للحفاظ على منتوجاتهم الحيوانية صنع أهالي القرى دمية من الحيوان الصغير الميت لتستمر أمه في إدرار الحليب، وقد تبقى اللعبة فعالة حوالي الشهرين.

مدونة وطن "eSyria" التقت الجدة "هلون نعمة" من منطقة "وادي النضارة" بتاريخ 16/10/2013 التي تحدثت عن "البوّ" وقالت: «هو لفظة عامية يطلقها الفلاحون والرعاة على الدمية المصنوعة من جلد الحيوان الصغير الميت نتيجة مرضه أو ولادته ضعيفاً، تم حشوها بالقش أو التبن، حتى لا ينقطع حليب الأم عند موت ابنها نتيجة حزنها عليه، لهذا فالدمية تصنع من جلد الحيوان الميت ذاته سواء أكان حملاً أم عجلاً، وقد كنت وإخوتي نساعد أبي حين كنا صغاراً في صناعة "البو"، ويتم ذلك بأسرع وقت ممكن بعد موته حتى لا تشعر أمه بعدم وجوده، لذلك يتم أخذه وشق بطنه لتخرج منه أمعاؤه وأحشاؤه، وينظف منها بالكامل دون غسله كي لا تذهب رائحته التي تربطه مع أمه وتميزه من خلالها، ثم يحشى بالقش اليابس حتى ينتفخ الجلد ويكتسب حجماً يماثل حجم الحيوان الأصلي، بعدها تكون عملية خياطة الشق عن طريق "مسلة" أي إبرة كبيرة وخيوط سميكة، ومن ثم يوضع الحيوان بالقرب من أمه حتى تراه وتشمه وتبدأ بإدرار الحليب، وغالباً ما يكون وزنه خفيفاً نتيجة حشوه بالقش لذلك يثبت عند وضع أحجار تربط مع قدميه».

يستخدم "البوّ" مرة واحدة وعلى مدة تتراوح بين الشهر ونصف الشهر أو الشهرين، حيث يوضع بالقرب من الحيوان للحصول على الحليب، وبعد مرور تلك المدة يتم إتلافه لأنه على الأغلب يبدأ بالتفسخ وتصبح رائحته كريهة، وتكون أم الحيوان قد اعتادت على إنتاج الحليب دون الانتباه إلى وجوده أو عدمه

تشبه عملية صناعة "البوّ" عملية "التصبير" العادية مع بعض الاختلافات، وعنها قال الشاب "موسى درويش": «في عميلة "التصبير" يقوم "المصبر" بغسل الحيوان من الداخل بالكامل مع الحفاظ على تفاصيله وأجزاء جسده، ويقوم بتعقيمه ووضعه في مواد حافظة تدخل مع الحشو وقد يستبدل العينين واللسان وغيرها من الأعضاء السريعة التلف بأخرى صناعية، أما في دمية "البو" فلا حاجة إلى ذلك، بل على العكس يتم الحرص على عدم غسل الحيوان، مع السرعة في إنجازه لذلك يكون بشع المظهر، حيث يكون محشواً مع بعض العصي والشرائط وتكون عيناه جاحظتين، لهذا فإن كثيرين من الناس يعتقدون أن اسم "البوّ" يدل على شيء منفوخ وبشع».

أثناء حلب البقر.

وأشار "درويش" إلى أن أهالي القرى لا يعرفون معنى كلمة "البوّ" تحديداً، لكنهم درجوا على استخدامها، فهي كلمة عربية فصحى تعني ابن الحيوان الميت، وأضاف: «يستخدم "البوّ" مرة واحدة وعلى مدة تتراوح بين الشهر ونصف الشهر أو الشهرين، حيث يوضع بالقرب من الحيوان للحصول على الحليب، وبعد مرور تلك المدة يتم إتلافه لأنه على الأغلب يبدأ بالتفسخ وتصبح رائحته كريهة، وتكون أم الحيوان قد اعتادت على إنتاج الحليب دون الانتباه إلى وجوده أو عدمه».

الشاب موسى درويش