عرفت بالشجرة القوية المقاومة لمعظم ظروف الطبيعة القاسية، وارتبطت بذاكرة الأهالي في منطقة "وادي النضارة" بعدة حوادث مرت على تاريخ المنطقة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 7/10/2013 الجدة "سمون خوري" التي تحدثت عن شجرة "الزنزلخت" الموجودة في المنطقة وقالت: «وجدت منذ زمن بعيد فهي الشجرة الوحيدة التي نجت من غزو الجراد عام /1930/، عندما أتى على جميع المحاصيل وعلى لحاء الأشجار ما عدا هذه الشجرة، ويقال إن ذلك يعود إلى سمية لحائها. وأصبحت بعد ذلك تزرع في كل البيوت حيث اعتقد الناس أنها بمثابة "تعويذة" لدرء وجود الحشرات وخصوصاً "الجراد"، إضافة إلى أن العديد من الأهالي كانوا يستخدمون لحاءها في علاج لدغات الأفاعي والعقارب لأنها توقف النزيف الناجم عن اللدغة، وهذا ما كان يستخدمه أطباء المنطقة الذين اعتمدوا الطب الشعبي فيما مضى».

خشب تلك الشجرة ذو سماكة جيدة ورائحة عطرة، لذلك كانوا يصنعون منه إطارات الصور الثمينة ومشارب النوافذ والأبواب، أما الجذوع غير النافعة فكانت حطباً ممتازاً للأيام الباردة، وكان والدي يحتفظ بتلك الجذوع ليستخدمها في ليالي الأعياد لأن رائحتها تعطر الجو المغلق، كما أن ثمارها القاسية كانت تجمع في نهاية الخريف قبل سقوط الأوراق ويتم تنظيفها وثقبها بواسطة الإبرة ليصنع منها مسبحات للصلاة

استخدمت أوراق "الزنزلخت" في طرد الحشرات بكل أنواعها بعد سحقها ورشها أو وضعها كما هي في مداخل البيوت ونوافذها، إضافة إلى استخدامات أخرى وعن ذلك تقول "خوري": «خشب تلك الشجرة ذو سماكة جيدة ورائحة عطرة، لذلك كانوا يصنعون منه إطارات الصور الثمينة ومشارب النوافذ والأبواب، أما الجذوع غير النافعة فكانت حطباً ممتازاً للأيام الباردة، وكان والدي يحتفظ بتلك الجذوع ليستخدمها في ليالي الأعياد لأن رائحتها تعطر الجو المغلق، كما أن ثمارها القاسية كانت تجمع في نهاية الخريف قبل سقوط الأوراق ويتم تنظيفها وثقبها بواسطة الإبرة ليصنع منها مسبحات للصلاة».

أزهار الزنزلخت.

لتلك الشجرة شكل جميل جعلها تتحول في عصرنا هذا إلى مظلة طبيعية في الصيف وتكسب الحدائق طرازاً مميزاً، وعن ذلك تحدث السيد "ميخائيل دبورة" الذي ينتج غراس "الزنزلخت": «أمتلك عدة شجيرات منها في حديقتي وعمرها حوالي أربعة أعوام ودفعني إلى زراعتها شكلها الجميل الذي يشبه المظلة الكثيفة ذات الأوراق العريضة والكبيرة التي تعطي ظلاً في أيام الصيف الحارة، إضافة إلى رائحتها المميزة التي تطلق في معظم أوقات النهار ولاسيما في الصباح الباكر، ولا تحوي ضمنها أي نوع من أنواع الحشرات بل على العكس فهي تطردها وخاصة البعوض، كما أنها سهلة العناية حيث يمكن لأي شخص زراعتها بسهولة».

وأشار المهندس الزراعي "إلياس خوري" إلى وجود خلط لدى معظم الناس في تسمية شجرة "الزنزلخت" بـ "الزنزرخت" وهذا الخطأ ناجم عن الأسماء المتعددة للشجرة حيث تدعى أيضاً بـ "الأذرخت" أو "التمر الأخرس"، وأضاف: «يحب الناس اقتناء هذه الشجرة لشكلها الجميل وسرعة نموها وملاءمتها لكل الأتربة وهي مناسبة جداً للحدائق وفسحات المنازل، طولها خمسة عشر متراً وهي ذات قدرة عالية على تحمل الجفاف والصقيع، وموطنها الأصلي هو المناطق الجبلية لذلك فهي تزدهر في القرى ذات الطبيعة الجبلية، وانتشرت كثيراً في الوقت الحالي كإحدى أشجار الزينة دون الالتفات إلى فوائدها الأخرى، ولها أزهار صغيرة ذات لون بنفسجي ورائحتها جميلة وفواحة تظهر في فصل الربيع وتثمر على شكل عناقيد حباته متباعدة صغيرة الحجم ذات لون أصفر، لا تؤكل لأنها مرّة وسامة تبقى على الشجرة حتى اصفرارها وسقوط أوراقها».

المهندس إلياس خوي.

من الجدير بالذكر أن الزيت المستخرج من شجرة "الزنزلخت" يدخل حالياً في العديد من الأدوية والمطهرات والصابون ومواد التجميل.

ثمار الشجرة اليابسة.