على الرغم من جماليتها وتميزها كشجرة من أشجار المناطق المعتدلة التي تنتمي لها بيئة "وادي النضارة" فإنها تعاني خطر الانقراض والزوال، فشجرة "الميس" التي تعرف بالعامية باسم "الماس" إحدى النباتات المحلية التي أعادت لها مشاريع المشاتل غرسة الحياة من جديد من خلال تأمينها لغراس وشتلات هذه الشجرة لتزرع في قرى الوادي وجباله.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 26/8/2013 السيد "بشارة مخول" أحد فلاحي المنطقة الذي تحدث عن شجرة "الميس" التي كانت منتشرة بكثرة: «تعتبر هذه الشجرة من الأشجار الجميلة الشكل والرائحة وقد كانت موجودة بكثرة منذ القديم بين البيوت والأراضي الجبلية، حيث تعطي طابعاً جميلاً خاصة أنها اعتبرت قديماً من سمات المنطقة فهي تحتاج لجو معتدل ووفرة الأمطار وهو ما يتوافر في قرانا بالإضافة لمنطقة الساحل ولكن عدم اهتمام الأهالي بها وقطعها على حساب الأشجار المثمرة جعلها تزول حتى أصبحت نادرة ولا يوجد منها سوى بضع شجيرات في كل المنطقة».

تضمن مشروع "المليون غرسة" الذي ترعاه محافظة "حمص" ومديرية الزراعة في المدينة تأمين مجموعة من الغرسات الحراجية لإعادة زراعتها في المنطقة ونالت شجرة "الميس" حصة لابأس بها من هذه الغراس التي تم أخذها من إحدى الأشجار القديمة في قرية "الحواش" ورعايتها ومن ثم سيتم زراعتها في مناطق مختلفة من الجبال والأراضي الموجودة في المنطقة لتلافي خطر انقراضها وزوالها

تقدم شجرة "الميس" بطولها وكثافتها ظلاً في المناطق الحراجية إضافة لخشبها الذي كان يستخدم في عدة مجالات، وعن ذلك يضيف: «أشجار "الميس" التي كانت ضمن القرية لم تكن ضخمة أو طويلة إلا فيما ندر لأنها نتجت من زراعة بعض الأهالي لها في حدائق منازلهم أما تلك الموجودة في الجبال والأحراج فكانت ذات ضخامة وعلو كبيرين إضافة إلى أنها كانت مصدراً هاماً للأخشاب، حيث يتميز خشب هذه الشجرة بصلابته وجودته وكان معظم النجارين في المنطقة يستخدمون خشبها لصناعة الأثاث الخاص بالمنازل والمصدّر للمدن فهو ذو رائحة جميلة وملمس ممتاز».

ثمار الميس

إضافة لشكلها وخشبها تمتلك شجرة "الميس" ثماراً ذات طعم مميز فهي كما أضاف الشاب "إبراهيم الدقاق": «أذكر شجرة "الميس" التي كانت مقابل مدرسة قرية "المزينة" الثانوية حيث درست، وكانت ذات ارتفاع وضخامة كبيرين، وكنت وأصدقائي عند انتهاء الدوام المدرسي في أيام الربيع نخرج مسرعين لقطف ثمار الشجرة الناضجة ذات اللون الأحمر الداكن التي كانت بحجم حبة اللؤلؤ لكي نمتص الرحيق اللذيذ الموجود داخل الثمرة ومن ثم نقوم باللعب بها كالكرات الصغيرة لأنها كانت تبقى قاسية».

تعيش شجرة "الميس" في البيئة المتوسطية ولها سمات وصفات متنوعة تحدث عنها المهندس الزراعي "الياس خوري": «تنتمي شجرة "الميس" للأشجار الحراجية النادرة وهي معمرة بمجملها حيث يبلغ عمر البعض منها أكثر من ألف عام، اسمها العلمي "australis celhs" تعيش في المناطق المتوسطة وحتى نصف الجافة، بشرط وجود مياه كافية كالأمطار والمسيلات المائية، وهي من متساقطات الأوراق ذات تاج كروي وساق مستقيم يمكن أن يصل طولها لأكثر من خمسة وثلاثين متراً، أوراقها متطاولة أو بيضاوية حادة مسننة وذات أوبار لونها أخضر باهت، تزهر في فصل الربيع تعطي ثماراً تشبه الكرز ذات لون أخضر ثم يتحول إلى الأصفر ومن ثم الأحمر الداكن المائل للأسود عند نضجها، قابلة للأكل لأنها ذات لب سكري وتفضلها معظم الطيور».

المهندس الياس بيطار

عاد الاهتمام بشجرة "الميس" حالياً في قرى منطقة "وادي النضارة" نتيجة تعرضها لخطر الانقراض حيث قدم مشروع "المليون غرسة" بعض الغراس الحديثة وعن ذلك تحدث المهندس "الياس بيطار" مدير مشتل "الحواش": «تضمن مشروع "المليون غرسة" الذي ترعاه محافظة "حمص" ومديرية الزراعة في المدينة تأمين مجموعة من الغرسات الحراجية لإعادة زراعتها في المنطقة ونالت شجرة "الميس" حصة لابأس بها من هذه الغراس التي تم أخذها من إحدى الأشجار القديمة في قرية "الحواش" ورعايتها ومن ثم سيتم زراعتها في مناطق مختلفة من الجبال والأراضي الموجودة في المنطقة لتلافي خطر انقراضها وزوالها».