بجو من الطرب الأصيل والغناء الجبلي المحبب، أحيت سيدات "حمص" في "قصر جوليا" بحي "بستان الديوان" عصرونية بمناسبة عيد "الأم"، اجتمعت فيها الأجيال من الجدّات وحتى الحفيدات، لتكون ذكرى اجتماعية مميزة.

السيدة " بديعة الحوري" التي حضرت العصرونية مع ابنتيها وحفيداتها وزوجات أبنائها، عبرّت عن سعادتها بعودة الألفة للمجتمع المعاصر عن طريق هذه المناسبات، حيث قالت: «لكل عصر طعمه وطابعه المميز، فقد حظينا نحن فيما مضى من زمن، بجو من المحبة والألفة، وهو مانراه اليوم ولكن بطريقة مختلفة وأكثر تطوراً، فلم تعد جلسات البيوت مع الأمهات والجدات كافية، بل أصبحت السهرات والعصرونيات طرازاً دارجاً ومطلوباً، وهو دافع للفرح بين الحين والآخر، ويشعر السيدة بأهميتها وقدرتها على العطاء حتى ولو تقدّم بها العمر».

يترافق عيد الأم بنوع مشابه للاحتفال في كل بيت، فلم شمل العائلة مع الآباء والأبناء، شيء لابدّ منه، لكنّه يحتاج أيضاً كعيد للأمهات اللواتي قلما يحظين بوقت لمفردهن بتقليد خاص قد يجمعهن بصديقاتهن وقريباتهن وبناتهن، من الجنس اللطيف فقط، يجلسن ويتسامرن، ويستمعن للطرب والغناء بحريةٍ نابعة من الجو النسائي البحت

السيدة "غانا محفوض" التي حضرت الحفل مع ابنتها الشابة، تجد أن للعصرونية وجهاً آخر، فهي تمثل على حدّ تعبيرها جواً أنثوياً بحتاً، كنوع من الاستقلالية عن الرجل، وتضيف: «يترافق عيد الأم بنوع مشابه للاحتفال في كل بيت، فلم شمل العائلة مع الآباء والأبناء، شيء لابدّ منه، لكنّه يحتاج أيضاً كعيد للأمهات اللواتي قلما يحظين بوقت لمفردهن بتقليد خاص قد يجمعهن بصديقاتهن وقريباتهن وبناتهن، من الجنس اللطيف فقط، يجلسن ويتسامرن، ويستمعن للطرب والغناء بحريةٍ نابعة من الجو النسائي البحت».

السيدة "بديعة الحوري" وابنتها

لهذه الأمسيات سحرها الخاص كما تقول الشابة "مادونا سركيس" التي أحبت الحضور مع صديقاتها من الشابات الصغيرات في العمر واللواتي لم يجدن أية موانع من مشاركة الأمسية مع سيدات يكبرهن بالعمر، وتقول: «اختلاف الأعمار في مناسبات كهذه يضفي جواً من التنوع والمرح، فنحن مجموعة من الشابات وطالبات الجامعة، أحببنا المشاركة اليوم مع سيدات أكبر منا عمراً هم بوجه آخر صورتنا في المستقبل وهن أمهاتنا وقريباتنا، ونحن نرغب بوجودنا معهن، كرغبتنا بوجود بناتنا معنا في المستقبل، لنحافظ على التآلف الجميل بين الأجيال، مع استمتاعنا بوجود صوت جميل كصوت "مازن كرم" المعروف في جو "حمص" وريفها كواحد من أجمل الأصوات».

لبنانيات العملاق "وديع الصافي" و"ملحم بركات" وطرب القدود الحلبية الأصيل، و"أحلى من السكر" هي بضع مما غنا الفنان "مازن كرم" لسيدات "حمص" اللواتي يتميزن بمحبتهن للطرب، ويضيف: «احترفت الغناء منذ طفولتي وأغني اللون الجبلي والطربي الذي يحبه أهالي "حمص" ويعشقونه، ولأن الأمسية للأمهات ولهن الأفضلية في كل شي، اخترت لهم برنامجاً مميزاً ومنوعاً مما يردن سماعه في جو العصرونيات التي تتصاحب بالطعام والأراكيل والجلسات الهادئة، مع شيء من الرقص الذي يحبذه الجميع وبالأخص الصبايا، وهديتي اليوم للسيدات هي أغنيتن جديدتين حازت واحدة منهما على المرتبة الأولى في سباق الأغاني وهي بعنوان "أحلى من السكر" من تلحين الأستاذ "الياس كرم" وتأليف "عصام جنيد"، مع هدية للدكتور "بشار الأسد" كتحية من الجميع لتوفير هذا الجو من الراحة والأمان لكي نستطيع التمتع بكل حفل وحدث دون خوف».

السيدة "غانا محفوض"

تقديم وتنظيم الحفل بفقراته المتنوعة تحدّثت عنه السيدة " ميرفت سلوم"، وتقول: «العصرونية هي عبارة عن لمّة اجتماعية تقام في وقت العصر من اليوم وهي عادة قديمة في المجتمع الشرقي، إلا أنّها عادت لتصبح موضة العصر الحاضر وانتشرت لتلبي حاجة السيدات بالترفيه الهادئ وتبعاً لخبرتي في تنظيم هذه المناسبات، فإنّ "عيد الأم" هي الأكثر مناسبةً للعصرونية، ومن خلالها نقدم جواً مميزاً مترافق بالموسيقى والطرب، والطعام الخفيف، مع وجود "الأركيلة" التي لاتكاد جلسة أو زيارة منها، مع بعض المسابقات والهدايا التي تفرح الجميع وتضفي المزيد من المرح للأمسية، والناس بالمجمل بحاجة لهذا النوع من الاحتفالات لكسر الروتين وضجر الحياة العملية وتعبها».

الجدير ذكره أن العصرونيات عادت لتنتشر مع انتشار الأركيلة كطقس مرافق، ولاسيما في مدينة "حمص.

السيدة "ميرفت سلوم" وصديقتها منظمتا الحفل