عاشت منذ آلاف السنين في البادية التدمرية، حتى أصبحت رمزاً يحاكي التاريخ في القدم، ويواكب أحداث الحاضر في المجتمع التدمري، وحتى أمست رمزاً لهذا المجتمع.

ففي "تدمر" صاحبة المناخ الصحراوي القاسي، والأمطار الشحيحة شاءت الطبيعة أن تمدّ لها يد العون وتفيض عليها بشيءٍ من خيراتها، فكان البلح أو التمر التدمري المشهور، والذي يأتي في المرتبة الأولى من حيث الجودة على مستوى القطر. وللتعرّف على طريقة زراعة هذه الشجرة المميزة وعلى أنواعها وثمارها. مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 17/10/2008 السيد "أيمن الحمد" الذي يعمل في زراعة البلح وتسويقه.

يحتوي التمر بتركيبته ماء وأليافاً وسكريات وبروتينات. نستخدم التمر كمنشط للأمعاء ما يمنع الإمساك والتقبض المعوي والإمساك يعوق الولادة كما يساعد البلح الرطب على طرد "المشيمة" مباشرة بعد الولادة لأن بقاءها مدة طويلة قد يهدد الأم أحياناً كما أن البلح يخفض ضغط الدم الذي يرتفع عند الولادة

بدايةً شرح لنا طريقة زراعة النخيل فقال: «النخيل شجرة صحراوية امتازت بها "تدمر" منذ القدم، بسبب تلاؤمها مع مناخ "تدمر" الصحراوي. وتتم زراعتها بداية الأمر من خلال (الفسائل) وهي شتلات صغيرة تنمو من النخيل، حيث يتم حفر حفرة بعمق 40-50 سم وتوضع الفسيلة بها لمدة أربعين يوماً مع السقاية المنتظمة، ثم يُلف جذع النخلة بلفافة من الخيش، وبعد مضي أربعين يوماً يتم ري النخلة بطريقةٍ عادية فالنخيل شجرة تتحمل العطش ولولا هذا لما عاشت في بيئة "تدمر" الصحراوية والشحيحة بالمياه، وليس هناك أهمية لنوعية المياه لأنه بعد التجربة أثبت النخيل بأنه يستطيع العيش في مختلف المناطق دون أي تأثير، ويُنتظر محصولها بعد فترةٍ أقلها خمس سنوات وقد تصل أحياناً إلى عشر سنوات».

السيد أيمن الحمد

وحول الطريقة التي يتم بها تلقيح شجرة النخيل حتّى تعطي ثماراً جيدة يقول السيد "أيمن" حول هذه الطريقة: «هناك النخل الأنثى والنخل الذكر، ويمتاز النخل الذكر عن النخل الأنثى بأنه يمتلك غبار الطلع أو ما يسمى الحبيبات وهي الحبيبات التي تقوم بالتلقيح، أما النخل الأنثى فليس لديها هذا الشيء، وفي فصل الصيف تحديداً نأتي بالعناقيد الذكرية ونضعها مع العناقيد الأنثوية بعد أن ننزع (النبال) عنها وهي نوع من الأشواك السامة تظهر لحماية الشجرة، فيتم التلقيح تلقائياً ودون أي معاناة. وهذا يتم حصراً في فصل الصيف، وتستمر هذه العملية حتى بلوغ فصل الخريف وهو فصل جني الثمار فنقوم بقطف ثمار النخيل من البلح أو التمر قبل هطول الأمطار».

وحول أنواع التمر الموجودة في الأسواق وأهم الأنواع التي تمتاز بها "تدمر" أجاب: «هناك عدة أنواع للتمر أو البلح وهي جميعها متوافرة في الأسواق المحلية، فهناك التمر القصبي والبلّوري والتمر الأسود والأشقر، وفي "تدمر" تتم زراعة جميع هذه الأنواع، ولكنها تمتاز عموماً بالأشقر والقصبي، ويعد البلح التدمري من أفضل الأنواع الموجودة في سورية وذلك لكون البادية هي الموطن الأصلي للتمر».

أما فيما يتعلق بالفوائد الغذائية للتمر فقد التقينا السيد "عامر النجم" الذي يعمل منذ عدة عقود بالعطارة ودراسة النباتات ومستخلصاتها ليحدثنا عن الفوائد بالقول: «يحتوي التمر بتركيبته ماء وأليافاً وسكريات وبروتينات. نستخدم التمر كمنشط للأمعاء ما يمنع الإمساك والتقبض المعوي والإمساك يعوق الولادة كما يساعد البلح الرطب على طرد "المشيمة" مباشرة بعد الولادة لأن بقاءها مدة طويلة قد يهدد الأم أحياناً كما أن البلح يخفض ضغط الدم الذي يرتفع عند الولادة».

وفي نهاية جولتنا بين مزارع النخيل التدمرية لم نستطّع إلاّ أن نبدي إعجابنا بهذه الزراعة المتميزة في "تدمر"، وارتباطها الوثيق بهذا المجتمع، حتى غدت كتاباً مفتوحاً يروي حكاية "تدمر" مع الطبيعة لترتقي بها مع شجرة النخيل إلى السماء.

  • تم تحرير المادة بتاريخ 2008.