اعتدنا على رؤية "الستيتية" في شوارع وأزقة مدننا وفي معظم الأوقات تسير بيننا وتهبط على شرفات المنازل، تحتضن بيوضها وفراخها بين الأحجار في الجدران وتزين كل ساحة وحديقة.

ولارتباط "الستيتية" بالمدن حكاية ترويها الأسطورة وتبررها، وعن ذلك تحدث الدكتور "يوسف الشامي" عند لقائه مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 4/4/2013 فقال: «يدعى طائر الستيتية باسم طائر "الست عشتار" أو "الست ستيت" ويرتبط بأسطورة قديمة تفسر سبب وجوده في دور العبادة والمعابد، حيث إن طائر "الستيتية" الوديع كان من أكثر الطيور جموحاً ومحبة للمغامرة والسفر في السموات العالية وزيارة مختلف أصقاع الأرض، وبأنه ذاته طائر "العنقاء" الأسطوري والذي وقع في شرك "الربة عشتار" عندما مر فوق معابدها وسحرت بجماله وأرادت الاحتفاظ به، فقد دعته إلى معابدها لكنه أبى فلم تجد من وسيلة سوى أن تلوح له بمنديلها الذي أخفت فيه شهوات العالم ولذاته، فاستسلم الطائر الجامح لرغبته في الاستطلاع وليس في البقاء وعند نزوله إلى ارض المعبد وتناوله من الطعام وشربه للماء سقط ريشه القوي ولانت روحه وارتبط بالمعبد، لذلك نرى أنه كثيراً ما يتواجد في المعابد حتى الآن».

تقترب منازل المدن من بعضها بعضاً بشكل كبير ما جعل منها مكاناً مثالياً لبناء أعشاشها دون الخوف من وصول الحيوانات والطيور الجارحة إلى صغارها، إضافة إلى أن السكان مع مرور الوقت ألفوها وتعودوا على إطعامها واعتادت على معاشرة الناس والتنقل دون خوف بينهم

ينتشر في الثقافة العامة أن الستيتية لا تربى ولا يؤكل لحمها إلا أنه من الناحية العلمية هو نوع من أنواع اليمام التي لها خاصية معينة، وعن ذلك يتحدث الطبيب البيطري "إدوار عبد الله": «ينتمي طائر الستيتية من حيث النوع والفصيلة إلى طائر "اليمام" الذي يختلف عن "الحمام"على الرغم من أنهما يقعان في نفس المرتبة والفصيلة وثمة فوارق بينهما أهمها أنه لا يمكن استئناس "اليمام" وتربيته بينما يمكن ذلك مع "الحمام"، وإذا حبس "اليمام" فهو لا يفرخ إلا نادراً وإذا هرب من الأسر لا يعود لصاحبه مرة ثانية، والحمام طائر مهجر بشكل عام يميل إلى سكن الخرائب والمغارات وأغصان الأشجار ضمن الريف ولكن بعيداً عن الأنظار، ومن هنا درج عنه أنه لا يعيش في الأرياف، ولا في تجمعات من الطيور المختلفة عنه، ولأن "الستيتية" من فصيلة "اليمام" فتنطبق عليها الصفات السابقة».

الدكتور ادوار عبدالله

ثم أضاف: «تقترب منازل المدن من بعضها بعضاً بشكل كبير ما جعل منها مكاناً مثالياً لبناء أعشاشها دون الخوف من وصول الحيوانات والطيور الجارحة إلى صغارها، إضافة إلى أن السكان مع مرور الوقت ألفوها وتعودوا على إطعامها واعتادت على معاشرة الناس والتنقل دون خوف بينهم».

الدكتور البيطري "دارم طباع" قال عنها: «تتميز الستيتية بطول ذيلها ونحف جسمها حيث يبلغ طولها حوالي 25سم، أرجلها عارية لا يكسوها الريش، ولها أجنحة مائلة للون البني المحمر مع ظهور اللون الرمادي المزرق على أجنحتها أثناء الطيران، وهي أسرع من الحمام وبضربات منتظمة يسمع غالباً أصوات حركة الأجنحة، سمي "اليمام الضاحك" نظراً للأصوات المحببة التي يطلقها والتي يشبهها البعض بالدعاء لله، بينما تشبه في منظورها العام صوت القهقهات الضاحكة».

الدكتور يوسف الشامي

الجدير بالذكر أن الانتشار الواسع لطيور "الستيتية" وعدم اقتراب الناس منها جاء نتيجة لمعتقد ديني بأنها حمت الرسول وصحبه وهم في غار "حراء" ما دفع الناس لعدم أذيتها وهي موجودة في معظم دول العالم ولكن بأسماء مختلفة.

الفة الستيتية