يسمى "ريحان داوود" في الأدبيات الشعبية، يتميز بفوائد عديدة فهو مسكن للعديد من آلام الأمراض، إلا أنه يحتاج لبيئة دافئة ومعتدلة ذات أمطار وفيرة، ولذلك فهو ينتشر وبكثرة في منطقة "وادي النضارة"، إما عن طريق المساكب البيتية داخل الحدائق أو المزارع الخاصة بالأعشاب.

السيدة "كارولين عثمان" إحدى سكان المنطقة تمتلك مسكبة لنبات "المردقوش" منذ فترة ليست ببعيدة، تعرفت على هذا النبات عن طريق المصادفة، وتحدثت عنه لمدونة وطن "eSyria" التي التقتها بتاريخ 16/3/2013: «تتواجد النباتات من حولنا وبكثرة إلا أن النباتات المفيدة قد تكون محدودة، فعلى الرغم من كوني ابنة الريف إلا أني لم أكن أعرف نبات يدعى "المردقوش" حتى سمعت إحدى الجارات تتحدث عن فوائده التي دفعتها لزراعته، ولأنني مدرسة فإن البحث عن وسيلة للحفاظ على طراوة الحنجرة وسلامة الصوت دفعني لتجربة استخدام النباتات وبالأخص "المردقوش" الذي له خاصية فعالة تتميز بطعمه اللاذع والرائحة القوية التي تشبه النعناع وعند اضافته للماء الساخن يصبح دواءً فعالاً لنزلات البرد».

ساعدني هذا النبات على تخفيف الضغط الذي يرافق الصداع النصفي فهو يعالجه بنسبة جيدة قد لا يشفي منه نهائياً إلا أنه مهدئ ويساعد في تخفيف من آلام الرأس، بالإضافة إلى أنه يساعد في الوصول إلى النوم الجيد الذي يفتقده المرء نتيجة الصداع والأرق، وهذا العلاج المعتمد على الأعشاب يقوي الجسد ويمنحه طاقة إيجابية بعكس ما كان يفعله الدواء الكيميائي الذي يعطي نتيجة سريعة ويأخذ ثمناً بديلاً من جسدك أيضاً

يحتوي نبات "المردقوش" على زيوت طيارة تساعد في معالجة عدة أمراض منها "الصداع النصفي" الذي يعاني منه عدد لا بأس به من الأشخاص ومنهم العم "جرجس شكر الله" الذي تحدث عن تجربته قائلاً: «ساعدني هذا النبات على تخفيف الضغط الذي يرافق الصداع النصفي فهو يعالجه بنسبة جيدة قد لا يشفي منه نهائياً إلا أنه مهدئ ويساعد في تخفيف من آلام الرأس، بالإضافة إلى أنه يساعد في الوصول إلى النوم الجيد الذي يفتقده المرء نتيجة الصداع والأرق، وهذا العلاج المعتمد على الأعشاب يقوي الجسد ويمنحه طاقة إيجابية بعكس ما كان يفعله الدواء الكيميائي الذي يعطي نتيجة سريعة ويأخذ ثمناً بديلاً من جسدك أيضاً».

السيدة "كارولين عثمان"

يباع نبات المردقوش ضمن البيوت التي تزرعه، فهو على الرغم من انتشاره في المنطقة إلا أن المعتنين به هم قلة، ومنهم السيد "جان قويق" الذي يحرص على وجود أنواع من النباتات الشعبية مع البقوليات والتوابل الأخرى في متجره وهنا يضيف: «لا يوجد في القرى متاجر للعطارين التي تبيع التوابل والأدوية الشعبية والخلطات، وهذا ما دفعني لكي أبيع في متجري الخاص بعضاً من تلك النباتات ومنها الذي يشتريه الناس لعدة أسباب، فالكبار في العمر وخاصة السيدات يشترونه ليضعنه مع أكلة "الكبة" المشهورة، حيث يفرم مع البرغل ليعطي نكهة ورائحة ولوناً أخضر مميزاً، إضافة إلى أن البعض الآخر يستخدمه كنقيع في فصل الشتاء ضد البرد والزكام ويطلب في بعض الأحيان زيت النبات لآلام "الروماتيزم"».

يزرع نبات "المردقوش" ضمن شروط معينة تتحدث عنها المهندسة الزراعية "لينا قردوح": «ينتمي هذا النبات للفصيلة الشفوية واسمه العلمي"origanum majorara" ويحتاج إلى تربة خفيفة غنية بالمواد العضوية التي لا تتوافر إلا في حدائق البيوت، فعشبه معمر يصل ارتفاعه من 15 إلى 30سم جذوره ليفية شعرية تخرج منها عدة سيقان وتؤلف جمة متفرعة متداخلة موبرة بوبر ناعم أوراقها بيضاوية الشكل مخملية من الوجهين تتميز بأزهارها التي تعطي شكل خصل أو باقات صغيرة وكل ما سبق يحتوي على فوائد عديدة، إضافة إلى احتواء هذا النبات على سنابل صغيرة فيها بذور لها فائدة كبيرة، والنبات بشكل عام يتميز برائحته العطرة التي تدل عليه أما طعمه فهو يتميز بمرارة خفيفة».

المهندسة "لينا قردوح"

بين حزيران وأيلول يمتد موسم هذا النبات الذي يحتوي على أملاح معدنية ومواد عطرة لها خصائص طبية تضيف عنها: «يفيد هذا النبات للاضطرابات المعوية والهضمية، فهو مقوٍّ ومسكن ومهدئ ومخدر في أحيان أخرى حسب الجرعة، ويستخدم في صناعة أدوية متعددة لآلام الرأس ونزلات البرد وتشنج العضلات وآلام العنق والروماتيزم والأرق، ويساعد عند تناوله كمشروب ساخن في خفض الحمى وتسكين التهابات الحلق والتخلص من التعب والنفخة وتأمين نوم هانئ، واكتشف حديثاً أنه يساعد على التخلص من النقرس والتشنجات العصبية عند خلطه بمواد أخرى ويوضع أيضاً ضمن ضماد لعلاج الجروح والقروح».

من الجدير بالذكر أن نبات "المردقوش" قديم الاكتشاف بالنسبة للإنسان على الرغم من عدم انتشاره حالياً بكثرة، فقد استخدمه المصريون القدماء، والإغريق والرومان كتابل مطيب لأطعمتهم وأحد الأعشاب التي يعالجون بها، أما كهنة المصريين فاستخدموه ضد الصداع والنرفزة، وفي القرن السابع عشر أعلنه طبيب فرنسي أنه خير علاج للتشنجات.