يتواجد حيوان "الشيب" في الأحراش الممتدة من قرية عين "الباردة" باتجاه قرية "تنورين" والقرى المجاورة، وبين غاباتها الكثيفة الأشجار، وجبالها، فهو معروف بأنه وحش الجبل الأسطوري.

لم يكن الأهالي يعلمون بحقيقة وجوده بل بقي فترة من الزمن مجرد وسيلة لإخافة الأطفال المشاغبين وضبطهم في منازلهم ولاسيما في جو الريف، إلا أن مصادفة هذا الحيوان على أرض الواقع ومهاجمته لبعض السكان وافتراسه أحد الضحايا جعله مصدر خوف للكبار أيضاً، وعن ذلك يتحدث السيد "الياس حاماتي" فقال: «أتذكر عندما كنت طفلاً أن إحدى قريباتي تعرضت لمهاجمة أحد الحيوانات المفترسة عندما كانت ذاهبة إلى النبع البعيد نسبياً عن القرية، ولم تستطع الإفلات منه إلا بمساعدة بقية النسوة المتواجدات على نبع الماء، وقد قالت وقتها إنه كان شديد الافتراس، شنيع المظهر، غريب الشكل، لا مثيل له بين الحيوانات المتعارف عليها في المنطقة، وذو أسنان حادة جعلت من عضته تخترق اللحم وتفتت العظم وبعد ذلك بفترة تكررت مهاجمته لنساء أخريات في القرية حتى انتشر الصيادون من الأهالي وقاموا بقتله».

أتذكر عندما كنت طفلاً أن إحدى قريباتي تعرضت لمهاجمة أحد الحيوانات المفترسة عندما كانت ذاهبة إلى النبع البعيد نسبياً عن القرية، ولم تستطع الإفلات منه إلا بمساعدة بقية النسوة المتواجدات على نبع الماء، وقد قالت وقتها إنه كان شديد الافتراس، شنيع المظهر، غريب الشكل، لا مثيل له بين الحيوانات المتعارف عليها في المنطقة، وذو أسنان حادة جعلت من عضته تخترق اللحم وتفتت العظم وبعد ذلك بفترة تكررت مهاجمته لنساء أخريات في القرية حتى انتشر الصيادون من الأهالي وقاموا بقتله

الدكتور "ادوار عبد الله" قال: «ينتج حيوان "الشيب" من تزاوج حيواني أنثى "الضبع" مع ذكر "الذئب" وذلك بفترات زمنية متباعدة قد تصل إلى ثلاثين عاماً أحياناً، ويعود ذلك إلى أن أنثى الضبع تأبى التزاوج مع ذكور من عشيرتها لضعف الذكور في حماية القطيع، ونتيجة بحثها عن الذكر القوي تقبل الاقتران بذكر "ذئب" الذي قد تصادفه في موسم التزاوج، وشناعة مظهره ناجمة عن هذا التزاوج الذي ينتج صفات أهمها قوته وشراسته، فهو يملك عنقاً طويلة وفي بعض الأحيان عنقه قصير وقدماه طويلتان ويديه قصيرتان، يملك سرعة هائلة ويستطع القفز لمسافة 10 أمتار هذا ما يمكنه من افتراس حيوانات تمتلك أضعاف حجمه قد تصل إلى الجمل إضافة للإنسان الذي يعتبر فريسة روتينية لديه ويمتاز بعدوانية تجعله يقتل حتى وإن لم يكن جائعاً».

الدكتور ادوار عبدالله

يعتبر حيوان "الشيب" عقيماً لا يتزاوج نتيجة الخطأ في الكروموسومات التي يمتلكها ويتميز بصوته المخيف الذي أصبح معروفاً بالنسبة لأهالي القرى وعن ذلك تحدث الشاب "علاء إبراهيم" عن تجربة اصطياد "الشيب" ويقول: «اصطياد هذا الحيوان تجربة مثيرة بحد ذاتها، فلم يكن بحسباننا أنا ومجموعة من الأصدقاء وأحد أخوالي الذي يقطن في المدينة أن نصادفه أثناء خروجنا منذ حوالي أربعة أعوام في أحراش القرية لاصطياد الطيور والأرانب البرية حيث سمعنا صوتاً غريباً مثيراً للرعب ينتقل بسرعة بين الأشجار عرفنا أنه حيوان مفترس إلا أنّنا لم نره فقمنا بإطلاق النار عشوائياً على مصدر الصوت ليتحول ذلك الصوت إلى ما يشبه بكاء الأطفال فشعرنا بالخوف من اختلاط الأمر علينا، إلا أن أحد الكلاب التي ترافقنا قام بسحب حيوان ميت بشع المنظر نراه لأول مرة، ولغرابة الشكل قام خالي بتصبيره ونقله إلى منزله الكائن في مدينة "دمشق" ليقوم بتحنيطه وأصبح من بعدها حيوان الشيب قائماً في احتمالات كل من يخرج للحقول والأحراش البعيدة».

السيد الياس حاماتي