنتاج الأرز في "البقيعة" منذ فترة قصيرة نتيجة تجفيف مسطحات المياه التي يزرع فيها بعد انتشار بعض الأمراض وأصبح "خل الأرز" منزلياً بحتاً حيث قالت السيدة "منى عدرا" التي تقوم بصنعه بشكل تقليدي بالقول:

«قديماً كانت عائلتي تحضر "خل الأرز" في المنزل بهدف استخدامه في الطعام وتبيع ما فاض منه ذلك لامتلاكها محصول أرز وفيراً نوعاً ما، وكان يحتاج إلى وقت وجهد لصناعته أما الآن فقد أصبح غريباً عن موائد أهل المنطقة، حيث حل مكانه خل العنب وخل التفاح لكونهما أسهل تحضيراً وأسرع وأقل تكلفة لكن بالنسبة إلي مازلت أحافظ على صناعته في المنزل وأبيعه لمن يرغب فيه، فالكثيرون يحبون تميز طعمه عن باقي أنواع الخل وحلاوة طعمه وصفاء لونه الأقرب إلى لون الماء وهو مناسب لكثير من أطباق السلطات والمخللات».