لم يقتصر ملتقى المرأة والجمال الثاني الذي قدمه الاتحاد النسائي في "حمص" على المرأة وحدها بل تعداه ليشمل المجتمع ككل بجوانبه الاجتماعية والفنية والطبية، فقد تميز اليوم الأخير من الفعاليات بتنوع لافت من الواهب الشابة وذلك بتاريخ 19/1/2011، في حي "الانشاءات" في "حمص".

بدأ حفل الختام بمحاضرة طبية عن الغذاء الصحي، وتوزيع لدروع تكريمية خاصّة بالمنظمين، وشهادات التقدير ومسابقة لمزيني الشعر والماكياج، تلاه عروض لأزياء السهرات والسبوارت والذي خضع لقرارات لجنة تحكيم خاصّة بالملتقى.

تعتبر عروض الأزياء ومسابقات التجميل خطوة جميلة وجريئة في ذات الوقت ضمن مدينة "حمص" التي مازال جوها مغلق ولكن قد يساهم عرض أو اثنين في العام بتنشيط جوها وتعويد الناس على عروض الأزياء التي أطلقتها ودعمتها في سورية السيدة "أسماء الأسد"

السيدة "وفاء سموني" أبدت رأيها بما قدم خلال فعاليات الملتقى: «أعتبره بادرة جميلة تقدم خدمات ثقافية وفنية متنوعة، لم نكن على معرفة بها ولاسيما مجالي السياحة والانترنت، وكيفية التعامل مع أبنائنا جرّاء تطور العصر تجاه الجانبين السابقين، إضافة لوجود الفقرات الفنية الراقصة التي تضفي جواً ممتعاً ومسلياً».

السيدة "وفاء سموني"

أمّا اختصاصية التغذية "لما نائلي" فقد وضّحت من خلال محاضرتها الخاصّة بالغذاء الصحي، قائلة: «الغذاء له دور كبير في الحياة، والاهتمام به وبالتوعية الغذائية انتشر بشكل كبير على نطاق وخاصّة على شاشات الفضائيات، وهذا الانتشار يزيد من أهمية الانتباه وتمييز المعلومة الصحيحة والمناسبة لكل شخص على حدا، وطرح أساسيات الغذاء الصحي المتوازن الذي هو أساس الحياة الصحيحة، ومحاضرة اليوم التي أقدمها لسيدات "حمص" حول ما سبق ذكره ولفت نظرها إلى أهمية أن تعتاد ويعتاد أهل بيتها على الطهو المنزلي وتوازن الغذاء الغني بالمعادن والفيتامينات وتخفيف الملح والدهون المشبعة خلال الوجبات الرئيسية».

ترى الدكتورة "لما" أن هذه المحاولات التوعوية مهمة جداً في مدننا الشرقية ولنسائنا السوريات ولاسيما أن عادات الطهو التقليدية تزيد من الضغوط الصحية على الجسد. وليكتمل التنوع فقد قدّم العديد من مصممي الأزياء والمختصين في مجال الماكياج عروضاً تصف الجديد في المجالات السابقة والمميز فيها، وعن ذلك حدّثت أخصائية التجميل "نهلة حداد" صاحبة نادي "صبايا" أحد النوادي المشاركة قائلةً: «تعتبر عروض الأزياء ومسابقات التجميل خطوة جميلة وجريئة في ذات الوقت ضمن مدينة "حمص" التي مازال جوها مغلق ولكن قد يساهم عرض أو اثنين في العام بتنشيط جوها وتعويد الناس على عروض الأزياء التي أطلقتها ودعمتها في سورية السيدة "أسماء الأسد"».

"محمد سائر قصاب" و"فهد عرابي"

وعن الفقرات الفنية التي ظهرت خلال الملتقى وشملت عروض لرقص "الهيب هوب"، موسيقى الغيتار، التمثيل المسرحي، وعروض الخفة، وعن التمثيل المسرحي، التقينا الشاب "عبد الله عرابي"، وعن ماقدّم، تحدّث: «نحن أربعة ممثلين مسرحيين شباب من "حمص"، نشارك بمشهدين مسرحيين قصيرين يحكيان عن مواقف من الحياة العادية التي يعيشها معظم الناس، وتدور حول "مناظرة شعراء يدعون الفصاحة" والأخرى "عن حياة زوجية فاشلة بين رجل بخيل وزوجته المعتادة على العيش الرغيد" ومايتم خلال كل مشهد من مواقف مضحكة، والمشاركة في الملتقى ستكسبنا فرصة الانتشار أمام جمهور مدينة وطرح المسرح الذي غاب عن أذهان الكثيرين أيضاً».

أمّا عرض السحر وألعاب الخفة، فقد روى عنها "سيلر" لاعب الخفة الوحيد في "حمص"، قائلاً: «قدمّت عدّة عروض وفقرات لألعاب الخفة منها الخطير ومنها المضحك، ومنها الغريب أيضاً وقد تفاجئ الكثير من الحضور بوجود هذا النوع من الفن في "حمص" لذلك فإن المشاركة في المعارض والمهرجانات يكسب الناس معرفة أوسع بما يوجد في مدينتهم ويكسبنا نحن فرصة للظهور».

السيدة "سمية برغوث"

ولم يخل حفل الختام من مواهب تظهر للمرة الأولى في "حمص" وهي فن التقليد الخاص بالتعليق الرياضي، والذي قدّمه الشابين "محمد سائر قصاب" و"فهد عرابي"وكان لهما رأي بما قدماه:

«نحن طلبة جامعة ومحبتنا للمباريات الرياضية والتعليق الخاص بها دفعنا لتقديم هذه الفقرة التي تعتبر جديدة بالمجمل وليس فقط بالنسبة لمدينة "حمص" من خلال تقليد معلقين رياضيين معروفين مثل "رؤوف خليف، عصام شوالي، فارس عواد"، وقد لاقت فقرتنا استحسان الجمهور وأثارت ضحكاته، وذلك دليل على حاجة الجمهور لهذا النوع الجديد من الفن».

ولمعرفة رأي أصحاب التنظيم عما طرح في ملتقى 2011، تحدّثت السيدة "سمية برغوث" مديرة مكتب الأنشطة، بالقول: «الملتقى الثاني للمرأة والجمال تميز بموضوعات مختلفة ومتنوعة أكثر مما طرح في الملتقى السابق، كالسياحة والانترنت، مسابقة مزيني الشعر والماكياج، وهذا نادر الحدوث في "حمص" ولكن له أهميته في التعرف على الجديد في عالم الموضة والأزياء وهو من صلب اهتمامات المرأة، إضافةً إلى أن الحضور لهذا العام كان مميزاً بشموليته الرجال والأطفال إلى جانب السيدات، مما يعني اهتمام ومحبة الناس لهذا النوع من الفقرات، وعلى الرغم من أن معظم الحضور من الطبقة المتوسطة وليسوا من المختصين، وهذا سيشجعنا على طرح نشاطات مستقبلية هي استمرار لما طرح في الملتقى الثاني، كموضوع التكنولوجيا والانترنت وعلاقة المرأة بها وموضوعات الرقص وعروض الأزياء وتصحيح عيوب النطق لدى الأطفال».