تعرف باللغة العربية الفصحى بنبات "القصعين" وبالعامية بـ "المريمية" أو "الميرامية" وانتشرت في أريافنا كنبتة ذات خواص طبية طبيعية واستخدمت في معظم وصفات الطب الشعبي.

مدونة وطن "eSyria" تجولت في منطقة "وادي النضارة" بتاريخ 3/10/2013 والتقت السيدة "تيريز جرجس" التي تقوم بزراعة النبتة ضمن حديقتها لعدة أسباب وعنها تحدثت: «نطلق عليها اسم "المريمية" أو "ناعمة" وذلك لأنها ذات أوراق خضراء مسطحة طرية جداً وعندما تجف تبقى محافظة على قوام مخملي بعكس باقي النباتات التي تستخدم في ما يسمى "الزهورات"، وهي ذات طعم لاذع نوعاً ما، يصنع منها مشروب ساخن لمعالجة البرد والرشح وحالات الإسهال، إضافة إلى أنها تساعد الأم التي تريد فطام ابنها على التقليل من إفراز الحليب، وغالباً ما يكثر استخدامها في فصل الشتاء لانتشار أمراض الزكام والبرد فهي تعطي طاقة وحرارة للجسم وتساعد في مقاومة الأمراض».

لا يمكن الإسراف في استعمالها، حيث تكفي ملعقة منها في حال كانت جافة لكي تضاف لكمية من الماء تعادل إبريقاً متوسط الحجم وما يعادل أربعة أو خمسة أوراق في حال كانت خضراء، وغالباً ما تحفظ في أوعية بلاستيكية لأنها تفسد وتصبح غير صالحة في حال وضعها في أوعية معدنية، ونتيجة لطعمها اللاذع فهي غير محببة للأطفال ولم تدرج العادة بأن يشربها غير الكبار

تستهلك السيدة "تيريز" نبات "المريمية" بشكل يومي أي وهو ما يزال أخضر، فهو نبات دائم الخضرة يزرع في البيئات المعتدلة، إضافة إلى أنه يرتبط بحكاية شعبية لا تخلو من القداسة وعن ذلك تتابع: «يعتقد أن نبتة "المريمية" اكتسبت اسمها نسبة للسيدة العذراء "مريم" التي يحكى أنها ظهرت لإحدى السيدات والتي كانت تبحث لابنها المريض عن دواء دون أن تجده، حتى رأت السيدة "مريم العذراء" في حلم وهي تدلها على نبتة لتغليها وتقوم بسقاية مغليها لابنها المريض الذي شفي بعد ذلك، وانتشرت هذه القصة التي سمعناها من أجدادنا وما زالت معروفة حتى الآن والبعض يسميها "حشيشة مريم"».

المريمية الجافة

وتحتاج نبتة "المريمية" للدقة في استعمالها فالزيادة في مقاديرها قد تعطي مفعولاً عكسياً وعن ذلك تزيد: «لا يمكن الإسراف في استعمالها، حيث تكفي ملعقة منها في حال كانت جافة لكي تضاف لكمية من الماء تعادل إبريقاً متوسط الحجم وما يعادل أربعة أو خمسة أوراق في حال كانت خضراء، وغالباً ما تحفظ في أوعية بلاستيكية لأنها تفسد وتصبح غير صالحة في حال وضعها في أوعية معدنية، ونتيجة لطعمها اللاذع فهي غير محببة للأطفال ولم تدرج العادة بأن يشربها غير الكبار».

تسمى" المريمية" "القصعين" وهي عشبه حارة ذات تأثير منشط وعن طبيعتها النباتية يتحدث الصيدلاني الزراعي "نقولا إبراهيم" بالقول: «تتواجد "المريمية" بكثرة في منطقتنا ضمن حدائق المنازل أو في البراري لأنها من النباتات التي تكثر في المناطق الجبلية، وهي سهلة الزراعة لا تحتاج لعناية كبيرة، وهي نبتة صغيرة معمرة لا يتجاوز ارتفاعها ثلاثين سنتمتراً، لذلك فهي أشبه بالشجيرة، لها أوراق مخملية طولانية الشكل يصل طولها لحوالي أربعة سنتمترات وهي الجزء المستخدم من النبتة، لها لون أخضر يميل للأحمر عندما تكبر النبتة، تشبه نباتات الفصيلة الشفوية كالريحان والنعناع والزعتر، ويمكن زراعتها عن طريق البذور في فصل الربيع واسمها العلمي salvia officnalis».

السيدة تيريز جرجس

تستخدم "المريمية" في الطب الشعبي والطب الحديث على حد سواء فهي تحتوي على مجموعة من المواد المفيدة ويتابع: «تتميز نبتة "القصعين" باحتوائها على زيوت طيارة ومواد مضادة للأكسدة وهي قوية التأثير لذلك لا تستخدم بكثرة أو إفراط، ويقوم معظم الأهالي بزراعتها لأغراض دوائية حيث إنها معروفة في الوسط الريفي بعلاجها لعدة أمراض أهمها التهاب الحلق والحنجرة ونزلات البرد ومضاد للإسهال، أما فوائدها الأخرى فغير معروفة بالنسبة لهم ويرجح أنها تستخدم في الأدوية الحديثة المستخدمة لعلاج أمراض المعدة والروماتيزم وآخرها دخولها في بعض العقاقير المعالجة للسرطان».

شجيرة القصعين