القطائف أكلة شعبية حمصية يرغب الحمصيون بتناولها في كل المواسم ولا يقتصر الأمر فيها على شهر رمضان كما يعتقد الكثيرون.ففي حمص هناك العديد من المحال التي تقوم بعجن عجينة القطائف وللتواصي تقوم بصنعها حتى أخر مرحلة من حشي وقلي ..

eHoms التقت السيد الحاج عطا لله الساتر الذي يفتتح محلاً لصنع القطائف في منطقة السوق المسقوف أو كما ينادونها سوق الحشيش وكان لنا معه لقاء شرح فيه طريقة صنع عجينة القطائف وما تعنيه له فقال لنا:"صراحة هذه المهنة لم أرثها عن والدي لكن تعلمتها منذ صغري لدى حلواني حموي الأصل عاد إلى حماه بعد أن تعلمت منه أسرار صنع العجينة وكيفية تقطيعها أو هيكلتها بشكل دائري بالمصب الخاص لها. وهناك ثلاثة أحجام للقطايف: صغيرة جداً تُسمى عصافير قطرها حوالي 5 سم، ومتوسطة قطرها حوالي 7 سم، وكبيرة قطرها حوالى 8سم،يُستخدم لعمل القطايف فرن صغير يتم إعداده خصيصاً، حيث يبلغ ارتفاعه حوالي 40 سم، ويوضع عليه صينية من حجر الزهر قطرها حوالي 50 سم، كما يُستخدم أيضاً حلة ومصفاة للعجين وكبشة و سكينة حلواني لرفع أقراص القطايف بعد تسويتها ، فضلاً عن قمع صغير يوضع فيه العجين السائل.

بالنسبة لحشوة القطايف تكون حسب رغبة الزبون و معظم الحمصيين يحبونها بالشمندر مع أنهم قادرون على شراء القشطة لحشيها، وحتى أن بعضهم يحشيها بالمكسرات: كالفستق والبندق واللوز والزبيب وجوز الهند بالطبع بعد حشيها وثنيها بشكل نصف دائري تحمر في الزيت حتى تأخذ اللون الذهبي، وتُرفع لتُغمس مباشرة في القطر البارد".

عن الشرائح العمرية التي تفضل أكل القطائف يقول الحاج عطا الله : "صراحة لا يفضل هذا الجيل من الشباب تناول هذه الأكلة الشعبية والتي كان لها وقع طيب في ذاكرتنا ونحن صغار، فمعظم من يشتريه هم من الكبار الذين تناولوه كثيراً في صغره و لم يكن يوجد غيرها تقريباً كحلويات، أما الآن ترى البسكويت أو الكاتو الإفرنجي أو أنواع أخرى لا أعرف لها اسماً بات يرغب فيها الناس، بالطبع ربات البيوت يشترين عجينة القطائف لكن بكميات محدودة الأمر الذي يدل على عدم وجود أفواه كثيرة تود تناولها".

رغم عزوف الكثيرين عن الأطباق الشعبية التي دأب أجدادنا على ابتكارها.. يبقى لهذه النوعية من الأطباق مكانته الخاصة في قلوبنا ..ومذاق مميز يعبق بنكهة التراث والحنين إلى أطباق أحبها الأجداد.