«كل عمل يبدأ بفكرة، وكل فكرة تتسلح بالدعم والإرادة والمثابرة لابد أن تلاقي النجاح، وهكذا واقع حال موقع "زيدل" الإلكتروني، فالموقع بفضل جهود وحنكة مؤسسه، وبفضل مساعدة المحبين والمهتمين، أوصل قريتنا إلى العالمية».

بهذه الكلمات المعبرة ابتدأ الشاب "حسام عبد العزير" مدير ومشرف موقع قرية "زيدل" حديثه عن تاريخ تأسيس الموقع وآلية عمله خلال لقائنا معه بغرض التعرف أكثر على هذا الموقع الذي يلقى شهرة كبيرة في سورية وبلدان الاغتراب.

أتصور أن الموقع وصل للمستوى والأداء المطلوب منه بالنسبة لموقع قرية، ونتمنى أن نكون دائماً مواكبون للتطورات التقنية ليبقى الموقع في أفضل حالاته ويحافظ على شموليته بتغطية أخبار القرية حتى في حال حدوث تغيرات في الكوادر العاملة بالموقع وهي إحدى الصعوبات التي نواجهها

ويضيف "حسام": «ونستطيع القول دون مبالغة أن الموقع ساهم في تقدم القرية تقنياً لتصبح في ريادة المعلوماتية في المنطقة، مقارنة بمثيلاتها إن لم يكن على مستوى القطر، ولا يكاد بيت في القرية يخلو من الكمبيوتر والإنترنت. حتى إن الموقع على مستوى المغتربين كان بمثابة حافز كبير لكثير من عائلات القرية لمواكبة ركب الحضارة ودخول غمار الكمبيوتر والإنترنت بعد أن كان هامشيا بالنسبة لهم. وذلك من أجل متابعة أخبار قريتهم والتقرب من أحبائهم عبر العالم».

"حسام عبد العزيز" مدير ومشرف موقع "زيدل"

وعن كيفية تأسيس الموقع وإطلاقه قال السيد "حسام": «بدأت القصة مع أخي الأكبر "وسام عبد العزيز" صاحب الطموح اللا محدود، وذلك في صيف عام /2000/، حيث كانت البداية بشراء جهاز كمبيوتر وتنمية القدرات في التعامل معه ودخول دورة تعليمية لتطوير المواقع، فاشترك "وسام" في مزود خدمة الإنترنت للجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، وكان من الأوائل على مستوى القطر الذين يشتركون في الجمعية على الرغم من استغراب وعدم تشجيع أكثر المقربين له على هذا الأمر، والسبب هو التكلفة المادية العالية للإنترنت حينها، إذ كان يقتضي على المستخدم أن يطلب مزود الإنترنت عبر العاصمة "دمشق" وبالتالي تقدر تكلفة الساعة بـ200 ليرة سورية رغم رداءة الخدمة، وهو ليس بالمبلغ القليل على المواطن السوري».

وتابع: «وبعد دخوله عالم الإنترنت واطّلاعه على مكنوناته، أراد "وسام" أن يقدّم شيئا للقرية وأن ينقلها إلى العالمية عبر إنشاء موقع خاص بها يكون صلة الوصل بين أبنائها المقيمين والمغتربين. وهكذا بدأ العمل على موقع القرية، وبما أن الإمكانيات التقنية في البلد كانت محدودة في ذلك الوقت، لم يستطع حجز مخدّم للموقع، لذلك تم اللجوء بداية إلى المخدّم المجاني (خدمة مقابل إعلان في الموقع).

من إحدى أنشطة أعضاء (سبيس زيدل)

وفي شهر تشرين الثاني من عام /2001/ تم نشر أول نسخة للموقع باسم: (www.geocities.com/wisam74us)، ومن بعدها تم اختيار عدة مواقع للاستضافة المجانية مثل: (www.zaidal.tripod.com) وموقع (www.zaidal.vze.com) و(www.zaidal.has.it).

وهكذا بدأ الانتشار الفعلي للموقع رويداً رويداً على رغم بساطته، ولاقى استحسانا عند معظم أبناء القرية والمغتربين من زواره، وتحمس الكثيرون لدعمه لكن لم يجدوا طريقة لذلك في البداية».

من إحدى أنشطة أعضاء (سبيس زيدل)

وعن كيفية الانتقال إلى العنوان الإلكتروني (zaidal.com) قال "حسام": «يعود الفضل في ذلك إلى الأب والكاهن المحترم "جهاد جلحوم" المقيم في بلجيكا، فعندما عرف بوجود موقع للقرية ومن تصميم أحد أبنائها، أراد أن يقدم الدعم لتطوير الموقع، فقام بالاتصال بأخي "وسام" والتنسيق معه لتقديم كل ما يمكنه للمساعدة.

وتم فعلا بواسطته حجز "الدومين" الحالي (zaidal.com)، وتأمين استضافة مأجورة خالية من الإعلانات. ومن بعدها قام بحجز أول غرفة صوتية للموقع والتي كان لها التأثير الكبير؛ وقتها عام /2002/، في التقاء أبناء القرية من كافة أنحاء العالم، وساهمت الجمعية الخيرية الزيدلية في "لوس انجلوس" في دعم استمرارية الغرفة الصوتية لمدة طويلة.

ويمكننا القول إنه بهذه الخطوة كانت الولادة الثانية للموقع، وانتشاره الحقيقي، وأصبحت العلاقات بين أبناء القرية منشرة إلى أبعد الحدود، بحيث تجد لكل واحد منهم أصدقاء ومعارف في إحدى القارات الخمس».

وعن شراء أول كاميرا للموقع يضيف مدير الموقع: «هذا الأمر هام جداً، والسبب بكل بساطة أنه في وقتها كانت الكاميرا "الديجيتال" قطعة صعبة المنال، إضافة إلى أن تقنية تبادل الصور عبر الإنترنت من القرية لخارجها لم تكن من ضروب الواقع بقدر ما هي من ضروب الأحلام. وفعلا بمساهمة من السيدين "سليمان صفر" و"انطون أسعد صفر" تم شراء كاميرا عالية التقنية لتسخر في خدمة وتطوير الموقع وتم ذلك في أيار من عام /2002/. وبواسطة الكاميرا تمت تغطية اغلب أحداث القرية، ومناسباتها الاجتماعية ومن بعد ذلك تتالت التغييرات التقنية والفنية على الموقع».

استلم السيد "حسام عبد العزيز" إدارة الموقع والإشراف عليه منذ عام /2005/، وعن آلية عمل الموقع التي بدأها منذ عام /2005/ والأبواب الرئيسة فيه قال "حسام": «الهدف الأول للموقع تغطية أخبار قرية "زيدل" وأخبار المناسبات الاجتماعية وأخبار أنشطة ومشاريع مجلس القرية إضافة إلى أخبار اجتماعات المجلس.

مع تغطية أبرز الأنشطة والمناسبات الكنسية في القرية، وأي حدث هام يمكن أن يحدث فيها. ويضم الموقع قسم (المنتدى) وهو خاص بالحوارات والنقاشات مختلفة الموضوعات تتم من قبل أعضاء المنتدى من أبناء قرية "زيدل" ومن خارجها.

وعندنا قسم هام في الموقع يسمى (سبيس زيدل)، وهو خاص بفئة عمرية محددة لمن هم تحت الـ(25) عاماً من أبناء "زيدل" المقيمين والمغتربين، يشكل جسراً للتواصل وللتعارف بين أجيال الشباب الزيدليين المقيمين والمغتربين، ومن خلاله نظم أعضاء الـ(سبيس) أنشطة ثقافية ورحلات وحفلات تعارف مختلفة خاصة خلال فترة الصيف مع قدوم المغتربين إلى سورية، في أجواء اجتماعية مميزة، وبهذا القسم يتميز موقع "زيدل" عن كافة المواقع السورية».

وعن الأقسام الأخرى أضاف "عبد العزيز": «لدينا قسم خاص بنادي "زيدل" الرياضي، أنشأناه بالتعاون مع إدارة النادي، وهو عبارة تقريباً عن موقع ضمن موقع، يهتم بنقل كافة أنشطة وأخبار أبناء النادي، ونتائج الاجتماعات التي يقوم بها أعضاء مجلس إدارة النادي.

وهناك خدمة مجانية من الموقع لجميع زواره من أبناء القرية بأنه يتيح لهم إضافة صور مناسباتهم الاجتماعية المختلفة من زواج وخطبة وأعياد ميلاد وعمادات وغيرها، مع إمكانية كتابة عبارات التهنئة من قبل من يريد من الزوار. وهذا القسم لاقى صدى كبيراً بين أوساط زوار الموقع سواء بين المقيمين في القرية أم بين أوساط المغتربين».

وتابع "حسام" حديثه عن أقسام الموقع: «ومؤخراً تم إضافة قسم خاص بدليل هاتف لكل مشتركي القرية، حيث يمكن الزائر البحث عن رقم أي عائلة حسب تسلسل الأحرف الأبجدية للعائلات.

ويتم تحديث الموقع بشكل مستمر، وتم مؤخراً منذ عام تقريباً تغييره بشكل جديد وتحديثه تقنياً، وإضافة خدمة تصفح أخبار الموقع باللغتين العربية والإنكليزية، ليستطيع الجيل الثاني من المغتربين الاطلاع على كل أخبار قريتهم».

وعن تمويل الموقع قال "عبد العزيز": «نعتمد على تصوير الحفلات والمناسبات الاجتماعية بشكل مأجور أما أنشطة مجلس القرية والأنشطة الكنسية فتغطيتنا لها مجانية. كما لدينا خدمة بث مباشر للحفلات عن طريق برمجة خاصة تتيح للمغتربين الزيدليين متابعة الحفلات على اختلافها ويستضيف الموقع بعض الإعلانات التجارية المحصورة بفعاليات من القرية، الهدف من الموقع إجمالاً غير ربحي وإنما تغطية جزء من تكاليفه حيث إن معظم الذين يعملون به وخاصة مشرفي المنتدى يقومون بذلك بشكل تطوعي».

وعن الطموحات والتطلعات المستقبلية قال مشرف الموقع: «أتصور أن الموقع وصل للمستوى والأداء المطلوب منه بالنسبة لموقع قرية، ونتمنى أن نكون دائماً مواكبون للتطورات التقنية ليبقى الموقع في أفضل حالاته ويحافظ على شموليته بتغطية أخبار القرية حتى في حال حدوث تغيرات في الكوادر العاملة بالموقع وهي إحدى الصعوبات التي نواجهها».