هي من الحلويات الشعبية في "حمص"، أصبحت من الأطباق الفلكلورية والتراثية ومن ذكريات الماضي ولم يعد يتقن إعدادها إلا بعض من النسوة المتقدمات في السن من مبدأ المقارنة بين حلويات الماضي وحلويات الحاضر والتي لم يعد لها نكهة ولا طعمة كما تقول الجدات.‏

السيدة "مريم حميد علي" "أم محمد" من بلدة "المخرم" تذكر لمدونة وطن “eSyria" بتاريخ 13/5/2008 أنها مازالت تصنع هذه الحلوى المميزة لأولادها رغم أنه لم يعد يخلو بيت من أصناف الحلويات الحديثة بنوعيها العربية والغربية.

إنها "السيالة".. المصنوعة من أبسط مكونات الحلويات بعيداً عن الجوز واللوز والفستق الحلبي.. إنها من طحين وماء يخفق جيداً ليصبح رخواً متماسكاً لتمد على النار وتدهن بالقطر والسمن العربي

وعن طريقة إعدادها تقول: «"السيالة" حلوى بسيطة الصنع فمكوناتها هي الطحين والماء الذي يخفق جيداً ليصبح رخواً متماسكاً مع بعضه بعضاً عندها يتم سكبه على حرارة صاج بنار خفيفة ويقلب على الوجهين حتى ينضج.‏ يدهن الوجهان الناضجان بالقطر والزبدة أو السمنة العربية وهو ساخن ويترك لوقت من الزمن حتى يتشرب بهما ويبرد قبل أن يقطع قطعاً صغيرة حسب الطلب وتكون جاهزة للأكل بواسطة لفها باليدين».

عند الدهن بالسمن والقطر

تضيف "أم محمد": «فعلياً تعتبر هذه الحلوى من الحلويات المنقرضة، وأقول ذلك لأني لا أعرف ربة منزل تقوم بصنعها، وإن سمعت بإحداهن تقوم بصنعها فإنها ولابد أن تكون سيدة كبيرة في السن مثلي، تريد الاحتفاظ بتراث أجدادها وتذوق حلواهم التي كانوا يتناولونها».

الآنسة "أمل برهوم" رئيسة لجان تنمية المجتمع المحلي للمرأة الريفية في منطقة مخرم "حمص"* كان لها رأي عن هذا النوع من الحلويات ذي الرائحة الخاصة التي لا تشبه رائحة خبز التنور ولا الصاج لتقول: «إنها "السيالة".. المصنوعة من أبسط مكونات الحلويات بعيداً عن الجوز واللوز والفستق الحلبي.. إنها من طحين وماء يخفق جيداً ليصبح رخواً متماسكاً لتمد على النار وتدهن بالقطر والسمن العربي».

الشاب "منير الأحمد" وهو طالب ثانوية عامة لم يبد أي رغبة في التعرف أو تذوق هذه الأكلة التراثية وبرر ذلك بالقول: «لا أستطيع أن أتخيل نفسي الآن أتناول حلوى جل ما تصنع منه الزبدة والسمنة والقطر، وخصوصاً في ضوء التحذير المستمر من مخاطر تناول المأكولات التي تحتوي على الشحوم التي ترفع الكولسترول وتزيد من احتمالات الإصابة بالسكتة القلبية».

إذاً حلويات الحاضر استطاعت أن تثبت وجودها في سوق العرض والطلب على كل ما هو قديم، لكن يبدو أنها لم تستطع أن تمحو ذكريات لا تنسى من الماضي عندما كانت تقدم "السيالة" كحلويات تتطلب جهداً خاصاً وبالتالي كانت دليلاً على تمكن سيدة المنزل وتمسكها بالأصيل.

  • في حديث لجريدة الثورة السورية بتاريخ 27 /9/2006م.