تتكون مما يتوافر في البيئة الريفية من مواد بسيطة وبخسة الثمن، وهي على ذلك ذات نكهة وطعم لذيذين ومميزين، وتندرج تحت نوع من أنواع الحلويات الشعبية.

ووراء هذا الطبق قصة مستقاة من الواقع الذي عاشه الأهالي قديماً وعن ذلك تتحدث الجدة "ظفيرة كاسوحة" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 9/9/2013 وتقول: «عمر هذا الطبق يتجاوز مائة عام واخترعته النساء نتيجة لأوضاع المعيشة الصعبة والفقر الذي كان منتشراً في المنطقة في فترة الاحتلال العثماني، وكان السبب وراء هذه الأكلة هو إيجاد بديل من قلة الطعام للأطفال الصغار الرضع، في حال لم يكف حليب الأم، أو وفاتها أو مرضها وعجزها عن إرضاع طفلها، أو كوجبة بديلة للطفل الهزيل وذو الوزن الخفيف ولكنها لا تعطى له إلا بعمر ثلاثة أشهر فأكثر».

بالنسبة للكبار فإنها مجرد نوع من الحلويات تعطي مزيداً من السعرات الحرارية نتيجة غناها بالسكر والبروتين القادم من الحليب ونشاء الطحين وهذه المواد ذاتها هي أساس متين لإكمال الغذاء وإضفاء السمنة على الجسم لذلك فهي جيدة ومفيدة للأطفال في طور النمو بشرط أن تؤخذ باعتدال وإلا سببت زيادة في الوزن، ويفضل إعدادها بالحليب بدل الماء لتخفيف حلاوتها بتقليل مادة السكر فيها

من محصول القمح المطحون والمخزن وبعض السكر والإضافات يصنع طبق "الحريرة" وعن ذلك تضيف: «ساعد جو الريف وتوافر الطحين لدى كل الأسر على إيجار المادة الأساسية "للحريرة" وهي تصنع بطريقة بسيطة حيث يخلط الطحين مع الماء والسكر ويحرك بشكل سريع ومتواصل قبل وضعه على النار حتى يتماسك ويخلو من التكتلات التي قد تزعج الطفل الصغير الذي لا يمتلك أسناناً ومن ثم توضع على النار وتغلى لتصبح مزيجاً أبيض مائلاً للصفرة يشبه طبق (المحلاية) التقليدي وكانت النساء قديماً تضيف ماء الورد أو ماء الزهر المقطر بشكل خفيف حتى لا يضر بالأطفال، ومن كان يمتلك أبقاراً أو أغناماً فإنه يستبدل الماء بالحليب المغلي المبرد».

أثناء إعداد الحريرة

أما حالياً فقد أصبح "للحريرة" التقليدية وجه حديث ومتطور، ودخلت تقليداً اجتماعياً كوجبة مرافقة لولادة الأطفال وبالأخص في فصل الشتاء وعن ذلك تتحدث السيدة "كارولين عثمان": «"الحريرة" طبق ذو طعم طري مستساغ بالنسبة للصغار وحتى للكبار، وأذكر أنني تناولته في صغري كثيراً عندما كنت أزور مع العائلة إحدى النساء اللواتي أنجبن حديثاً وهو يشبه كثيراً طبق (الكاسترد) الذي أعده الآن لأطفالي ومازالت بعض السيدات حتى الآن يقمن بإطعامه لأطفالهن الرضع، والبعض الآخر أصبح يعد هذا الطبق كنوع من الحلويات السهلة في فصل الشتاء لاحتوائها على الطحين والسكر، ومرات عديدة تزين بالمكسرات والشوكولاتة كنوع من التجديد».

اكتسبت "الحريرة" اسمها من طريقة صنعها ولونها الصافي وهي تمتلك فائدة معينة لكي تعطى للأطفال وعن ذلك تختتم اختصاصية التغذية "ابتسام إبراهيم" بالقول: «بالنسبة للكبار فإنها مجرد نوع من الحلويات تعطي مزيداً من السعرات الحرارية نتيجة غناها بالسكر والبروتين القادم من الحليب ونشاء الطحين وهذه المواد ذاتها هي أساس متين لإكمال الغذاء وإضفاء السمنة على الجسم لذلك فهي جيدة ومفيدة للأطفال في طور النمو بشرط أن تؤخذ باعتدال وإلا سببت زيادة في الوزن، ويفضل إعدادها بالحليب بدل الماء لتخفيف حلاوتها بتقليل مادة السكر فيها».

أثناء الطهو
بعد أن أصبحت جاهزة للتقديم